كيف إتفقت الوحشية الإنسانية مع الجمال؟ رأى الناقد والصحافي هنري آلن في مقال نشر في يونيو 2000 في مجلة نيويوركر، إنه أمر مثير للسخرية لأوسكار وايلد أنه “يمكننا القلق بشأن استغلال الأشخاص للتصوير الفوتوغرافي بعد تعرضهم للقصف والجوع والنفي والتشويه والاختراق إلى قطع مع المناجل”، وتاريخيا قدم المتحف الوطنى للجيش البريطانى رسميا “جمال الخراب” فى الحروب العالمية وعلى سبيل المثال تم فى عام 1918 تكليف الفنان ألفريد موننينج بالتوثيق الفنى للواء سلاح الفرسان الكندى وفيلق الغابات بلوحات تسلط جماليات الدور العسكرى للخيول وعملها الحيوى فى شن الحرب والطبيعة المتأثرة بالحرب ولفيلق الغابات فى فرنسا.
وقدم الفنانون المشاركون أكثر من 800 عمل، وكتب الناقد ستيفانى زاخاريك عن الجمال الفنى لفيلم “1917” عن هذه الحرب القاتمة بما فيها من الخنادق والخيول الميتة والأسلاك الشائكة الشبقية وصفوف علامات القبور في أعقابها وحراسة رفات الشباب، ومن خلال معالجة جماليات فنية لأهوال هذه الحرب قدم فيلمًا حيًا بالكامل، وكما يرى ستيفانى: إنها صورة فنية مصقولة بعناية وليست صورة تكافح من أجل الواقعية الشديدة ، لكن إخلاصها المتأصل في الحياة والجمال هو جزء من قوتها، وبنفس الطريقة التي عاشت بها لويس ميلستون بهدوء عام 1930 بقصة ” كل شيء هادئ على الجبهة الغربية” وهى لا تتعلق بتجربة الجنود الإنجليز بل الجنود الألمان ومقتبسة من قصة إريك ماريا ريمارك ، رواية شددت على أن لحظات الحياة الفردية، الممسوكة والمثبّتة، هي الحماية الحقيقية الوحيدة التي نتمتع بها ضد عبث الحرب ، وبجمال فنى درامى ، وقدمت الكاتبة البريطانية كارولين ليال روايتها “فيروس الجمال” بتقنيات روائية تربط بين الصراع على السلطة وبين معالجات الساحرات وينتصر الجمال على الساحرات ويفقدن سحرهن ، وتكشف يوميات الكاتب الألمانى إرنست جونجر وهو حامل الوسام العسكرى الألمانى كمقاتل فى القوات الهجومية الألمانية وكمعارض دائم لليبرالية والديمقراطية وقدم رواية “عاصفة الصلب” الجماليات الوحشية لزمن الحرب وعلاقة الجمال بالوحشية وتناول مصطلح “جمال الوحشية” ليقدمه فى أعماله وتقديم “معاناة الضعفاء” كجماليات فنية معبرة.
وتناول جوزيف هنرى ستاتن فى أغسطس 2016 كتاب ديفيد شيلدز حول المضاعفات الأخلاقية للتمتع الجمالى، وبما يقدم أمثلة تقنية فنية جمالية لما تناوله فن التصوير للموت كوثائق للعالم المادى ممتعة جماليا وكما يرى فإنها تشكل شيئا مروعا مأساويا فالعثور على الجمال في صورة ما، حتى في سعادتها، يصبح مزعجًا ويتناول كيف صورت الصحف العالمية كالتايمز الأمريكية الصور الجميلة التي تمثلت مهمتها في تقديس الأوصاف المصاحبة للمعركة والموت والدمار والتهجير وبما تمثل قوتها المؤسسية كحامية / أمينة للديمقراطية التي تتعامل مع الموت.
وبما يشكل سياسة يحاولون بها تجميل الحرب ، وجعل الحرب جميلة بإستخدام “الجمالية الفوتوغرافية” للخداع المركزى وبأن الحرب ليست مجرد عنف، بل إنها مليئة أيضًا بلحظات حميدة كالجنود الذين يلعبون لعبة البيسبول ، وكانت صور حرب فيتنام أيقونة الجمال حيث شكلت كما يرى شيلدز “هذه الصور، بالنسبة لي، جميلة بشكل مذهل” وأنهم “إنهم ينجزون الفن الصحفي”، وكما يروى سيروس وود عن الفنان أوباتا عضو هيئة التدريس فى جامعة كاليفورنيا فى بيركلى بعد إعتقاله، قال: “إذا لم أذهب إلى هذا النوع من المكان، لما أدركت الجمال الموجود في هذا الكآبة الهائلة”، ورأى الكثير من العلماء الخبراء بان جرائم الجمال تتمثل فى الإستخدامات السيئة لمستحضرات التجميل والمنتجات المعتمدة على الحمض النووي والمكياج بكل وسائلة وبمن تناول بالمكياج ورش المثبتات على الوجه وإستخدام زيوت المطبخ مع البشرة فى الشمس والرش الكامل والجزئى بالعطور الإصطناعية والتعرض للتدخين فى سائر الأماكن مع المكياج وكريمات البشرة وإستخدامات مواد الكولاجين والإقنعة الصناعية وواقيات الشمس والتى تسبب شيخوخة البشرة.
موضوعات تهمك: