كيف انتصر محمد خان للمرأة في أفلامه؟

من منا لا يعلق برأسه صرخة مرفت أمين في نهاية فيلم زوجة رجل مهم ، من منا لم يرقص قلبه مع رقصة الانتصار لياسمين رئيس في نهاية فيلم فتاة المصنع حينما رقصت في فرح الحبيب الذي تركها لتخبره أنها تعافت منه، من منا لا يدق قلبه مع دقات قلب نوجا وهي تحل شعرها ليتطاير وهي على الدراجة النارية خلف حبيبها الذي وجدته أخيراً بعد أن ضاعت سنوات عمرها بحثاً عن الحب في فيلم في شقة مصر الجديدة، من منا لا تدمع عيناه ويشعر بالانتصار والمرارة في ذات الوقت في نهاية فيلم موعد على العشاء والبطلة التي جسدتها سعاد حسني تتناول الطعام المسموم الذي صنعته بيديها مع الرجل الذي تكرهه بعد أن أجبرها على العودة إليه وتسبب في قتل حبيبها.

المحتويات

محمد خان

وحده أستطاع أن يفعل ذلك برقة ورقي دون ابتذال أو محاضرات عن حقوق المرأة أنه الباكستاني الأصل مصري المولد والهوى محمد خان، استطاع محمد خان أن يقدم في أفلامه ألحاناً رقيقة ينتصر للمرأة من خلالها ينتظر للقاهرة البسيطة ينتصر لطبقة الكادحين والمهمشين من الرجال والنساء وإن كان صوت المرأة دائماً هو الأعلى في أفلامه منذ أول فيلم قام بإخراجه بعد عودته من دراسة السينما في لندن ضربة شمس والذي تحمس له الفنان الكبير نور الشريف وقام بانتاجه وبطولته على الرغم من كون “خان ” مخرج شاب وهذا عمله الأول، إلا أن موهبته الكبيرة والتي رآها “الشريف” بذكائه الفني المعهود دفعته لأن يتحمس له ولم يخب ظنه به ونجح خان في تجربته الأولي ليسجل اسمه بين المخرجين الكبار.

أفلام انتصر فيها للمرأة

وتجلي دور المرأة في هذا الفيلم من خلال حبيبة البطل الصحفي شمس والتي كانت قوته الدافعة طوال الفيلم للبحث عن الحقيقة كما تجلت من خلال العصابة التي كان يحاربها البطل طوال الفيلم والتي كانت تتزعمها إمرأة، غير أن دور المرأة يظهر لامعاً وبقوة ويظهر انحياز محمد خان الحقيقي لها في الفيلم الذي أصبح علامة هامة من علامات السينما العربية والذي ينتصر للمرأة المقهورة الضعيفة فيلم موعد على العشاء حينما انحاز خان للمرأة التي تكره حياة زوجها وتريد الخلاص وبالفعل حصلت على الطلاق إلا أن الرجل المتسلط لم يتركها لتهنأ بحياتها الجديدة فسعي لقتل حبيبها إلا أنها انتقمت منه مع نهاية الفيلم وانتقمت من ضعفها كذلك فوضعت له السم في الطعام وقتلته وانتحرت في معني يريد به “خان” أن يصل كصفعة للمجتمع الذي يريد للمرأة أن تعيش مقهورة مذلولة ولا يعرف أن قوة المرأة أكبر بكثير مما يظنون.

واستمر”خان” في تقديمه للشخصيات المركبة الصعبة سواء للرجل أو المرأة على حد سواء ولكن دائماً ما كانت المرأة محور اهتمامه كما كان اهتمامه منصباً على الضعفاء والمهمشين ولعل ذلك ظهر جلياً في فيلم الحريف الذي قام ببطولته النجم الكبير عادل إمام وتميز هذا الفيلم بكل تفاصيله منذ أشعار البداية وصوت أنفاس عادل إمام وهو يجري بالكرة، وعلاقة الحب الجامحة والمدمرة في ذات الوقت والتي تجمع بين عادل إمام وفردوس عبدالحميد على الرغم من انفصالهما داخل أحداث الفيلم إلا أن الحب لازال يجمعهما ويأبيا الإعتراف، فصور لنا خان جموح المرأة العاملة واعتزازها بكبريائها على الرغم من ضيق المعيشة وقلبها الذي لازال يسكنه من جرحها.

أفلام قريبة من الشعب

وجاء خان فى الألفينات وقدم مجموعة من الأفلام الرقيقة والتي تحمل طابعاً خفيفاً إلا انها بها الكثير من المعاني والمنحازة للمرأة أيضاً كفيلم بنات وسط البلد الذي يصور معاناة الفتيات من الطبقات المهمشة في وسط زحام الحياة وقسوة القاهرة وبحثهن عن عمل وفي ذات الوقت الاستمتاع بالحياة والبحث عن الحب، وانحاز للحب والمرأة التي تتأخر في سن الزواج لرفضها قيود المجتمع في الزواج من خلال فيلم في شقة مصر الجديدة والذي قدم فيه غادة عادل كما لم تقدم من قبل.

وفي نفس الإيطار إنحاز للبنت البسيطة العاملة في فيلم فتاة المصنع وبحثها عن الحب رغم المعاناة وانتصر لها في نهاية الفيلم برقصة انتصار شفاء من حب لم يكن في محله، وكان أخر أفلام خان فيلم قبل زحمة الصيف الذي عاد بها لأجواء السيتينات وتحرر المرأة وارتدائها للباس البحر في السينما على الرغم من أن الفيلم تدور أحداثه في الوقت الحالي وربما كان خان يحاول أن يخلع العباءة السوداء التي ارتدتها السينما ويبعدها عن الإنغلاق والرجعية.

نادين خان

ففي رحلة محمد خان مع السينما استطاع أن يقدم الكثير من النماذج والكثير من الأفلام التي أثرت السينما وتركت لنا ميراثاً حقيقياً كما أنه ترك لنا فلذة كبده فنانة بعين مخرجة حقيقة نادين خان والتي ظهرت قدراتها وتفوقها وبساطتها في الأداء من خلال المسلسل الذي حاز على إعجاب ونسبة مشاهدة مرتفعة جداً وحقق جدل واسع في الأوساط المصرية مسلسل سابع جار والذي تم عرضه قبل الموسم الرمضاني السابق.