الفنون هي مرآه الشعوب ومهد الحضارة وغذاء الروح المتعطشة للإبداع وإذا اردنا التحدث عن الفن المصري سنجد أن من أكثر ما يهتم به المصريون عبر التاريخ هو الفن بأنواعه المختلفة من هندسة وعماره وأدب وموسيقي وتصوير وحتى النقش علي الجدران كان من الفنون المصريه القديمه الرائعة الجمال والاحترافية, وكبداية لهذا الفن المصري القديم الذي يشهد علي مدي عظمه وتاريخ هذا الشعب ومن هنا نبدأ بفن العمارة.
كان المصريين القدماء يهتمون بالعمارة والتشييد , فعلي سبيل المثال المتاحف وما تحتها من مقابر لا يمانهم بحياة ما بعد الموت وبالتالي وضعوا معهم ما يحتاجونه من طعام وشراب ظنا منهم انهم سوف يبعثون مره اخري، اما المعابد فتم بنائها للتعبد ولتمجيد آلهتهم وحتى يقيموا فيها مهرجاناتهم المختلفة وطقوسهم الدينيه الخاصة ,ومن اكثر ما يشغل بال المؤرخين والمهتمين بالفرعونيات هي المسلات!
هذه الأبنية الشاهقة الطول والتي ليس لها استخدام واضح حتى عصرنا هذا ,فبعض المؤرخين يظنون أن المصريين كان لهم علاقة بالكائنات الفضائيه وكانت هذه المسلات هي طريقه التواصل بينهم !! وبالرغم من سخافة الفكره إلا انها متاحة ومنتشرة ويؤمن بها الكثير من المؤرخين وذلك واضح في الكثير من الأفلام الأجنبية التي تهتم بهذا النوع من أفلام الخيال العلمي ولكن ليس هناك دليل علي ذلك حتى الآن ,وسوف يظل سر المسلات المصرية المنتشرة في جميع انحاء العالم سر عظيم يدل علي مدي براعة وعظمه وتمكن المصريين في الهندسة والعمارة حتى لو لم نكن نعلم ماهيتها حتى الآن.
ليست فقط العمارة التي تفرد فيها المصريين ووضعوا بصمتهم الخاصة ولكن أيضا النقش علي الجدران وفن التصوير حيث انه لم يقم بالنقش فقط علي الجدران ولكن علي كل شيء في حياته من أدوات زينه وطهي وبرديات وتوابيت وأثات وحتى لو لم ينقش كان يرسم.
المصري القديم كان مبدع، ذو رؤيه مستقبليه ثاقبه جعلته يفكر لملايين السنين القادمة، حيث أن الفن الجرافيتي المعروف في كل دول العالم كان أساس النقش علي الجدران الذي ابتكره المصري القديم وكان له الريادة فيه, فهو لم يكن يرسم اشكال وحروف وحيوانات فقط ولكن كان يرسم شكله وزوجته وهما في الحقل علي سبيل المثال أو شكله وهو يكتب وينقش.
ومن الفنون التي برع فيها المصري القديم أيضا هو فن النحت وهو تجسيد ما يتعامل معه ولكن في هيئه تماثيل وليست مجرد نقوش علي الجدران وقد برع المصرى القديم في هذا النوع من الفن وكان له الأسبقية في انشاء فن بذاته يسمي الفن التشكيلي , ف الفن التشكيلي هو النحت ولكن بابتكارات جديده مواكبه لهذا العصر, اما النحت فكان يختص بما تراه عين الفرعون القديم وتستحق التخليد من وجهه نظره ,و سوف يذكر التاريخ بأن المصري من كان له الريادة في ابتكار هذا النوع من الفنون (الفن التشكيلي) أو النحت كما كان يسمي قديما.
-ومن العماره والهندسه والنحت لفنون الادب والسينما:
كل هذه الفنون الذي برع فيها المصري والتي تعتبر تعلم ذاتي حيث انه لم يكن هناك من يعلمه ,لم تجعله يستهين بالعلم والأدب الخالص فالمصري القديم كان له الريادة مع شعب العراق بان يخترعوا الكتابه ولكن بصور مختلفة فكان المصري يستخدم اللغة الهيروغليفيه التي تعد من اشهر لغات العالم القديم وكانت عبارة عن نقوش وأشكال وطيور يتم استخدامها لتدوين مهامهم وآدابهم المختلفة وبالرغم من صعوبتها إلا انهم كتبوا بها أنواع مختلفة من الأدب مثل الأدب القصصي والأدب الديني والأدب التهذيبي وأدب المديح وبعد ذلك تم تطوير الكتابه بعد دخول الاسلام مصر وبدأ انتشار اللغة العربية وبدأ المؤرخين بترجمة كتاباتهم التي كانت علي أوراق البردي وتدوينها بالعربية فظهرت لنا حضارة خاصة بنفسها في الآداب والتاريخ تنم عن شعب عظيم يعرف مدي أهميه العلم والتعلم.
ففي بداية القرن التاسع عشر ظهر عظماء الأدب المصري وشعراءه الذين قاموا بنقل الادب المصري في مكانة اخرى بعد انحداره علي يد المستعمرين قبلهم من مماليك وانجليز ورومان وغيرهم الذين دكوا ارض مصر مرات ومرات ولكن لم يستطيعوا هزيمة هذا الشعب الأبي وتمت النهضة علي يد الشاعر محمود سامي البارودي والذي كان من تلامذته شاعر النيل حافظ إبراهيم وأمير الشعراء احمد شوقي.
ثلاثة من الأسماء الذين اثروا في الشعر والأدب المصري بالكثير والكثير من شعرهم وأفكارهم العظيمه التي جعلتهم من الأسماء المؤثره في تاريخ مصر الحديثه حيث انشأوا مدارس خاصة بهم وتتلمذ علي يدهم الكثير من شعراء مصر الحاليين منها مدرسه ابوللو التي أسسها “احمد زكي أبو شادي” ومدرسه الديوان التي أسسها الشاعران “عبدالرحمن شكري” وإبراهيم عبدالقادر” المازني والذين اثروا الشعر والأدب بالكثير من الروعه والقيمة في ابياتهم ,وهناك روائيين وكتاب عظماء مروا عبر التاريخ المصري منهم عميد الأدب العربي “طه حسين” الذي ترجمت اعماله إلي أفلام سينمائيه عظيمه “ونجيب محفوظ” واحسان عبدالقدوس” العظيم التي له الكثير من الاعمال التي تحولت الي أفلام سينمائيه ودرامية.
أفلام هؤلاء الكتاب كانت علامة فارقه في تاريخ السينما والتليفزيون المصري اثرت السينما بالعبق والعمق الكثير والكثير في نفوس المصريين ومن هذه الاعمال الفيلم العظيم للعميد” طه حسين “(دعاء الكروان) ومسلسل (لن لعيش في جلباب ابي)للعملاق “احسان عبدالقدوس” والفيلم العبقري (ثره ثرة فوق النيل)للأديب “نجيب محفوظ” ..وهناك الكثير من اعمال هؤلاء العمالقة تحولت إلي لغات اخري وحصل اديبنا العربي “نجيب محفوظ “علي جائزة نوبل في الادب كأول عربي يحصل علي هذه الجائزة.
اما السينما فكان لها نصيب كبير من الازدهار والانحدار فقد ازدهرت في أواخر التسعينات بشكل كبير وفي اوائل الألفينات وذلك علي ايدي مخرجين وممثلين عظماء منهم المخرج العظيم “يوسف شاهين” الذي من اهم اعماله ( المصير واسكندريه ليه) والذي اثروا السينما ب الفن الجميل الهادف الذي له رسالة لابد ان يوصلها ,وشاهين من اشهر مخرجين القرن العشرين في الوطن العربي وليس مصر فقط ولكن هناك الكثير من المخرجين الذين اخرجوا الكثير من الأفلام الرائعة في أواخر التسعينات منهم المخرج الكبير “صلاح أبوسيف “الذي له الكثير من الاعمال المشهورة والمصنفة علي باقي الأفلام منها (الفتوه) للنجم “فريد شوقي”.
وكنهايه لهذا المقال يجب أن نذكر مدي اهميه الفن للمجتمع, ف الفن يرفع من مصائر أمم ويجعلهم من أوائل الدول, او يستطيع ان ينحدر بهم ويجعلهم من دول العالم الثالث يستطيع الفن ان يعكس مدي مراره ووحشيه المجتمع وجهله ويمكن ان يذكر مدي وفاءه وصبره وتحمله لجميع الصعاب , مهما كانت الأزمات التي تواجه المجتمع يجب علي الفن ان يظهرها بصوره افضل ,ليس ان يشوه حقائق ويكذب احداث! ولكن يستطيع ان يري الجانب الأفضل دائما من أي شيء , نحن شعب نتنفس الفن.
الفن هو ملجأنا الوحيد لكل ما يحدث حولنا علي مر التاريخ وبالتالي من المهم ان يكون ملجأنا الوحيد مشرق ومتفائل وليس كئيب وفوضوي!