الروح بين الفلاسفة والديانات .. أصبح من الطبيعي بحلول نهاية القرن الخامس، أن تشير إلى متعة تناول الطعام والشراب، وكذلك الرغبة الجنسية، إلى الروح، وكما وصل أيروبيدس وهيبوليتوس إلى أن أرواح الآلهة والرجال تخضع للرغبة الجنسية وأنها ترتبط مشاعر مثل الحب والكراهية والفرح والحزن والغضب والعار بالنفس ، ويقول أياكس في جزء من مأساة تأليف مجهول ، “لا شيء يلدغ روح رجل أكثر من خزي” ، وكما ترتبط الروح أيضًا بالجرأة والشجاعة، خاصة في المعركة واعتبار الروح مصدرًا أو حاملًا للصفات الأخلاقية مثل الاعتدال والعدالة كما أنها تنسب إلى الروح مجموعة واسعة من الأنشطة والاستجابات، المعرفية وكذلك العاطفية ، ورأى إمبيدوكليس ، وعلى ما يبدو ، فيثاغورس أن النباتات لها أرواح، وأن النفوس البشرية، على سبيل المثال، يمكن أن تأتي لتحريك النباتات وأنها كحيوانات ، ويفترض أنها على وجه التحديد لأنها على قيد الحياة، وتطرح نظرية الجمهورية اليونانية أيضًا نظرية جديدة للروح، تتضمن الإدعاء بأن الروح البشرية المجسدة لها (على الأقل) ثلاثة أجزاء أو جوانب ، وهي العقل والروح والشهية، وكما يشير سقراط ويوافق جلاوكون ، أن الروح ترغب في القيام بشيء وفي الوقت نفسه لا تفعل ذلك الشيء نفسه ، يحدث هذا ، على سبيل المثال، عندما يكون الشخص عطشانًا وعلى هذا الأساس يريد أن يشرب، ولكن في نفس الوقت يرغب في عدم شربه ، على أساس بعض الحسابات أو المداولات، وفي الواقع ينجح في الامتناع عن الشرب والعطش رغم أنه لا يرد ويترتب على ما ورد من المبنى أن الروح البشرية تتضمن شخصين متميزين على الأقل ، بحيث يمكن تعيين واحد معاكس (الرغبة في الشراب) لأحدهما والآخر ( النفور من الشرب ) يمكن تعيينه إلى الآخر ، مع الأخذ في الاعتبار أن العقل و الشهية كأجزاء مميزة من الروح ، ويلفت سقراط الانتباه إلى أنواع أخرى من الصراع بين الرغبات ، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على الروح، وهى الجزء الثالث من الروح ويتأكد بهذه النظرية أيضا أن العقل هو جزء من الروح التي بطبيعتها، مرتبطة بالمعرفة والحقيقة.
وفى دراسة فاطمة السروجى “الروح عند الفلسفة” عرفها أرسطو بأنّ الروح هي محور الوجود الأساسي ، لكنه لم يعتبرها مستقلةً عن الجسد أو أنها شيئاً غير ملموس حيث اعتبرها مرادفةً للكينونة ومحور أساسى للوجود ، ولم يعتبرها كينونةً مستقلة تسكن الجسد ، وعلى هذا الأساس فإن أرسطو قد أنكر خلود الروح، واستخدم أرسطو السكين لتوضح فكرته فقال إنه إذا إفترضنا إن للسكين روحا فإن عملية القطع هي الروح وعليه وحسب أرسطو فإن الغرض الرئيسي للكائن هو الروح وبذلك يمكن الاستنتاج أن أرسطو لم يعتبر الروح شيئا خالدا فمع تدمير السكين ينعدم عملية القطع، وحاول رينيه ديكارت أن يثبت بأنّ الروح تقع في منطقة محددة في الدماغ، أمّا إيمانويل كانت فقد قال بأنّ مُحاولات الإنسان لمعرفة ماهية الروح وفهمها ينطلق من محاولة عقله الوصول لنظرةٍ شاملة حول طريقة التفكير، أي إنّ العقل الذي يُحاول الوصول لتفسير كل شيء على أسسٍ عمليّة سيواجه مضطرا العديد من التساؤلات حول الأمور غير الملموسة والمجهولة.
وتمثلت الروح فى المعتقدات الدينية للمصريين القدماء الفراعنة فى أن روح الإنسان مكون من 7 أقسام: رين: هو مصطلح قديم يعني الاسم الذي يطلق على المولود الجديد، وسكم: وتعني حيوية الشمس، با وهو كل ما يجعل الإنسان فريدا وهو أشبه بمفهوم شخصية الإنسان، آخ: وهو بمثابة الشبح الناتج من اتحاد كا وبا بعد الموت، آب: وهو “قطرة من قلب الأم”، شوت أو خيبيت: وهو ظل الإنسان.
وفى العقيدة البوذية فإن كل شيء في حالة حركة مستمرة وتتغير باستمرار وأن الأعتقاد بان هناك كينونة ثابتة أو خالدة على هيئة الروح هو عبارة عن وهم يؤدي بالإنسان إلى صراع داخلي واجتماعي وسياسي .
وفى الهندوسية “تعتبر الجيفا Jiva مرادفا لمفهوم الروح وهى حسب المعتقد الهندوسي الكينونة الخالدة للكائنات الحية وهناك مصطلح هندوسي آخر ويدعى مايا ويمكن تعريفها كقيمة جسدية ومعنوية مؤقتة وليست خالدة ولها ارتباط وثيق بالحياة اليومية ويبدو أن المايا شبيه بمفهوم النفس في بعض الديانات الأخرى واستنادا على هذا فإن الجيفا ليست مرتبطة بالجسد أو اي قيمة أرضية ولكنها في نفس الوقت أساس الكينونة” ، كما أن “هناك مصطلح آخر في الهندوسية قريب من مفهوم الروح وهي أتمان Atman ويمكن تعريفه بالجانب الخفي أو الميتافيزيقي في الإنسان ويعتبره بعض المدارس الفكرية الهندوسية أساس الكينونة ويمكن اعتبار أتمان كجزء من البراهما (الخالق الأعظم) داخل كل إنسان”، ويخبرنا الفلاسفة الهندوس أن روح الشخص الذي حصل على الموكشا (التحرر من دورة إعادة الميلاد) تتحد مع الله، وغالبا ما تسمى الروح الله داخل كل واحد منا.
موضوعات تهمك: