تعليق العمل بالمحاكم في مصر أثار جدلا واسعا بين المواطنين المصريين في ظل إجراءات الدولة المصرية المتخذة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد والمسبب لمرض “كوفيد 19″، بعد إقرار تعطيل الدراسة لمدة أسبوعين جاء دور المحاكم من أجل الحماية من انتشار ذلك الفيروس.
فقد أعلن نادي القضاة في مصر في وقت سابق أمس، أنه نظرا لأن المحاكم في مصر يتواجد فيها عدد كبير من المواطنين في كل المحافظات في البلاد تم التنسيق بين رؤوساء الهيئات القضائية، من أجل تعليق العمل بالمحاكم في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد من انتشار لفيروس كورونا المستجد، وذلك في وقت أعلنت فيه السلطات الصحية المصرية إصابة 126 شخصا بالفيروس في مصر حتى اللحظة.
وبحسب بيان نادي القضاة فإنه بالتنسيق بين المستشار عمر مروان وزير العدل والمستشار عبدالله عصر رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى والمستشار محمد حسام الدين رئيس مجلس الدولة والمستشار حمادة الصاوي النائب العام ورؤوساء محاكم الاستئناف والمحاكم الابتدائية، تم اتخاذ القرار بتأجيل كافة الدعاوي المنظورة في المحاكم لمدة أسبوعين، لكن العمل الإداري سيظل مستمرا في المحاكم.
جدل في مصر
تسبب ذلك القرار في جدل كبير بين المصريين، وظهر هذا الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض لمثل ذلك القرار، فالمؤيدين أكدوا انه قرار صائب من السلطات القضائية المصرية من أجل السيطرة على انتشار الفيروس ومنع تفشي كارثة في المحاكم المصرية التي يدخلها المئات يوميا وتتكدس ليس فقط بالقضاة والمسجونين والشرطة والإداريين ولكن بالمواطنين أيضا.
بينما البعض انتقد مثل ذلك القرار الذي سيؤدي إلى تأجيل قضاياهم المعلقة في المحاكم والذي قد يتمدد لأكثر من أسبوعين نظرا للظروف الصحية في البلاد، مما يعني مشكلة كبيرة لديهم في ظل تعلق قضاياهم التي يريدون حكما قضائيا بها.
بينما كتب أحد المحامين: “تتعطيل العمل بالمحاكم ١٥ يوم بدءا من الغد كده احنا هنشحت كلنا”، لكن أحدهم كتب يقول: “كلام المستشار عمر مروان تنقصه الدقة.يقول تم تعطيل الجلسات بالمحاكم لتكدسها.والشهرالعقارى مختلف حيث يمكن للمواطن عمل إجراء فى الشهر العقارى فى أى وقت وطول اليوم. وهذا الكلام تنقصه الدقة. فمكاتب الشهر العقارى مكدسة طول الوقت.بدليل العمل يوم السبت”.
تعليق العمل بالمحاكم .. والسجون؟
أثار قرار تعليق العمل في محاكم مصر موجة أخرى من الانتقادات للقرار الذي وصفه عدد كبير من المصريين بالمنقوص وذلك بسبب المخاطر التي تعاني منها السجون المصرية والتي يسكنها الآلاف من المسجونين في مختلف القضايا السياسية والجنائية.
وأطلق البعض دعوة عامة للمطالبة بالإفراج عن المسجونين خوفا من تفشي فيروس كورونا بينهم. وكتب احد الحسابات على تويتر: “نناشد الجميع بالمشاركه بكثافه في دعوه حمله #خرجوا_المعتقلين_كورونا_جوه_السجون لانقاذ المعتقلين وننظر بعين الانسانيه مع اهالي المعتقلين وان السجون بؤره لفيرس الكورونا”.
نناشد الجميع بالمشاركه بكثافه في دعوه حمله👇#خرجوا_المعتقلين_كورونا_جوه_السجون
لانقاذ المعتقلين وننظر بعين الانسانيه مع اهالي المعتقلين
وان السجون بؤره لفيرس الكورونا👇
pic.twitter.com/LRO0iJ1d7U— 1⃣✊بُـ‘ـُۅحُـ‘ـُهـُ‘🌹مُـ‘ـُفُـ‘ـُلُـ‘ـُفُـ‘ـُلُ✊ (@3mobo7a) March 13, 2020
بينما كتب حساب آخر: “نناشد منظمة الصحة العالمية بالضغط علي السلطة في مصر للإفراج عن 100 ألف معتقل في سجون مصر خوفًا من تفشي فيروس كورونا حيث أن أعداد المعتقلين في الغرفة الواحدة كثيرة للغاية ولا يوجد تهوية سليمة ولا توجد رعاية صحية”.
واعتبر البعض أن بقاء المعتقلين في السجون يعني كارثة تحل عليهم جميعا وعلى البلاد أيضا حيث أكدوا أن السجون في مصر تعاني من نقص في الرعاية الطبية والنظافة في المكان والأطعمة وهو ما يعد أزمة كبيرة قد تتضرر بسببها البلاد، حيث يخالط المسجونين عدد كبير من الضباط وأمناء الشرطة والإداريين الذين قد ينقولن الفيروس إلى السجن مما يعني بؤرة وباء في مصر.
ولم يصدر تعليق من السلطات المصرية على تلك الدعوات، بينما كانت قد اعلنت السلطات المصرية مؤخرا إلغاء الزيارة في السجون لمدة 10 أيام.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة