محمد بن نايف ولي العهد السعودي السابق الذي خسر الولاية لصالح محمد بن سلمان ابن الملك الحالي، يتعرض لعملية اعتقال مع عدد من كبار الأمراء في العائلة المالكة في السعودية، خلال ساعات الليلة الماضية، إلى جانب احمد بن عبدالعزيز شقيق الملك سلمان وعدد آخر من الأمراء في العائلة المالكة في تخطي واضح وصريح للبروتوكولات المتعارف عليها في المملكة في تقدير كبار المسؤولين السابقين وأمراء العائلة المالكة.
وقالت تقارير صحفية أن محمد بن نايف كان يدبر لعملية انقلاب ضد ولي العهد والملك سلمان وذلك في ظل عدم رضاءه عن الطريقة التي أبعد بها عن السلطة لصالح شاب أصغر منه غير مستحق للولاية وفقا للقوانين الملكية المتعارف عليها بهذا الشأن.
وقالت مصادر مقربة من العائلة المالكة بهويات مجهولة أن ولي العهد السعودي كان يحاط بمخطط للإطاحة به من منصبه، حيث كان يرى بن نايف ولي العهد السابق أحقيته في المنصب، كما يرى أن حصول ولي العهد الجديد عليه في إهانة شديدة لشخصه بينما كان ينوي الانتقام من محمد بن سلمان.
كيف فشل انقلاب محمد بن نايف
حاول بن نايف العودة إلى منصبه الجديد من خلال نفوذه الكبير داخل القصر الملكي، حيث كان يخطط لاجتذاب الأمراء في العائلة المالكة وعدد كبير من الساخطين على طريقة إدارة المملكة من قبل شاب صغير، للسيطرة على الاوضاع في البلاد مرة أخرى.
وأشارت مصادر إلى أن بن نايف كان يريد الوصول إلى السلطة مجددا بناءا على أربعة ركيزات، الأولى هي علاقاتها القوية ونفوذه المستمر حتى اليوم في القصر الملك، والثانية معلومات يحصل عليها أول بأول من قبل مقربين من ولي العهد الشاب الصغير، والثالثة هي ضعف ولي العهد الشاب وعدم قدرته على إدارة شؤون البلاد أو حماية نفسه عوضا عن حماية القصر والعرش، والرابعة هي حالة الفشل العامة التي تنتاب المملكة في ظل حكم الأمير الشاب الحاكم الفعلي للمملكة، بداية من الفشل الاقتصادي وعمله على خسارة المملكة لأهم قوة اقتصادية في البلاد وهي شركات أرامكو عملاق النفط السعودي.
وغيرها من الملفات الاجتماعية شديدة التعقيد الذي دخل فيها ولي العهد بجهل كبيرين تسببا في خلل كبير في التوازن بين المجتمع القبلي وسياساته المتطرفة تجاه الجميع من المقربين حتى المعارضين وأخيرا الفشل الذريع في إدارة الحرب في اليمن وتوريط المملكة في خسائر عسكرية كبيرة داخل المملكة وخارجها كان أخرها ضرب المملكة بالصواريخ في عقر دارها من مجموعة من المليشيات المسلحة.
وتقول المصادر أن محمد بن نايف حاول التوصل إلى داعم داخل القصر نفسه ودعم من عدد ضخم من العائلة المالكة ورجال الأعمال الساخطين على طريقة ولي العهد، وكان قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة بابن الملك.
إلا أن المصادر أكدت أن تدخل سريع وحاسم مكن من السيطرة على الأوضاع في القصر واعتقال ثلاثة من أعمدة خطة ولي العهد السابق محمد بن نايف ما أفشل الخطة.
ورجح المصدر الملكي أنه من الواضح أن من قام بعملية افشال المخطط ليس ولي العهد ولا المستشارين المقربين منه، مرجحا أن تلك السرعة والدقة في توجيه الضربات ليست محلية بأي شكل من الأشكال، مما يمكن التكهن بأن ذلك الدعم لولي العهد الشاب المفيد للولايات المتحدة الأمريكية كان دعما استخباراتيا خارجيا.
ولم يصدر الديوان الملكي أية تعليقات على ما ورد من أنباء الاعتقالات.
هل يعدم محمد بن نايف؟
من جهتها قالت تقارير صحفية أبرزها تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وصحيفة وول ستريت جورنال، أن مصادرهم أكدت أن ولي العهد السابق محمد بن نايف جرى اعتقاله بناءا على اتهامات بالخيانة العظمى.
وتقول مصادر الصحيفتين انه من المرجح أن يتلقى بن نايف حكما بالاعدام على تلك الاتهامات ويجري قتله في المملكة.
إلا أن تقارير أصدرت تحليلات تؤكد عدم إمكانية ولي العهد الشاب فعل ذلك، بينما قالت تقارير أنه من الممكن أن يلاقي الثلاثي اختفاءا قسريا للابد وحتى وفاتهم، دون الإعلان عن احتجازهم باعتبار أن المملكة التيي تعاني داخليا وخارجيا والتي خرجت مؤخرا من أزمة مقتل جمال خاشقجي بأعجوبة، بالإضافة إلى فضيحة احتجاز رجال الأعمال والأمراء في الريتز كارلتون وإطلاق سراحهم مقابل فدية يدفعونها، قد لا تستطيع احتمال هزة غبية كتلك التي قام بها ولي العهد الصغير.
ورجحت التقارير أن يتم الحكم على بن نايف بالسجن لفترة طويلة ويتم احتجازه في سجن شديد الحراسة مع العمل على إماتة قضيته بشكل يشبه قضية خاشقجي ليخلد في السجن حتى وفاته على حد قولها.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة