من أجل سما.. مأساة سورية حصلت على الأوسكار

تجرأنا على الحرية ولن نندم على الكرامة

وعد الخطيب نقشت على فستانها عبارة تجرأنا على الحرية ولن نندم على الكرامة في حفل توزيع جوائز الأوسكار التي فاز بها فيلمها من أجل سما جائزة أفضل فيلم تسجيلي

قامت وعد الخطيب بتصوير أكثر من 300 ساعة في مدينة حلب التي مزقتها الحرب وحولت الصور إلى فيلم وثائقي مع المخرج البريطاني إدوارد واتس. وتدور أحداث الفيلم الوثائقي “من أجل سما” في سوريا طيلة 95 دقيقة، وهو يروي حياة شابة تناضل من أجل الحب والأمومة خلال خمس سنوات في سوريا. ووثقت وعد حياتها كصحافية في مدينة حلب المحاصرة، حيث تزوجت بآخر أطباء المدينة، وأنجبت ابنتها سما في العام 2015. الشابة السورية تحولت من طالبة إلى صحفية عندما اندلعت الحرب الأهلية في بلدها. صور الفيلم حياة صحفية وطبيب وابنتهما الصغيرة يعيشون في مدينة حلب السورية تحت القصف.

حلمت بالصحافة ودرست العلوم الاقتصادية

أثناء نشأتها، حلمَت الخطيب بأن تُصبح صحافية. لكنّ أهلها لفتوا نظرها إلى صعوبة القيام بمهام الوظيفة في بلدٍ كسوريا. فما كان منها إلا أنّ تخلّت عن حلمها وتحوّلت لدراسة العلوم الاقتصادية والتّسويق. معندما انطلقت الثورة في ربيع 2011، انضمّت إلى صفوف المتظاهرين لتُمسي بسرعة البرق نسخةً عن المرأة الذي لطالما حلمت أن تكونها. وعلى الرّغم من أنّها ابنة سوريا التي تعشق الحراك السلمي، ولا تنتمي إلى النزاع المسلح ولا تؤيده عاشت الخطيب في ظلّ القصف والغارات الجوية وبين البراميل المتفجّرة وتبادل إطلاق النيران، مدركةً أنها “قد تموت في أي لحظة”. وبواسطة آلة التصوير الخاصة بها، سجّلت ما أمكنها من الأحداث، آملة وغير واثقة من أنها ستبقى على قيد الحياة وتتمكّن من اتخاذ قرار بشأن ما صوّرته.

وقد اصطحبت الصحفية، وعد الخطيب، ابنتها “سما على مسرح الأوسكار لاستلام الجائزة، وعندما حان وقت الحديث إلى الصحفيين، كانت الطفلة، ذات الأربع سنوات، ملأى بالطاقة التي تريد تبديدها. وقد سمحت وَعْد وزوجها حمزة، لابنتهما باللهو من حولهما بينما كان الاثنان يتحدثان إلى الصحفيين.

وقالت وعد عن فيلمها: “نحاول إلقاء الضوء على ما يحدث وإخبار الحكومات وصانعي القرار. آمَل أنْ يتمخض كل هذا التقدير عن موقف واضح. إننا لا نتحدث عن كائنات فضائية، إنما عن أشخاص مثلهم”. وأضافت حمزة أن المستشفيات تتعرض للقصف، قائلة: “يقول البعض إن مراقبة الأحداث أمر صعب، والأصعب منها أن ذلك يحدث فعلاً…. وقد أثارت الكلمة التي نشرتها سما على فستانها عاصفة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تحي شجاعة المرأة السورية وخاصة وعد صاحبة الكاميرا الذهبية التي وثقت أحداث كان من الصعب تصور حصولها لولا وثيقتها المصورة