مر العام المنصرم 2019 صعبا على سكان مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة قوات النظام، من ناحية سوء الخدمات الأساسية بل إنعدامها في بعض المناطق والأحياء ويعيش سكان اللاذقية بلا كهرباء تقريبا ولا تصل الكهرباء إلى الأحياء السكنية سوى ساعتين في اليوم للأحياء الشعبية وأربع ساعات للأحياء الراقية أما الماء فتقطع ساعات طويلة على مدار اليوم ويعيش السكان بلا أي مصادر للتدفئة في ظل انقطاع مادة المازوت وعدم توفر بديلا عنها ناهيك عن غرق الشوارع بمياه الأمطار ولا تنجو المساكن في الطبقات الأرضية من الإنغمار بمياه الأمطار عند سقوطها بغزارة وقد شهدت بعض الأحياء كالغراف والرمل الجنوبي مؤخرا فيضان الشوارع وانغمار شقق وسيارات بمياه الأمطار الغزيرة التي انهمرت بغزارة خلال في الأسبوع الماضي
بهذا الحال تستقبل المدينة عاما جديدا من المتوقع أن يكون أسوأ من سابقه بحسب شهادة سكان محليين الذين يعانون الفقر والخوف، وسط ارتفاع لمعدلات جرائم السرقة والقتل والتشبيح ووصول المزيد من القتلى إليها من جبهات القتال مما يزيد من حالة الاحتقان الشعبي والغضب والحقد وينعكس في ردة الفعل تجاه انقاص الخدمات للأحياء المحسوبة على السنة كنوع من الانتقام..
أزمة غار وكهرباء
حاليا تعاني المدينة من أزمة خانقة في الغاز المنزلي، إذ ينتظر الأهالي لساعات طويلة في طوابير قدوم سيارة الغاز المخصصة لتوزيع وسط منع السيارات الخاصة من بيع الغاز أو المحلات العادية فهناك سيارات مخصصة تابعة للنظام ومراكز توزيع محددة من قبله وفي معظم الأحيان لا يتوفّر الغاز فيها، كذلك وضع الكهرباء غير مستقر ولا يوجد تنظيم لساعات التقنين فمعظم الأوقات مقطوعة لاسيما خلال فصل الشتاء الذي تزداد فيه الأعطال والضغط على المحطات، كل هذا ينعكس بشكل سلبي على سكان المدينة الذين يشتكون بشكل دائم وتظهر معاناتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التعليقات الساخرة أحيانا والغاضبة غالباً من هذا الوضع، مع لوم الجهات المسؤولة عن سبب الإهمال الكبير للمدينة التي قدمت شبابها فداءً للنظام.
فوضى سلاح
ومن المعاناة القديمة الجديدة التي تعيشها المدينة فوضى انتشار السلاح في أيدي المخبرين والشبيحة والمحسوبين على السلطة بشكل أو بالآخر وتشهد المدينة صراعات بين عصابات التهريب الخارجة عن القانون وتصل في بعض الأحيان اشتباكات بالأسلحة النارية يسقط فيها قتلى وجرحى ، يحدث كل هذا تحت مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية بدون أن يكون لها أي ردة فعل ويأتي تزايد انتشار السلاح بين الأهالي بتشجيع من السلطة بتوزيعه على الراغبين في الإنخراط في القوى الأمنية بهدف الدفاع عن السلطة عند أي طارئ وعند الضرورة .
يؤكد الناشط عبد العال من مدينة اللاذقية لـ “الساعة 25″؛ أن سلطة من يحمل السلاح أكبر من سلطة النظام داخل المدينة ولا يوجد أي ضبط أو قدرة على محاسبة أخطاء هذه الشريحة من المجتمع التي باتت تسيطر وتحكم المدينة تقريبا، وسط انتشار لرشوة والمحسوبيات وتكرار لجرائم القتل والسرقة والخطف وهم من يقف وراء هذه الأفعال، مؤكدا انقسام المدينة إلى طبقتين واضحتين طبقة الأقوياء ممن يحمل السلام ولديه النفوذ والسلطة والمال وطبقة الفقراء الذين يعيشون بحالة الخوف والقلق ويحاولن الابتعاد عن كافة المشاكل التي تحدث ضمن المدينة وهم الطبقة التي تعاني الويلات في كل مفاصل حياتها وتعيش مخاوف أمنية تصل إلى حد اختطاف أفراد من أسرها بدافع الفدية أو التخلي عن عقار يملكونه.
الأوضاع الاقتصادية
يعاني غالبية سكان اللاذقية من وضع اقتصادي مذري وخاصة بعد ارتفاع سعر صرف الدولار الذي لامس الألف ليرة في بعض الأيام وتراجع مستوى دخل بعض الإسر إلى أقل من 50 دولار شهريا ويزيد من المعاناة اختفاء العديد من السلع الأساسية وتداولها سرا بالعملة الصعبة حصرا يضاف إلى ذلك ارتفاع معدلات البطالة وانعدام فرص العمل التي تقتصر على بعض المسابقات التي تعرضها الدوائر والوزارات الرسمية لشغل وظائف معينة يقبل كل من يتقدم إليها من الذكور ثم لايلبس أن يساقون جماعيا إلى جبهات القتال.
عذراً التعليقات مغلقة