قضية جمال خاشقجي .. تقيد ضد المجهول!
أعلنت النيابة العامة السعودية محاولتها الأقوى لإغلاق ملف قضية جمال خاشقجي الصحفي السعودي الراحل، الذي قتل في قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018 عن طريق عدد من العملاء السعوديين والذين قاموا بقتله وقطعوا جثمانه إربا ثم تم إذابة الجسد الشهيد بمادة الأسيد ودفنها وفق تقارير صحفية تركية وأمريكية وتقارير حقوقية أممية.
النيابة السعودية قالت أنه تم الحكم بالإعدام كحكم أولي على خمسة أشخاص أدينوا في القضية وتم الإعلان عن إطلاق سراح المتهمين الرئيسين في القضية ليتم إغلاق القضية بشكل أولي منتظرين الحكم النهائي دون ذكر تفاصيل عن موعده.
تمويت القضية؟
بدأت عملية تمويت قضية الصحفي الراحل عن طريق عدم اتهام المتهم الرئيس فيها والمثار حوله الشكوك بإعطاء الأمر بقتل جمال خاشقجي، وهو الأمير السعودي ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة، وتم تقديم عدد من كباش الفداء للمحاكمة، وهم مجموعة من المقربين منه، لكن فيما بعد يتم إبعاد كباش الفداء الكبار لوضع كباش فداء أصغر في حكم الإدانة الأولي.
راهنت المملكة على الصمت العربي والدولي المعتاد، وعملية تنويم القضية، التي بدأت بابعاد ولي العهد عن المشهد الإعلامي لعدة أشهر طوال، قبل أن يعود مجددا بشكل تدريجي بداية من التصريحات ونقل الاخبار الخاصة به وبمشاريعه، وحتى أول ظهور إعلامي له، في آواخر سبتمبر 2019 الجاري، ليكون أول ظهور للحديث بعد عام غير كامل من تاريخ الجريمة.
رسالة ربما فهمها كثيرون حول ظهوره قبل اكتمال العام على القتل ببضعة ايام، ولعله يبرز أنه مرتب من قبل شركات تبييض الوجه والكفين التي تعامل معها ولي العهد لتحسين سمعته وسمعة المملكة في الغرب، ليستخدمها هي نفسها في عملية إزالة الدماء من على واجهته الإعلامية.
ورفضت المملكة أي تحقيقات تتم خارج المملكة سواء داخل تركيا التي اهتمت في بداية القضية اهتماما بالغا قبل أن يتلاش الاهتمام شيئا فشيئا ليصبح مجرد تصريحات بين الحين والآخر من قبل ساسة أتراك على مستوى الوزراء، كما طولب بفتح تحقيق دولي ترعاه الولايات المتحدة، لكن الأمر ذاته فشل بسبب موقف ترامب من ولي العهد والعلاقات الاقتصادية بين المملكة وبين بلاده، كما تداول الحديث عن تحقيق أممي إلا أن الأمم المتحدة لحقت بتركيا في الأمر ذاته بشبه نسيان للقضية إلا من خلال تصريحات وتقارير لم تقدم شئ للقضية حتى الآن.
عملية تمويت القضية وصلت إلى المحطة قبل النهائية بتقديم النيابة السعودية والقضاء السعودي كبش فداء من صغار المتهمين وانقاذ رقبة الكبار الذي يتصلون بحلقات كثيرة مع ولي العهد، بينما لم يتم ذكر أي تفاصيل عن الأمر أو عن تفاصيل الحكم والمواد ولوائح الاتهام أو الأدلة.
ينتظر العالم على الأرجح كله الفصل الأخير من القضية بإنقاذ كباش الفداء الصغيرين من قطع الرقاب، والأمر الأكثر سخرية هي كوميديا سوداء بخروج نزعة حقوقية مفاجئة لدى حكام المملكة بمراجعة قضية أحكام الإعدام حيث أنها من القضايا الحقوقية التي يهتم بها العالم، ليعلونا بذلك إعدام قضية جمال خاشقجي إلى الأبد وتأييدها عمدا ضد مجهول، إلا إذا جد أمر على المملكة.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة