مهاتير محمد الذي عاد لينتقم!
“إن العالم يسيطر عليه اليهود بالوكالة” جملة مهاتير محمد الزعيم الماليزي المخضرم عند استقالته المحبطة من منصبه في السنة الثالثة من العقد الماضي، معتبرا أن الوضع إقليميا لا يسمح له بالعمل على خلق واقع جديد للعالم الإسلامي.
وسط توترات دولية بين أنقرة وعواصم غربية على رأسها واشنطن وأثينا، وتوترات إقليمية بين أنقرة والقاهرة والرياض وأبوظبي، تأتي القمة الإسلامية المصغرة التي دعا لها رئيس الوزراء الماليزي الذي دعا دولا إسلاميا غير مرضي عنها من المحور الذي تقع إسرائيل في القلب منه، وهي باكستان وإيران وتركيا وقطر، وبحضور مفكرين كبار.
تململ هناك!
إحراج أصيب به الملك سلمان ونجله محمد ونظيره ولي عهد أبو ظبي، في ظل عدم توجيه أي دعوات لهم لحضور القمة المصغرة، باعتبار أن الدولتين الإماراتية والسعودية يعتبران نفسيهما وصيا إقليميا لا ينجح أي تحرك إلا بقيادتيهما، تصبح الانتقادات والهجمات الإعلامية الشرسة التي سلطاهما على القمة مثارا للسخرية وأحيانا للشفقة من فاعلين إقليميين يأتي تململهما من قمة يقولون أنها فشلت قبل أن تبدأ.
ليس على المستوى الإعلامي فقط فعلى المستوى الرسمي فإن الملك سلمان أبدى امتعاضا غير واضح بشكل تام عما يحدث، كذلك وزير خارجة البحرين ومسؤولون خليجيون أبدوا انتقاداتهم للقمة المصغرة، حيث هاجمها وزير الخارجية البحريني صديق وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس، حيث أعرب عن قلقه من شق الصف، بينما وصفها الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود بأنها قمة الصغار الذي تبددت أحلامهم قبل أن تبدأ القمة على حد قوله.
على مستوى آخر يرى مراقبون أنه ربما تكون تلك القمة نواة النهضة الإسلامية التي تحدث عنها مهاتير محمد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي جمع بينهما في آواخر يوليو الماضي، عندما زار تركيا في زيارة استمرت أربعة أيام.
في ظل محاولات رأب الصدع الخليجي، تأتي القمة التي دعيت إليها قطر لتكون بمثابة ربما “تصدع” جديد، ليُزيد ذلك إمكانية خلق منافسة على مستوى آخر.
محور الخير والشر!
مراقبون أكدوا أن محورا جديدا ينشأ وتوضع بذرة تحدي جديد بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، حيث يصنبع حلف جديد مكون من الدول المذكورة أعلاه، وبالرغم من انسحاب رئيس وزراء باكستان الذي كان يكيل المديح للرئيس التركي ومشروعه النهضوي، وذلك بعد لقاءه مع ولي العهد السعودي، إلا أن القمة انعقدت في النهاية بمشاركة الدول التي من المنتظر أن تكون قوة اتحادية جديدة.
ليس في السياسة خيرية أو شر، الأمر ليس أكثر من لعبة مصالح.
يعتبر مراقبون أن أي محور تتواجد فيه إسرائيل هو محور شر بحق وهو أمر وطني بالنسبة لنا كعرب بامتياز وإنساني على أصعدة أخرى، إلا أن محور أكثر تحضرا يضع ليس مصالح الشعوب الإسلامية -كل شعب أجدر بحماية مصالجه- ولكن يضع دماءهم على الخريطة السياسية يعد أفضل بالنسبة لكثيرين.
تعتبر دول تركيا وماليزيا أكثر الدول المذكورة من ناحية الديمقراطية والحريات، إلا أن ثقل مثل تلك الدول السياسي الإقليمي بالرغم من عدم تلاقيهم في جميع المبادئ سيعطي لمشاريع تركية وماليزية وجاهة أو قوة أكبر من أن تكون منفردة على حد قول خبراء.
رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد أكد من أنقرة “على جميع البلدان الإسلامية أن تكون متطورة، وينبغي على دولة ما أن تحقق مثل هذا الهدف”.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة