نظام الأسد يأكل نفسه
بعد سنوات من التدمير خاضها نظام الأسد في القضاء على سوريا، أصبح النظام في وضع مرمى الحجر أو أقل ليقع رأسا على عقب بعدما كان مجرد لعبة كرتونية تحافظ عليها وتلمعها روسيا عسكريا ودبلوماسيا وتدعمها وتغذيها طائفيا إيران.
في حدث متوقع منذ سنوات ومعروف مآله أعلن رئيس الحكومة المنسوبة إلى بشار الأسد في سوريا، إفلاس المصرف المركزي السوري وفراغ خزائنه من المال، مؤكدا أن المصرف لن يقوم بأي تدخل في السوق ولا بدولار واحد لدعم قيمة الليرة السورية، وسيخصص ما يمكن من ذلك لتمويل الاحتجاجات الأساسية على حد زعمه. وذلك في ظل تراجع الاحتياطي النقدي إلى ما يقارب الصفر.
تساؤلات شعبية
وفي هذا التوقيت الذي وصل ببلادهم إلى الانهيار تحت قيادة ديكتاتور ينفق أموال الشعب على شراء أسلحة ومعدات عسكرية وكيماوي لقتلهم، يتسائل السوريون عن المشروعات التي نفذتها روسيا وإيران وعمليات الإيجار قطعة استراتيجية تلو القطعة من قبل نظام الأسد بداية من تأمين الجبهة الجنوبية لصالح الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، وحتى بيعه قطع استراتيجية لحلفائه الإيرانيين والروس من حميميم إلى طرطوس، ومنهما إلى مرفأ اللاذقية.
كما أبدى نشطاء سوريون اندهاشهم من كيفية تمكن النظام من سرقة كل تلك المليارات وإنفاق أجزاء منها في التسلح العسكري لضرب الشعب السوري في اللحظة التي تعلن بنوك الشعب التي تسيطر عليها عصاباته دون أية محاولة لإنقاذ نفسه ونظامه!
كما تسائل السوريون عن حصة نظام الأسد من عمولة الغاز المتوقع العثور عليه في سوريا وتجاهد إيران وروسيا من أجل الاستحواذ عليه، وغيرها من المشاريع التي أعلن عنها النظام وحلفاؤه.
نظام الأسد يأكل نفسه!
مصادر مطلعة داخل النظام كشفت لـ”الساعة 25″ أن وزارة المالية التابعة لبشار الأسد، بدأت ما أسمته حملة تطهيرية من خلال الحجز والاستيلاء على أموال 135 شخص من رجال الأعمال.
المصادر تحدثت عن أن المحجوز على أموالهم التي حصلوا عليها من خلال تسهيلات غير شرعية وتقارب مع النظام من خلال “بيزنس خاص” وعمليات استيلاء على قروض وأموال ومشاريع بتسهيلات من حكومة النظام، يعدون من الصف الثاني.
وأشارت مصادر أخرى إلى أن النظام وإعلامه استغلوا عملية أكل النظام لذاته وبدأوا الترويج عن بدء حملة لمكافحة الفساد في أروقة الحكومة وبين رجال الأعمال، مؤكدين أن الصف الثاني والثالث أصبح يتلقى يوميا اتهامات بالفساد والحجز على الأموال من أجل إنقاذ نفسه من الأزمة.
ومن المتوقع أن يواصل نظام الأسد ارتكاب حماقات أكبر خلال الفترة المقبلة في ظل الشح الروسي في الإنفاق والاقتصار على العسكري منه، خاصة بعد التحول الحادث لزعيم مليشيات حزب الله الذي طالب بشار الأسد بدفع النفقات التي منحوه إياها خلال السنوات الماضية وذلك في خطابه قبل أسابيع، بعدما اشتدت العقوبات الاقتصادية الأمريكية على حلفاء إيران وصعوبة منح طهران حلفائها المزيد من الأموال في ظل تلقيها هي الأخرى عقوبات غير مسبوقة.
وتقول تقارير أن نظام الأسد سيعمل خلال الفترة المقبلة على الاستيلاء على المزيد من الأموال من يد حلفائه الاقتصاديين مما يعني أزمات على مستوى الظهير الطائفي الذي ينتمي إليه أغلب رجال الأعمال أصحاب الامتيازات والمناصب، وعلى مستوى وثوق داعميه فيه وإمكانية إيجادهم بديلا عنه.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة