ما هي احتمالات الحرب؟ وهل يمكن اعتبار الحرب الإعلامية والنفسية مؤشراً على احتمال وقوع الحرب؟
بقلم: شملان يوسف العيسى
اشتدت وتيرة الحرب الكلامية والنفسية بين كل من طهران وواشنطن خلال الأيام القليلة الماضية. ومن يتابع تصاعد لهجة التهديدات العدائية المتبادلة بين المسؤولين من الجانبين في الفترة الأخيرة، مع عودة العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين قوى الغرب وإيران، لابد أن يثير التساؤل:
ما هي احتمالات الحرب؟ وهل يمكن اعتبار الحرب الإعلامية والنفسية مؤشراً على احتمال وقوع الحرب؟
الولايات المتحدة أعادت العقوبات على إيران، رغم معارضة بريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا وروسيا، وهي الدول الموقعة على الاتفاق، إلى جانب الولايات المتحدة.
لا نتوقع وقوع الحرب في الوقت الحالي على الأقل، لأن هناك سوء فهم لدى كل طرف حيال الآخر؛ فوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو صرّح أنه يريد منع دول العالم من استيراد النفط الإيراني بحلول شهر نوفمبر القادم، وهو ما يعني استمرار سياسة الضغط على إيران اقتصادياً.
والمتحدث باسم الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» رد على وزير الخارجية الأميركي واصفاً تصريحاته بأنها محاولات يائسة؛ لأن إيران اليوم مختلفة عن الماضي، وهي في ذروة اقتدارها من جميع النواحي العسكرية والعلمية والاقتصادية!
واضح جداً أن طهران فهمت تصريحات المسؤولين الأميركيين على أنها تعني استعمال القوة العسكرية لمنع تصدير النفط الإيراني للخارج، بينما يفهم المراقبون السياسيون بأن واشنطن سوف تستمر في سياسة الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية على كل جهة في أوروبا أو آسيا أو أفريقيا أو أميركا اللاتينية تتعامل مع إيران وتشتري نفطها.
وهذا التهديد يشمل الشركات الأجنبية التي تتعامل مع طهران أو تساندها في الخروج من الحصار الاقتصادي الأميركي. معنى ذلك أن واشنطن سوف تستمر في الحرب الاقتصادية على طهران ولن تلجأ إلى القوة العسكرية..
والدليل على ذلك أن مفوض شؤون الطاقة والمناخ في الاتحاد الأوروبي، ميغيل أرياسي كانتي، طمأن الإيرانيين بشأن التزام الاتحاد الأوروبي بالاتفاقيات المبرمة مع إيران، رغم انسحاب الولايات المتحدة منه. وأكد بأن أوروبا ستعزز تدفقات التجارة التي كانت إيجابية للغاية بالنسبة للاقتصاد الإيراني.
الرئيس الإيراني حسن روحاني من جانبه قال: نحن حفظنا أمن ممر الملاحة البحرية في المنطقة طوال التاريخ، ومن يفهم قليلاً في السياسة لا يوافق على منع تصدير النفط الإيراني، مذكراً بأن بلاده تملك الكثير من المضايق ومضيق هرمز واحد منها.
القلق الإيراني من العقوبات الأميركية الاقتصادية في شهر نوفمبر القادم، جعل القيادة الإيرانية تطلق التهديدات غير الواقعية، مثل تهديدات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني الذي هدد الرئيس ترامب قائلا: قد تبدأ الحرب لكننا سننهيها.
نحن في الخليج رغم كل خلافاتنا مع إيران بسبب تدخلها في شؤوننا وشؤون دول المنطقة العربية، لا نشجع قيام أي حرب في المنطقة.. والإيرانيون يعون تماماً بأن قوتهم لا تضاهي القوة الفائقة للولايات المتحدة..
فهم لا يملكون سلاح طيران ولا قوة بحرية قوية، كل ما يملكونه هو قوات الحرس الثوري وأنصارهم في الدول العربية المجاورة من ميليشيات موالية لهم.. وهؤلاء لا يشكلون أي تهديد حقيقي للولايات المتحدة.
- د. شملان يوسف العيسى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت.
المصدر: الاتحاد الظبيانية
مفاتيح: الولايات المتحدة، إيران، اتفاق النووي الإيراني، عقوبات اقتصادية أميركية، الحرب النفسية والإعلامية، منع تصدير النفط الإيراني، احتمالات الحرب،