فاعليات الأمن القومى الإسرائيلى السيبراني
3ــ العلاقة النفعية التعاقدية بين الغرب والحركة الصهيونية
بداية وافق هرتزل على مقولة عمانوئيل ملك إيطاليا بأن نابليون أراد أن يجعل اليهود المشتتين فى جميع أنحاء العالم عملاء له، وقد قامت الدولة الصهيونية بهذا الدور وتعدته إلى تصدير المرتزقة والبغايا والشاذين جنسياً لكل أرجاء العالم، وأصبحت قاعدة متكاملة عنصرية تهدد أى قوة ترغب فى التخلص من النفوذ الغربى، وذكر ب سبي فى جريدة عل همشمار 1986 أن “إسرائيل” هى الذراع المستقبلية للولايات المتحدة وذكر يعقوب ميريدور وزير التخطيط الإسرائيلى الأسبق أن “إسرائيل” تحل محل عشرة من حاملات الطائرات الأمريكية، وتحولت “إسرائيل” من “شرطى قروى” إلى “شرطى دولى” لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وتميزت بالمهارة والبذل والعطاء فى أدائها لهذا الواجب، ونجح الإسرائيليون فى بعض الحالات فيما فشلت فيه دول أخرى بالعالم الغربى فى تمزيق أوصال حركات تقدمية راديكالة فى العالم الثالث وفعل الإسرائيليون ما يريدون بجسارة وحماس ولباقة، وكما يتمتع المرتزقة الإسرائيليون بسمعة عالمية وطبقاً لبعض التقديرات فهناك أكثر من ألف مرتزق إسرائيلى يعملون كمعاونين متطوعين فى مهنة يتحكم فيها الدماء والمال كما وتستخدم عادة الأنظمة المكروهة من شعوبها وأصبحت أكبر مصدر للمرتزقة على المستوى العالمى.
3 ــ وفى هذا الإطار اعتمدت الدول الصهيونية والغرب الاستعمارى على:
تحقيق التفوق الشامل والتفوق بالهجوم والاستباق ونقل الحرب إلى أرض العدو وفى أسرع وقت ممكن واعتمدت بنية وفاعليات التفوق على أسس استراتيجية على النحو التالى:
3 ــ 1ــ التحالف والتمثيل الاستراتيجى مع الولايات المتحدة الأمريكية وحصول إسرائيل على مكانة الدولة الحليفة غير العضو في حلف شمال الأطلسي، تلك المكانة التي منحت إسرائيل دعما أمريكيا لوجيستيا حقق لها التفوق.
3 ــ 2 ــ تحقيق تفوق دائم للقوة العسكرية الإسرائيلية بريا وجويا وبحريا.
3 ــ 3 ــ تحقيق التفوق التكنولوجى العسكرى بامتلاك القدرة على تدمير أهداف بعيدة للغاية، الأمر الذي من شأنه فصل عنصر تدمير الأهداف عن عنصر احتلال الأرض ومن خلال القدرة على امتلاك الوسائل الفعالة الكاشفة للأخطار والمدعمة للإنذار المبكر والقدرات الاستخباراتية.
3 ــ 4 ــ التأمين العسكرى الاستراتيجى والعمق الديموجرافى الإسرائيلى من خلال تحقيق التفوق العسكرى الشامل.
3 ــ 5 ــ الدعم والواسع الرأسمالى والاقتصادى والسياسى والتكنولوجى والمعلوماتى والمخابراتى والدعائى الغربى والأمريكى خاصة ومن خلال المساعدات الأمريكية وتعويضات الهلوكست التى تستمر حتى عام 2030 ومن خلال تأييدها ودعمها فى المحافل الدولية والتحالفات الدولية.
3 ــ 6 ــ التشكيل الفكرى والدعائى لتوحيد الرأى العالم الإسرائيلى الداعم للتفوق العسكرى والأمنى حول تأييد المؤسسات الأمنية العسكرية فى تفوقها وفى كافة فاعلياتها كضرورة مصيرية مرتبطة بإرادة الوجود والبقاء والمصير.
3 ــ 7 ــ تحقيق التفوق على أساس دعم وتسييد التفكك داخل المنطقة المحيطة على كافة الجبهات وصولا إلى مساندة عناصر التفكيك والاقتتال ودعمها لوجستيا وقتاليا بالهجوم على الأنظمة الأساسية وكمثال ما يحدث فى سوريا فحين تقترب قوات الجيش السورى الوطنى من هزيمة الجماعات الإرهابية تكون هجمات الجيش الإسرائيلى على القوات السورية فى الجولان وتكثيف غارتها عليها تدعيما للجماعات الإرهابية.
3 ــ 8 ــ تحقيق التفوق النووى الإسرائيلى كخيار رادع يحافظ على البقاء وتأسسيا لفكرة “الحائط النووي” أي أن تقبع إسرائيل داخل حزام مسلح تحميه الأسلحة النووية من أجل ردع الدول العربية بشكل أساسى ولاستخدامه فى حالة تعرضها للخطر الذى يهدد وجودها وخلق توازن الرعب فى المنطقة المحيطة بها ومن أجل تعزيز قوة البناء النفسى لعناصر الكيان الصهيونى ومؤسساته وفى مواجهة الشعور الإﺴـراﺌﻴﻠﻲ ﺒــﺎﻟﺨوف واﻟﺘﺤﺴـب ﻟﻠﻤﺴـﺘﻘﺒﻝ وعلى اعتبار أنه يعيش ﺠزﻴـرة ﺼـﻐﻴرة ﻤﺤﺎطـﺔ ﺒﺎﻻﻋـداء وأن البقاء والإحساس بالآمان مرهون ﺒﺎﻤﺘﻼﻛﻬﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ أﻨواع اأﺴﻠﺤﺔ ذات اﻟﻘدرة اﻟﺘدﻤﻴرﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ وأبرزها الأسلحة النووية، وتوليد حالة اليأس العربى باستحالة القضاء على إسرائيل وزرع الإحباط ، والخوف من المواجهة معها بل وتوصيل رسالة بأن وجودها العربى أصبح مهددا بالفناء فى حالة استخدام الأسلحة النووية الإسرائيلية ضدها وأجبارها على قبول السلام بشروطها.
3 ــ 9 ــ تفكيك التضامن والوحدة الفلسطينية داخل الأراضى المحتلة وبامتداد أرض فلسطين المغتصبة من إدخالهم فى العملية السياسية فى الكيان الصهيونى وصولا إلى عضوية الفلسطينين بالكنيست وتدعيم التفكك والتضارب بين أجنحة المقاومة الفلسطينية، ولإفشال الانتفاضات الحقيقة للشعب الفلسطينى ضد الكيان الصهيونى والتى أثبت قوة الحق الفلسطينى فى مواجهة القوة الإسرائيلية وإلى الدرجة التى وصفت فيها مجلة “حداشوت” في 9 فبراير 1988 هذه القوة بقولها: “إن الفلسطينيين هم الذين يحددون قدر ومستوى التصعيد، وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يواجه إسرائيل”.
3 ــ 10 ــ استراتيجية الهجوم والنصر السريع: اعتمدت هذه الاستراتيجية كما أكد بن جوريون: “يجب أن تكون خططنا الحربية الدفاعية موجهة ليس فقط لتحقيق النصر على العدو، بل لتحقيق نصر سريع”، وقد بينها شمعون بيرز بتأكيده : “يجب أن يحسم الجيش الحرب بأسرع ما يمكن، ويجب أن يحطم رغبة الدول العربية وقدرتها الحربية عن طريق تدمير القوات العسكرية والبنية القتالية – حرب هجومية بهدف تدمير القدرة القتالية للقوات الجوية المعادية في أقصر وقت ممكن، بأقل ما يمكن من الثمن الإسرائيلي”.
موضوعات تهمك:
هل تستطيع أمريكا السيطرة السيبرانية على العالم؟
عذراً التعليقات مغلقة