–كتبت الفيلم 11 مرة وأحمد الفيشاوى الأكثر ملاءمة للدور – ثورة 25 يناير غيرتنا جميعًا.. ويجب علينا الاجتهاد كى نقدم أحلامنا وأفلامنا – البحث عن حريتنا الشخصية أهم من التفكير
فى اسم من يجلس على كرسى السلطة
كان المخرج والسيناريست عمرو سلامة يحلم بأن يصبح مخرجا لأفلام الرسوم المتحركة ومازال لديه هذا الحلم حتى الآن، ويؤكد أن التمثيل بالنسبة له ليس مطلبا أساسيا بل الاخراج والكتابة هما الحلم وهما الطريق.
وعن مشاركته فى مهرجان تورنتو يؤكد سلامة انها اكثر فائدة له من المشاركة فى «كان» لأنه يحلم بالتوجه للسينما الامريكية وعن فيلمه الجديد وقراره باعتزال السياسة وبحثه عن الهوية فى فيلمه «الشيخ جاكسون» يتحدث عمروسلامة.
< واجهت أزمة كبيرة مع الرقابة فى سيناريو «لا مؤاخذة».. ألم تخف من اسم فيلمك الجديد «الشيخ جاكسون» قد يثير جدلا مماثلا؟
ــ أنا لا اتوقع ابدا وجود هذه النوعية من المشكلات فلغويا مثلا «شيخ» تعنى رجلا كبيرا وليس رجل دين.
< الم تعترض الرقابة على اسم الفيلم؟
ــ بالفعل كان لهم تعليق عليه، لكننى اتمنى مع مشاهدتهم لنسخة الفيلم ان يتفهموا معناها.
< هل الفيلم تحية منك لجاكسون ام لعصره؟
ــ هو إهداء لكل الشخصيات القديمة التى لم تعد لى أى علاقة بها، وهو مستوحى من أحداث شخصية.. وقد شاهدته مع اشخاص اعرفهم واى شخص يعرفنى سيدرك مصدر كل مشهد فى هذا العمل ومن اين جاء.
< هل تعامل الرقابة والمجتمع مع كلمات مثل لفظ وشخصية «الشيخ» أو «القس» اصبح اكثر تأخرا عن فترة الخمسينيات والستينيات؟
ــ إجابة السؤال تتغير كل ساعة، طبقا لتغير الوضع السياسى والثقافى، ولكن فى رأيى الشخصى هى لا تتوقف على قانون أو توجه قدر مزاج شخصى ،أو المناخ الثقافى أو السياسى الذى يتغير يوميا ولا أستطيع إطلاق تعبير عام انها افضل أو أسوا، هى حالة متغيرة وغير متوقعة فأحيانا اتوقع ازمة ويمر فيلمى بسهولة جدا.
< بدأت تصويرالفيلم ثم هدمت الديكور وتوقفت لمدة عام كامل وعدت له بعدها. هل نفذت نفس السيناريو أم غيرت فيه؟
ــ غيرته بالكامل، وأنا سعيد بهذا جدا ورب ضارة نافعة، فالتأجيل افادنى جدا وانا درست ورشة بامريكا أشرف على فيها اناس مهمون جدا وبالتالى طورت من السيناريو.
< كيف حدث الصلح بينك وبين بطلك أحمد الفيشاوى وعاد لاستكمال العمل؟
ــ فى البداية كان مشغولا عن الفيلم ولم يكن يعطيه الاهتمام الكافى به، وكانت أزمتى انه وبعد ترك أحمد للعمل فى المرة الاولى كنت اراه اكثر ممثل يصلح للدور ولا يوجد ممثل اخر يستطيع أداءه بنفس الطريقة وخصوصا أننى اراه انه من أكثر ممثلى جيله موهبة وبعد وجود عدة وسطاء.. انا هديت وهو فاتحنى انه يحب الدور ومن هنا كان قرار العودة ولعب أحمد لدور البطولة.
< اتفق معك فى موهبة الفيشاوى.. لكن ألا ترى انه أساء إدارة موهبته فى الفترة الماضية وهو ما عطله كثيرا؟
ــ أتفق معك فى هذا، وكل منا يحتاج إلى ان يكون تركيزه اكثر ويدير موهبته بصورة افضل، وأخيرا عاد لتركيزه واثناء تصوير العمل كان اكثر التزاما وأتوقع له ان يصبح فى مكانة افضل كثيرا فى الفترة القادمة لو حافظ على نفس درجة التركيز.
< لماذا اخترت المشاركة بـ«الشيخ جاكسون» فى تورنتو ولم تراسل مهرجانا غيره؟
ــ نحن قدمنا فى مهرجان «كان» فى قسم نظرة ما، وظلوا يخبروننا أننا معهم حتى ما بعد المؤتمر الصحفى بوقت قليل، ثم قالوا اننا لسنا معهم وانا ــ وبكل صدق ــ اكتشفت ان المشاركة فى تورنتو افضل لى من المشاركة فى كان الذى يشركنا فى اوروبا ويجعل من السهولة ايجاد تمويل من أوروبا، بينما ترونتو جمهوره فى امريكا وانا هدفى الشخصى التوجه ناحية امريكا فهو اكثر فائدة لى.
< هل حددتم موعدا لعرضه التجارى؟
ــ شهر اكتوبر القادم بعد موسم عيد الاضحى وهو موعد مبدئى وليس نهائيا.
< هل سنشاهد فيلما راقصا وموسيقيا؟
ــ الفيلم تجربة انسانية ذاتية شخصية جدا لشخص لديه مشاكل فى معرفة هويته وميوله وما يحبه وما يكرهه، وهو فيلم درامى جدا به لمسة صغيرة من الكوميديا. فنحن هنا نقدم رجل ملتزم دينيا تنقلب حياته رأسا على عقب بعد موقف معين.
< هل سنجد مايكل جاكسون بالفيلم؟
ــ محبى مايكل سيجدونه بالعمل وسيحبونه وقد تمت الاستعانة بممثل امريكى اسمه كارلوس هو متخصص فى تقليد شخصية ملك البوب الراحل ويعتبر اهم مقلديه فى العالم كله حضر خصيصا لتصوير هذه المشاهد.
< ما اهم العقبات التى واجهتك فى مرحلة صناعة العمل؟
ــ انا كتبته 11 مرة وهى اكبر عقبة وثانى عقبة فى تعليم أحمد مالك والفيشاوى الرقص.
< هاجمكم البعض فترة ووصفوكم انت ومحمد وخالد دياب انكم الفرع الإسلامى بالسينما وانكم أخلاقيون فى افلامكم ولكن العجيب انه وفى السنوات الماضية اصبحتم الاكثر كسرا للتابوهات وموجودين فى محافل دولية كبيرة.. كيف ترى هذا؟
ــ هذا الاتهام بأننا إخوان أو أخلاقيون لا أعرف مصدره.. أنا كنت اكثر محافظة ربما فى بداية عملى، لأننى اتيت من بيئة محافظة لكننى الأن متحرر جدا وليرالى وعلمانى.
كما لا أهتم بوضع توصيف أو مسمى لنفسى وانا اعبر عن وجهة نظرى فى اعمالى والناس تحكم فلا أهتم بما يقوله الناس سواء فى البداية أو الآن.. انا مؤمن جدا بالحريات وبفصل الدين عن الدولة.
< هل كونك والاخوان دياب خارج اطار الشلل التقليدية وقتها كان سببا فى التربص بكم ووصفكم بهذه الصفات؟
ــ أنا لا احب لعبة المظلومية ولا يوجد حالة تربص، كانت هناك عقبات فى بداية المشوار ولا اعتقد ان هناك مؤامرة كونية علينا انا مؤمن انه يجب علينا الاجتهاد كى نقدم احلامنا وافلامنا.
< فى فيلم مثل «زى النهاردة» اجرك كله ذهب لتصريح النقابة ووصلت الان لمرحلة ان هناك جمهورا يدخل أفلامك على اسمك.. كيف تشعر وانت ترى الوضعين؟
ــ دعنى اصارحك ان تصريح النقابة فى «زى النهاردة» كان خمسة اضعاف اجرى وفى فيلم «اسماء» ثمانين بالمائة من اجرى ذهبت للتصريح وانا فخور بما تقوله لأننى لم أيئس واصررت على استكمال مشروعى والمنتج محمد حفظى وقف بجوارى.
< اعتقد ان تجربتكم انت واحمد فهمى وهشام ماجد وشيكو وافلام مثل «رجال لا تعرف المستحيل» يمكن تصنيفها كبداية للسينما المستقلة.. فهل تعتقد ان ما قدمتموه خلق موجة البارودى والافكار القادمة من خارج الصندوق والكاسرة لكل التابوهات؟ وهل ترى هناك ظلما فى تجاهل تجربتكم فى تصنيف السينما المستقلة؟
ــ بالنسبة للسينما المستقلة لا اجد معه اننى استحق ان اكون من صناع هذا التيار، وذلك منذ بداية افلامى الطويلة، ربما فيما مضى مع بداية تجربتنا انا أو شيكو أو فهمى قبل الاحتراف.
لكن الان صعب أن يمكن تصنيفى كصانع سينما مستقلة، ويمكن وصف افلامى بأنها افلام قليلة التكلفة لكنها ليست مستقلة وخصوصا انتاجيا وتوزيعا وتسويقا.
اما بالنسبة لكسر التابوهات ودور تجربتنا انا وفهمى وشيكو والاخوين دياب فكلنا نشعر بالملل وهى صفة مشتركة بيننا كأصدقاء ولهذا اصبحنا اصدقاء ونحاول تقديم افكار جديدة.
< العالم يصنف السينما انها السينما الخارجة على المألوف من حيث الافكار والموضوعات واحيانا طريقة الانتاج وفى افلامكم التى قدمتموها قبل الاحتراف كانت هكذا ومع الاحتراف ايضا مختلفة؟
ــ اعتقد ان لفظ سينما مستقلة مختلفة هو الاكثر قربا من مشاريعنا، وان أفلاما مثل «كليفتى» أو المدينة تعد أفلاما مستقلة، وانا منذ اول افلامى «زى النهاردة» كان لدى موزع ومنتج وقناة اشترت فيلمى. أما لقب سينمائى مستقل فأنا لا استحقه لأنه يتطلب جرأة وشجاعة لم تكن لدى.
< اعرف انك متوقف عن الحديث فى السياسة بعد ثورة يناير.. لماذا وهل كشفت الثورة عن صراع هويتنا؟
ــ الثورة انفجرت بداخلنا قبل ان تنفجر خارجها وانا تغيرت بشكل درامى بعد الثورة وفيلم «الشيخ جاكسون» يعبر عن ما حدث لى بعد الثورة بشكمل كبير وانا توقفت عن السياسة لأننى اكتشفت ان معركتنا ليست من فى السلطة بل هى معركة البحث عن حريتنا الشخصية وكل شخص فى مصر يحارب بشكل فردى وهو أمر ليس سيئا، ولكن ربما يقدم شكل افضل، والقمع داخل عقولنا اكبر من السلطة.
< هل فعلا تعد لفيلم حربى؟
ــ هذا صحيح فانا اكتب حاليا فيلما حربيا عن بلد آخر غير مصر، وهو بلد عربى.. وهى قصة حقيقية أكتبها منذ فترة، ولن اتحدث عنها الان ولكننى اسعى لتقديمها. كما اعمل على مسلسل جديد بعنوان «ما رواء الطبيعة» وهناك عمل آخر يكتبه محمد دياب بالإضافة إلى عرض لعمل رمضانى ثالث.
< متى سنراك انت والاخوين دياب فى عمل معا؟
ــ لا مشكلة لدى فى العمل فى شىء لم اكتبه.. فقد حاولت أنا وشريف نجيب ومحمد دياب وصلاح الجهينى كثيرا العمل على افكار لهم والفيلم هنا فكرة عمر خالد.
< هل سنراك مممثلا قريبا مرة اخرى؟
ــ ليس من اهدافى التمثيل، لكننى سأظهر فى مسلسل تخرجه ايتن امين فى ثلاث حلقات
< هل تتمنى العودة للعمل مع نجوم الجيل مرة أخرى؟
ــ نفسى أعمل مع كريم عبدالعزيز واحمد السقا ومحمد رمضان وبدأنا مشاريع مع بعضهم، لكنها لم تكتمل.