تشهد ألمانيا ظاهرة إعلان العديد من اللاجئين تحولهم إلى المسيحية، وذلك طمعا في زيادة فرص حصولهم على حق اللجوء، وأغلبيتهم من إيران وأفغانستان، بينما يؤكد معنيون أن اعتناق المسيحية قد يزيد من شكوك السلطات بدلا من العكس.
وتشير الإحصاءات الألمانية إلى أن أعداد المعمدين من اللاجئين ازدادت من نحو 17 ألفا عام 2014 إلى 178 ألفا و408 آلاف عام 2015.
وبعد أن أعلن لاجئان إيرانيان عام 2008 تنصرهما على يد القس غوتفريد مارتنس يقول الأخير إنه قام وحده بتعميد أكثر من 1200 لاجئ حتى الآن حتى أصبحت كنيسته تقيم فعاليات القداس باللغتين الألمانية والفارسية.
ويضيف أنه بات مجبرا على البحث عن كنيسة أخرى لأن كنيسته لم تعد تتسع للأعداد المتزايدة من المتعبدين، فمنذ مطلع عام 2016 بلغ عدد المشاركين في الدروس التحضيرية للتعميد 250 شخصا، في حين كان العدد سابقا نحو ثلاثين فقط.
ويوضح مارتنس أن جميع الذين عمدهم يتحدثون الفارسية أو لهجات أخرى، وأن بعضهم ينتظرون نتيجة طلبهم حق اللجوء، حيث يقضون ثلاثة أشهر في مزاولة الدروس التحضيرية ثم يخضعون لاختبار يشرحون فيه الأسباب التي دفعتهم إلى التنصر.
ويلجأ الكثير من المتنصرين إلى إخفاء هويتهم الجديدة عن أقرانهم، حيث يتهم القس مارتنس “مسلمين متطرفين” بالاعتداء عليهم بعد ترك دينهم.
حملات التبشير
وتحدثت تقارير في وسائل الإعلام الألمانية عن وجود محاولات تبشيرية منتشرة بقوة داخل مأوى اللاجئين، حيث تقدم لهم وعود بتحسين فرص بقائهم في ألمانيا في حال التحول إلى المسيحية.
ونظمت إجراءات تعميدية سريعة داخل بيوت الأغنياء من قبل بعض الطوائف، وركز مبشرون اهتمامهم على لاجئين أفغان مهددين بمغادرة ألمانيا.
وذكر مكتب الهجرة واللجوء أن الرغبة في تبديل الدين هي من الأسباب التي يقدمها طالبو اللجوء لتعليل سبب هروبهم من بلادهم الأصلية، على اعتبار أنهم كانوا يتعرضون للاضطهاد بسبب تغيير الدين، لكن هذه الادعاءات تخضع لتدقيق أكبر.
لذا يقول القس مارتنس إنه يوضح للاجئين من البداية أن تبديل دينهم لن يزيد فرص الحصول على اللجوء بل قد يؤدي إلى العكس، مؤكدا أن بعض المتنصرين قد أبعدوا فعلا عن ألمانيا.
المصدر: دويتشه فيللا