المحتويات
موقف واشنطن من هواوي .. السحر ينقلب على الساحر
مسار جديد اتخذته الازمة الصينية الامريكية ويبدو ان السحر قد انقلب على الساحر، في اطار موقف واشنطن من هواوي الصينية التي لازالت تتوعد بالكثير.
موقف جديد
من جهتها، اعلنت واشنطن انها قد توافق خلال أقل من أسبوعين على منح تراخيص للشركات الأمريكية لاستئناف المبيعات لشركة التكنولوجيا الصينية “هواوي”، المدرجة في القائمة السوداء الأمريكية.
وأبلغ اثنان من مصنعي الرقائق الإلكترونية في الولايات المتحدة، اللذان كانا يوردانها لـ “هواوي”، وكالة “رويترز” أنهما سيتقدمان بطلب للحصول على تراخيص بعد التصريح الأخير لوزير التجارة الأمريكية، ويلبر روس، الذي قال إنه سيتم إصدار تراخيص لبيع “هواوي” في حالة عدم وجود تهديد للأمن القومي.
وما يزال من غير الواضح أي المنتجات سيتم منحها التراخيص، إلا أن ممثل إحدى الشركات الأمريكية، التي تزود “هواوي” بمنتجات أمريكية، قال إن مسؤولا أمريكيا أخطره بأنه من المرجح إصدار التراخيص خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
ووفقا للممثل فإن المسؤول الأمريكي لم يحدد معايير الموافقات على التراخيص، لكنه أكد له أنه “يتم حاليا تقييم التراخيص وتحديد ما هو في مصلحة الأمن القومي الأمريكي”.
انتقام مرير
ويظل موقف واشنطن من هواوي قيد التهديد، حيث تخطط الشركة الصينية لاتخاذ إجراءات جوابية، ردا على القرارات الأمريكية بإدراجها في القائمة السوداء.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر مطلعة قولها إن شركة “هواوي” تخطط لتسريح عدد كبير من موظفيها في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تشمل عمليات التسريح وظائف في وحدة البحث والتطوير التابعة لشركة “هواوي” في الولايات المتحدة، التي توظف نحو 850 شخصا في معامل أبحاث في أرجاء أمريكا، بما في ذلك بولايات تكساس وكاليفورنيا وواشنطن، إلا أن هواوي رفضت التعليق حول هذا الموضوع.
وتابعت الصحيفة أنه لا يمكن تحديد عدد العمال المراد تسريحهم، إلا أن مصدرا مطلعا رجح للصحيفة أن يكون عدد هؤلاء العمال بالمئات، في الوقت ذاته أبلغت الشركة العاملين الصينيين بخيار العودة إلى بلادهم، ومواصلة العمل في الشركة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشركة أبلغت عددا من الموظفين بتسريحهم، بينما قد يتم الإعلان قريبا عن إلغاء المزيد من الوظائف.
حظر ينتهي
وتمت إضافة “هواوي” الصينية، التي تعد أكبر شركة لتصنيع معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية في العالم، إلى قائمة وزارة التجارة الأمريكية، والتي تحظر على الشركات الأمريكية تزويدها بالسلع والخدمات الأمريكية من دون الحصول على التراخيص اللازمة.
إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في أواخر شهر يوليو بعد اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، أن الشركات الأمريكية يمكنها بيع المنتجات إلى “هواوي”.
تحول مفاجئ
ولفتت الوكالة العالمية إلى أن التحول في موقف الرئيس الأمريكي والتنفيذ السريع لوزارة التجارة الأمريكية يوحي إلى أن ضغوطات الشركات التجارية الأمريكية والضغوطات السياسية الصينية ستعيد إحياء إمدادات التكنولوجيا الأمريكية إلى “هواوي”.
ومن أصل 70 مليار دولار أنفقتها “هواوي” على شراء المكونات في عام 2018 تم شراء مكونات بـ11 مليار دولار من شركات أمريكية، مثل “إنتل”.
ضرر بسيادة البلاد
وكانت بكين قد اكدت انها ستفرض عقوبات على شركات أمريكية أبرمت صفقات أسلحة مع تايوان، وذلك بعدما وافقت واشنطن في وقت سابق على بيع تايوان معدات عسكرية بقيمة 2.2 مليار دولار.
واعتبرت وزارة الخارجية الصينية، أن بيع الأسلحة الأمريكية لتايوان يضر بسيادة بلادها وأمنها الوطني، وقبل ذلك حذرت بكين واشنطن من “اللعب بالنار”، معربة عن غضبها من الخطط الأمريكية لتسليح تايوان، التي يحكمها نظام مناهض لبكين منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1949.
مقاطعة ضالة
وتعد الولايات المتحدة مورد الأسلحة الرئيسي لتايوان، التي تعتبرها الصين “مقاطعة ضالة”، وخلال السنوات الماضية تجنبت واشنطن إبرام صفقات سلاح كبيرة مع تايوان، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبدى استعدادا لتوريد لها معدات عسكرية متطورة.
ووافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع تايوان أسلحة بقيمة 2.2 مليار دولار، تشمل دبابات وصواريخ، وهذه الصفقة تعد أكبر صفقة عسكرية أمريكية مع هذه الجزيرة الآسيوية منذ تولي ترامب منصب الرئاسة.
وطالما دعمت الولايات المتحدة تايوان تاريخيا، إلا أن الدعم الأخير يهدد الهدنة المؤقتة، التي توصلت إليها واشنطن وبكين في قمة “العشرين”، في مسعى لإيجاد تسوية للحرب التجارية المندلعة بين أكبر اقتصادين في العالم.
منعطف عكسي
ووصفت شركة هواوي الصينية، موقف الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بالمنعطف العكسي، وذلك بعد مرور 6 أسابيع منذ إدراج الحكومة الأمريكية شركة هواوي على قائمتها السوداء.
فقد قال ترامب، خلال قمة العشرين التي عقدت في اليابان، إن الشركات الأمريكية يمكنها بيع معداتها لشركة هواوي، مضيفاً أن السماح للمعاملات بين الجهتين لن يمثل “مشكلة طوارئ وطنية كبرى”.
جاء ذلك بعد اجتماع مرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث تناقش الرئيسان حول نزاع الحكومتين التجاري الذي جعل من شركة هواوي، إحدى أكبر الشركات المصنعة للهواتف الذكية في العالم، نقطة تحول في المعركة.
وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد حظرت في مايو بيع السلع أمريكية الصنع لهواوي دون الحصول على ترخيص أولاً، بعد أن اتهم مسؤولون أمريكيون الشركة بالعمل على تهديد الأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية.
مناقشات تجارية
ولفت ترامب إلى أن شركة هواوي ستبقى جزءاً من المناقشات التجارية الجارية بين واشنطن وبكين، ولكنه في الوقت الحالي، سيسمح للشركات الأمريكية بيع قطع غيار للشركة الصينية.
بينما علقت هواوي على قرار ترامب من خلال أحد حسابات الشركة الرسمية على تويتر، مغردة: “منعطف عكسي؟ يشير دونالد ترامب أنه سيسمح لهواوي شراء التكنولوجيا الأمريكية مرة أخرى!”
نفي الاتهامات
كما نفت شركة هواوي الاتهامات الموجهة لها حول ارتكاب أي مخالفات، بينما حاولت على مدى الأسابيع القليلة الماضية استعادة إمكانية وصولها إلى المنتجات الأمريكية، والتي تعتبر أساسية في سلسلة توريد الشركة، إذ تعتمد الشركة على رقائق الكمبيوتر المستوردة من شركات مثل إنتيل ومايكرون، فضلاً عن غوغل التي كانت تزود الشركة بنظام تشغيل أندرويد.
وقد صرحت غوغل في مايو أنها ستلتزم بالسياسة الجديدة لإدارة ترامب وتقيد استخدام الشركة الصينية لنظام أندرويد، الأمر الذي اُعتبر بمثابة ضربة مدمرة لأعمال شركة الهواتف الذكية الصينية.
وحركت شركة “هواوي” يوم الأربعاء 29 مايو، دعوى قضائية في أمريكا ضد الحكومة، حيث طالبت فيها بإقرار عدم دستورية إدراجها في القائمة السوداء الأمريكية، ومنعها من شراء المكونات والتكنولوجيا من منتجين أمريكيين.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة