أحصت مواقع إحصاء الشهداء في سوريا على الشبكة العنكبوتية منذ بداية الثورة السورية، عدد الشهداء في شهر أيلول/ سبتمبر بما يزيد على 4130 شهيد، مما يجعله من أكثر الشهور دموية في عمر الثورة السورية.
ففي شهر أيلول/ سبتمبر ارتكب جنود النظام مجازر في عدة مدن منها دمشق التي حدثت فيها ثلاث مجازر كبيرة راح ضحيتها أكثر من 700 شخص، وجرت إعدامات ميدانية جماعية في أكثر من منطقة بريف دمشق.
كما حدثت مجزرة في إدلب، ومجزرتين في حلب، مع تواصل القصف على المدن السورية بشكل يومي، يؤدي إلى مجازر يومية لا تزال مستمرة.
الجيش الحر:
من ناحية أخرى وسع الجيش السوري الحر سيطرته خلال شهر أيلول/ سبتمبر في عدة مناطق من سوريا، وخاصة في محافظة حلب، بحيث وصلت نسبة سيطرته في آخر تقرير إلى 70% من مدينة حلب.
وكان توسعه في حلب على عدة أحياء سيطر عليها منها حي العامرية وحواجز في حي الميدان واستعادة سيطرته على حي صلاح الدين بينما لا تزال المعارك قائمة بينه وبين جيش النظام في حلب في عدة أحياء.
وسيطر الجيش الحر على أجزاء جديدة من بلدة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، ولا تزال المعارك مستمرة في تل أبيض في محاولة للسيطرة عليها.
إضافة في حلب إلى إعلان الجيش الحر عن تمكنه من السيطرة على ثكنة “هنانو” العسكرية المهمة في مدينة حلب، وانتزاعها من قبضة قوات النظام السوري، وتحرير 350 معتقلاً كانت قوات الأسد تحتجزهم داخلها.
وفي الثاني من هذا الشهر وقع انفجار استهدف مقر هيئة الأركان في دمشق في حي أبو رمانة قرب كتيبة الحراسة في دمشق، وقد تبنى الانفجار بعض الجماعات المقاتلة في سوريا. وفي وقت لاحق أيضا جرى استهداف مقريْن عسكريين هما كتيبة الدفاع الجوي بمدينة عدرا في ريف دمشق، ومقر الأمن العسكري في البوكمال.
ومن أخبار الجيش الحر أيضاً قرار توحيد صفوف الجيش السوري الحر وكتائبه في الداخل والخارج تحت تسمية «الجيش الوطني السوري»، تحت قيادة اللواء محمد حسين الحاج علي.
المجلس الوطني:
وقرر في هذا الشهر المجلس الوطني السوري، أبرز تحالف للمعارضة السورية، توسيع صفوفه لتشمل ممثلين عن مجموعات معارضة جديدة، كما أعلن عن إصلاحات تشمل انتخاب قادته من جديد لأول مرة. وكان تقرر في ستوكهولم أيضا “إصلاح” طريقة عمل المجلس الوطني السوري عبر “جعلها ديمقراطية”.
وأعلن معارضون في الداخل السوري، بالتعاون والتنسيق مع معارضة الخارج وعلى رأسها المجلس الوطني السوري، إطلاق مشروع المجالس المدنية لإدارة المناطق المحررة.
أحداث مهمة:
كما استهدفت قوات النظام أنبوب المياه الرئيسي في مدينة حلب، ما أدى إلى تدفق المياه بكميات كبيرة غمرت شوارع بأحياء من مدينة حلب، في حين وجه أهالي حلب نداء استغاثة بحدوث كارثة إنسانية بسبب انفجار الأنبوب وانغمار أحياء بكاملها بالمياه. وقال الأهالي إن السيول الناجمة عن تدمير مصدر المياه الرئيسي باتت تغطي أحياء حلب وتغرق العديد من الشوارع والمحال.
وفي هذا الشهر أيضاً قررت إدارت القمر الصناعي المصري “نايل سات”، وقف بث القنوات الرسمية السورية، تنفيذاً لتوصية من اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا.
وفي هذا الشهر تم تعيين الأخضر الإبراهيمي مبعوثاً للسلام من قبل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية محل كوفي أنان الذي فشل في مهمته.
وأعلن الحرس الثورة الإيراني على لسان قائده محمد علي جعفري تواجد الحرس الثوري الإيراني في سوريا لـ”المساعدة الفكرية والمشورية” على حد تعبيره، في حين ثبت أن هذا ليس التصريح الأول للحرس الثوري الإيراني، فقد صرح “حسين طالب” قبل ذلك وهو مسؤول بارز في الحرس الثوري الإيراني أن دعم الأسد يقع على عاتق طهران لحماية “خط المقاومة والممانعة”. كما اعترف اللواء إسماعيل قاءاني، نائب الجنرال سليماني، القائد العام لفيلق القدس، (قوة النخبة في الحرس الثوري الإيراني)، بالتواجد العسكري لهذه القوة على الأراضي السورية والضلوع في قمع المعارضين لنظام بشار الأسد.
وأجرت قوات الاحتلال الصهيوني مناورات مفاجئة وواسعة في مرتفعات الجولان السوري المحتل، وصفتها بالروتينية.
من جهة أخرى ترددت أنباء عن انشقاق بشرى الأسد، شقيقة بشار الأسد وأرملة العماد آصف شوكت، ومغادرتها دمشق مع عائلتها، إلى دبي.
وأعلن في هذا الشهر عدد من القضاة السوريين المنشقين في داخل سوريا، عن تشكيلهم “مجلس القضاء السوري الحر”، والذي “يضم القضاة المنشقين عن النظام والقضاة الأحرار وفق درجتهم وأقدميتهم”.
مقتل الصحفيين:
أيضاً أفادت لجنة الحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السورية بمقتل 13 صحفيا وناشطا إعلاميا في شهر سبتمبر/أيلول المنصرم، خمسة منهم في دمشق وريفها، وأربعة في دير الزور، واثنان في حلب، وواحد في حماة، وآخر في حمص.