أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية, دينا مفتي, أنه لا يمكن قبول الاتفاقات التاريخية التي تتمسك بها مصر والسودان بشأن تقاسم مياه النيل.
وقال مفتي: إن “التهديدات التي تطلقها دول المصب بشأن سد النهضة غير مجدية, وأن إثيوبيا تعول على استئناف مفاوضات سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي”.
وكان وزير المياه والري الإثيوبي, سيليشي بقلي, قد أعلن إنه أصبح من الواضح أن هناك مؤامرة لإفشال جهود بلاده, وتقويض الوجود الإثيوبي, بحسب تعبيره.
كما أكد بقلي على أن السد حق لإثيوبيا في التطور بحرية, وأن على جميع الإثيوبيين أن يتحدوا معا لتحقيقه وإكماله.
ويرى مراقبون, أن السودان ظلّ عالقاً وسط خلاف طويل الأمد بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة الأثيوبي على نهر النيل الأزرق, ولكن في الأشهر الأخيرة ظهر تحول مهم في موقف السودان.
ويريد السودان من إثيوبيا أن تلتزم باتفاقية ملزمة من الناحية القانونية وليس مجرد مبادئ توجيهية عامة موجزة عن كمية الماء المحتجزة والجدول الزمني لملء خزان السد, إضافةً إلى مطالبته أيضاً بالوضوح بشأن كيفية حل النزاعات في المستقبل.
أما مصر, فيتساءل الكثير عن خياراتها بعد انهيار محادثات “الفرصة الأخيرة” ..
وتعليقاً على انهيار محادثات “الفرصة الأخيرة” قالت صحيفة “العرب” اللندنية: “يسود ترقب محلي وإقليمي بشأن الخطوات القادمة التي ستتخذها مصر بعد فشل المفاوضات مع إثيوبيا بشأن سد النهضة, وهي المفاوضات التي وصفتها سابقاً بـ’الفرصة الأخيرة’ ملوّحة بالخيار العسكري”.
ولكن ما أثار القلق هو تصريح المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية, دينا مفتي, الذي أعلن فيها أنه “من حق إثيوبيا بيع المياه الفائضة عن حاجتها بعد الملء الثّاني لخزان سد النهضة”.
ويؤكد المحللون, أن تصريحات المسؤول الإثيوبي صادمة وخطيرة, وتجعل احتمالات الحرب أقوى من أي وقت مضى, وربما في غضون أسابيع, فموعد بدء المرحلة الثانية من الملء للخزانات في تموز (يوليو) المقبل باتت وشيكاً, وأي ضربة للسد ربما تكون قبلها.
ومنذ أيام, أعلن الرئيس المصري, عبدالفتاح السيسي, أن “أحداً لن يستطيع أخذ نقطة مياه واحدة من مصر, و إن ذراع مصر طويلة وقادرة على مواجهة أي تهديد”.
وأضاف السيسي, إن “المساس بالمياه خط أحمر, وسيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل”.
ومع تصاعد الضغوط الدبلوماسية, بات عنصر الزمن حاسماً ومُلحاً لا محالة, فما إن يبدأ موسم الأمطار في وقت لاحق هذا العام, فإن خزان السد قد يُملأ بوجود اتفاق أو من دونه.
موضوعات قد تهمك:
حالة الطوارئ وتصريحات خطيرة واحتلال سد النهضة: ماذا يحدث في مصر؟