أصدرت الخارجية الفرنسية بياناً دانت فيه الهجوم الذي وقع أثناء مراسم الاحتفال بذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى في جدة بالسعودية، والذي تم بواسطة متفجرات، مما أدى إلى وقوع جرحى كما ورد في البيان.
وقال البيان: “استهدف الحفل السنوي لإحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى في مقبرة بمدينة جدة، الذي يحضره القنصل الفرنسي وعدد من القناصل، هذا الصباح، ما أسفر عن إصابات عدة نتيجة الانفجار”.
وأضاف “تدين فرنسا هذا الهجوم الجبان بشدة وتعتبره غير مبرر، وتدعو السلطات السعودية لتسليط الضوء على الهجوم وتحديد وتقديم الجناة للقضاء”.
وكانت قد تصاعدت حدة الانتقادات للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإسلام، كما اكتسبت دعوات مقاطعة البضائع الفرنسية زخما في الدول الإسلامية ردا على دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرسوم المسيئة لرسول الإسلام محمد.
وفي وقت سابق تم إطلاق حملات مقاطعة للمنتجات الفرنسية على وسائل التواصل الاجتماعي، وأزالت بعض البلدان المنتجات الفرنسية من الرفوف في الأسواق.
وأصيبت وزارة الخارجية الفرنسية بالذعر مع تزايد الدعوات إلى المقاطعة بشكل كبير حيث، أصدرت الوزارة قبل أيام بيانا خطيا دعت فيه إلى وقف هذه المقاطعة.
وتزيد فرنسا من حدة الهجوم على الإسلام بحجة العلمانية وحرية التعبير, ويرى الكاتب ساري حنفي, أنه إذا كانت فكرة حيادية الدولة ضرورية لاستقلالية المؤسسات الدينية، فهي لا تعني عدم إدارتها للتعددية الدينية، وخاصة في مجتمع متعدد الأعراق والثقافات. سوسيولوجيا، إذا ما نظرنا إلى مجموعة واسعة من النظم السياسية -من الدول الاستبدادية الأكثر قمعا إلى الأنظمة الديمقراطية الليبرالية- نرى أنها كلها تتجه نحو إدارة التعدية الدينية؛ إدارة الدولة، لذلك يمكن أن تكون إيجابية من خلال نظرتها الإيجابية للبعد الأخلاقي للدين (سياسات شاملة، ترقية، دمج/استيعاب، عولمة، سياسات الاعتراف) أو سياسات سلبية (سياسات حصر، تخفيض مستوى المظاهر الدينية، لا مبالاة ثقافية، سياسة عدم اعتراف/إساءة اعتراف).
و تقوم العلمانية الإقصائية الفرنسية بالتركيز على السياسات السلبية، وبدلا من تسهيل وجود تجمع تمثيلي لجمعيات ومراكز الجالية المسلمة.
كما سبق وأن حذر المدعي العام الاتحادي بألمانيا بيتر فرانك من الاستخفاف بالإرهاب الإسلاموي في ألمانيا، فيما اعتبرت صحيفة “زونتاجس تسايتونغ” السويسرية أن “الإسلاموية تربة خصبة للمتطرفين”، وذلك تعليقا على الهجمات الإرهابية التي طالت فرنسا.
وقال بيتر فرانك “التهديد الصادر من الإرهاب ذي الدوافع الإسلاموية يعد ويظل كبيرا. إنني أحذر من الاعتقاد في أن الإرهاب الإسلاموي آخذ في التراجع، فقط لأنه لم تكن هناك هجمات معقدة في ألمانيا هذا العام”.
وأضاف فرانك أن “خطر الإرهاب يظهر أيضا في الهجمات التي تم شنها خلال الأسابيع الأخيرة في فرنسا، مثل الهجوم بسكين بالقرب من مجلة ‘شارلي إبدو’، وذبح معلم فرنسي، وكذلك الهجمات في نيس الخميس”.
وكان قد دعا رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي الأوروبيين إلى “الاتحاد ضد العنف وضد الذين يسعون إلى التحريض ونشر الكراهية”.