حذرت الصين، من استضافة متظاهرين مؤيدين للديموقراطية في هونغ كونغ على الأراضي الكندية, و جاء ذلك بإعلان كونغ بيو, السفير الصيني في أوتاوا محذّراً “أنه قد تكون هناك عواقب على صحة وسلامة الكنديين الذين يعيشون في هذه المنطقة الصينية (هونغ كونغ) التي تتمتع بحكم ذاتي “.
و أضاف “نطلب من الحكومة الكندية عدم منح ما يسمى باللجوء السياسي لهؤلاء المجرمين العنيفين في هونغ كونغ، لأن ذلك يمثل تدخلا في الشؤون الداخلية الصينية، ولن يؤدي سوى إلى تشجيعهم أكثر”.
و تابع “إذا كانت كندا مهتمة حقا بازدهار هونغ كونغ واستقرارها، وبصحة وسلامة ما يقدر بحوالى 300 ألف كندي يعيشون في المدينة، والعديد من الشركات الكندية التي تعمل هناك، فعليها أن تدعم الجهود المبذولة لمكافحة هذه الجرائم العنيفة”.
و أدت تصريحات السفير الصيني في أوتاوا إلى ردود فعل كثيرة, و ردّ وزير الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبانيه، الذي اعتبر أن تلك التصريحات “غير مقبولة ومقلقة للغاية”.
و قال شامبانيه في بيان: “طلبت من فريقي التواصل مع السفير من أجل توضيح حقيقة أن كندا ستبقى دائما داعمة لحقوق الإنسان وحقوق الكنديين في كل مكان”.
و يشار إلى أن العلاقات الكندية الصينية كانت قائمة منذ العام 1942 وقبلها عبر السفارة البريطانية، لكنها اهتزت في أعقاب انتصار الشيوعيين في الحرب الأهلية وباتت كندا أمام خيارين: الخيار الأميركي بالمقاطعة أو الخيار البريطاني في الإبقاء على العلاقات، فاختارت المقاربة البريطانية وعينت قائما بالإعمال.
و في الثالث والعشرين من حزيران – يونيو عام 1950، أوعزت وزارة الخارجية للقائم بالأعمال ببدء التفاوض لتبادل السفراء. لكن الحرب الكورية انطلقت بعد يومين وشاركت فيها كندا ضد الصين، ما جعل استمرار العلاقات أمرا صعبا. وجاء تصويت كندا في الأمم المتحدة لمصلحة قرار يعتبر الصين دولة معتدية، ليوتر العلاقات ويدفع بالصين إلى طرد القائم بالأعمال الكندي.
و مع بداية كانون الثاني 2018 قامت السلطات الكندية باعتقال منغ وان تشو المديرة المالية وابنة مؤسس شركة “هواوي” الصينية للتكنولوجيا والاتصالات ، في مطار” فانكوفر” بكندا، أثناء توجهها من هونغ كونغ إلى المكسيك، بناءً على طلب من السلطات الأمريكية، الأمر الذي أدى لأزمة في العلاقات الصينية الكندية, فطالبت الصين كندا بالإفراج عنها مباشرة وهددتها “بمواجهة عواقب وخيمة إذا لم تقم بذلك”.
وتعد الصين الشريك التجاري الثاني لكندا. خلف الولايات المتحدة التي تتقدمها بكثير. غير أن التبادلات الثنائية تنمو رغم البرود الدبلوماسي والأزمة الوبائية.
موضوعات تهمك:
ترامب “لم أتحدث مع الرئيس الصيني منذ فترة لأنني لا أريد التحدث إليه”