تردد اسم الفريق المتقاعد، أحمد شفيق، المتواجد في أبو ظبي، كمرشح محتمل في رئاسيات 2018 بمصر، وهو ما يدفع بطرحه كـ”رهان رابح” حال ترشحه، في الوقت الذي تثار فيه شكوك بشأن إقدامه على إعلان ذلك. تردد اسم الفريق المتقاعد، أحمد شفيق
، المتواجد في أبو ظبي، كمرشح محتمل في رئاسيات 2018 بمصر، وهو ما يدفع بطرحه كـ”رهان رابح” حال ترشحه، في الوقت الذي تثار فيه شكوك بشأن إقدامه على إعلان ذلك.
ووفق سياسي مصري، تحدثت إليه الأناضول، فـ”شفيق” الذي كان وصيف الرئيس الأسبق، محمد مرسي، في رئاسيات 2012، بأكثر من 12 مليون صوت (49 بالمائة من أصوات الناخبين) ، سيكون رهانا رابحا في رئاسيات 2018 حال ترشحه. بينما يشكك أكاديمي بارز بجامعة القاهرة، في حديث مماثل، في خطوة ترشح “شفيق”، ذي الخلفية العسكرية وآخر رئيس وزراء في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، في مواجهة الترشح المتوقع للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن “فرصه محدودة”. ولكلا الرأيين أسباب متعلقة بالقرب والبعد من المؤسسة العسكرية وغيابه عن مصر، وقدرته على تجاوز الأزمات الاقتصادية بمصر، وكتلته الشعبية بالبلاد، في منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، العسكري السابق أيضا.
والسيسي، الذي لم يحسم موقفه من الترشح لولاية ثانية وأخيرة، جاء رئيسًا في 8 يونيو/ حزيران 2014 لمدة 4 سنوات، بعد حصوله على نحو 23 مليون صوتا، من بين أصوات 25 مليون نسمة، من نحو 54 مليون يحق لهم التصويت، وحصل منافسه الوحيد، اليساري حمدين صباحي، على 757 ألف و511 صوتا.
ووفق المادة 140 من الدستور المصري “لا يجوز إعادة انتخاب الرئيس إلا لمرة واحدة، وتبدأ إجراءات الانتخاب قبل انتهاء مدة الرئاسة بـ 120 يومًا على الأقل (أي بين يناير/كانون ثان، وفبراير/شباط المقبلين)، ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يومًا على الأقل”.
رهان رابح
يعتقد السياسي المصري، مجدي حمدان، أن “اسم شفيق وارد بقوة لخوض الانتخابات، وسيكون الرهان الرابح، لما يمتلكه في انتخابات 2012 شعبية تضم أكثر من 12 مليون صوت”.
ويعدد حمدان وهو قيادي سابق في “جهة الإنقاذ” (ضمت فصائل سياسية مختلفة عارضت حكم الإخوان 2012/ 2013)، 3 أسباب لذلك.
وقال “مصر التي تعج بمشاكل اقتصادية وأمنية تحتاج لمرحلة انتقالية يقودها شفيق بحكمته، وهو ابن سابق للمؤسسة العسكرية ورجل دولة (كان وزيرا لسنوات ثم رئيس وزراء أسبق لأشهر)، فضلا عن عدم وجود منافس قوى كمثل شفيق حاليا”.
وينفي حمدان عن شفيق أنه ممثل مناهض للثورة المصرية كما يعتقد نشطاؤها، مرجعًا تأخر إعلان شفيق خوض رئاسيات 2018 إلى “مخاوف من اتهامه في قضايا (فساد) جديدة؛ لعرقلته”.
ويتابع :”شفيق سيربح بصوت المواطنين وليس القوى السياسية وهو رهان رابح”، متوقعا نزول شفيق لمصر يناير/ كانون ثان المقبل، وإعلان ترشحه في مارس/آذار المقبل، واكتساحه رئاسيات صيف 2018، وفق قوله.
شكوك الترشح
“أشكّ كثيرا”، بهاتين الكلمتين، علق أستاذ العلوم السياسية بمصر، حسن نافعة، عن ما يثار عن احتمالية ترشح شقيق وكونه رهانًا رابحًا.
ويوضح نافعة 3 أسباب لذلك قائلا: “شفيق تواجده خارج مصر، لا يجعله مدركًا لمشاكل البلد، وفرصه محدودة، ويعده الثوار أحد رموز مبارك، وليس مرشحًا له صلات قوية بالمؤسسة العسكرية، فهو ترك منصبه منذ فترة (أنهى قيادته للقوات الجوية في 2002)”.
ويرجع الجدل المثار خلال الشهور الأخيرة حول احتمالية ترشح شفيق، إلى “طموح سياسي لا يزال قائمًا لدى الفريق المتقاعد، وأشك أن يحققه، بالإضافة إلى تصور البعض أن الأصوات التي حصل عليها شفيق في انتخابات 2012 ربما تكون حلا الآن، والحقيقة أنها كان تصويتا مضادا جمع كل من هو ضد مرشح الإخوان وقتها، محمد مرسي”.
قرار مؤجل
في أواخر مايو/آيار الماضي، برز لقاء بين شفيق المتواجد بالإمارات منذ عام 2012 عقب خسارته أمام “مرسي”، وحازم عبد العظيم، أحد أبرز مهاجمي السيسي حاليا، رغم كونه كان مسؤولا للجنة الشباب في حملته في رئاسيات 2014.
وردا على تقارير صحفية مصر وقتها تشير لترأس عبد العظيم، حملة شفيق الانتخابية المحتملة، قال الأول عبر حسابه بـ”تويتر”، “على حد علمي قرار ترشحه لا يعلمه أحد إلا هو”، مضيفا “بعد قبولي حملة السيسي لن أكررها مع أي مرشح”.
ولم تنقطع الأحاديث في الصحف ووسائل الإعلام بمصر الفترات الأخيرة عن احتمالية ترشح شفيق، وسط صمت من الأخير الذي كان داعما للسيسي في رئاسيات 2014، وحصل على البراءة من قضايا فساد، وفي نوفمبر/ تشرين ثان 2016 رفعت محكمة مصرية اسمه من قوائم الترقب والوصول.
وشفيق رغم إقامته في منفي اختياري بالإمارات، لم ينقطع لفترات طويلة عن المتابعة والتعليق على المشهد المصري.
وفي 13 يونيو/ حزيران الماضي، ظهر شفيق الذي يتجاوز 75 عاما متحدثا في أحد الفضائيات المصرية الخاصة، عن قضية جزيرتي “تيران وصنافير” بالبحر الأحمر، والتي تشغل حيزا كبيرا من الانتقادات الموجهة للسيسي إثر إصراره على أحقية السعودية تاريخيا بهما.
شفيق وقتها في مداخلته التليفونية، انتقد التعامل الحكومة مع أزمة الجزيرتين، متطرقا إلى أحوال مصر وحزنه عليها.
وفي 21 يوليو/ تموز الماضي، أعلن حزب الحركة الوطنية، الذي أسسه شفيق عام 2013، ويترأسه حاليا بشكل رمزي، في بيان أن الفريق المتقاعد إذا ما قرر الترشح للانتخابات الرئاسية فسوف يعلن عن ذلك من مصر.
وفي مساء 29 يوليو/ تموز الماضي، ناقش الإعلامي المصري، المقرب من النظام، عمرو أديب، في برنامجه الملتفز بإحدى الفضائيات المصرية الخاصة، الشائعات التي تدور حول اسم شفيق، كمرشح محتمل، مستغربا عدم نزوله لمصر حتى الآن.
ومساء اليوم ذاته، أعلن خالد العوامي، المتحدث باسم حزب “شفيق”، الذي يمثله أغلب أعمدة نظام مبارك، في بيان أن الأخير “مازال لم يتخذ قرارا نهائيا بالترشح للرئاسة، وإنه إذا ما قرر خوض الانتخابات سيعلن ذلك بنفسه”.
بدائل الرهان
وفق السياسي مجدي حمدان، فبديل عدم ترشح شفيق كمنافس للسيسي، “وفق ما يتم تداولوه” هو الدفع باليساري البازر خالد علي، أوالدبلوماسي السابق معصوم مروزق، المتحدث باسم حملة المرشح السابق حمدين صباحي في رئاسيات 2014، بالإضافة إلى مصطفى حجازي، المستشار السياسي للرئيس المؤقت السابق عدلي منصور، والذين لم يعلنوا عن موقفهم من الترشح بعد.
في المقابل، يتوقع الأكاديمي حسن نافعة، أن المرشح الأنسب لخوض الرئاسيات بمصر، هو سامي عنان رئيس أركان الجيش الأسبق (2012_2005 ) كونه أحد أبناء المؤسسة العسكرية وعلاقته القوية بمختلف القوى.
وبحسب معلومات من مصادر مقربة من عنان، فالأخير لم يحسم موقفه للترشح وإن كان أميل حاليا للرفض.
وكان صباحي، أعلن مؤخرا عدم ترشحه، وكذلك نفى “هشام جنينة” الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات (أعلى جهاز رقابي بمصر) نيّته الترشح لها، في حديث سابق للأناضول.
فيما قال ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة صحيفة الأخبار (الحكومية) في مقال له بالصحيفة بتاريخ الأحد 6 أغسطس/آب الجاري: “لا يساورني شك في أن قرار الرئيس سيكون هو خوض انتخابات الرئاسة لخدمة البلاد في مدة رئاسية جديدة (..) الجماهير سوف تضغط عليه، مثلما حدث منذ 4 سنوات”.
ولم تعلن مصر عن تفاصيل إجراء الانتخابات الرئاسية، غير أن السيسي صادق يوم الاثنين 7 أغسطس/آب الجاري على مشروع قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، التي تدير رئاسيات 2018.
وكالات