عاشت هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مسيطرا رئيسيا على تصرفات الجميع في المجتمع، ليأتي ولي العهد السعودي الذي يحمل مشروع انفتاحيا غير مسبوقا على المستوى الاجتماعي والفني فقط، ليضعها على الهامش وينهي سنوات من سيطرتها على العمود الفقري للمجتمع.
هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت تغلق المطاعم والمحال التجارية وقت الصلاة، وتطلب من النساء ارتداء الحجاب او ضبطه، وتفض تجمعات الشباب، وتمنع التدخين في مناطق بعينها، وغيرها من الافعال التي تضبط بها “آداب المجتمع”.
لكن في السنوات الأخيرة همشت الهيئة بشدة خلال السنوات الماضية، ليتسائل السعوديون المحافظون عن مصيرها تحت ولاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، وسط استياء عارم من نسبة كبيرة من الشعب السعودي، الذي اعتاد على نمط التدين الوهابي.
مصير هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الهيئة التي كانت بمثابة شرطة دينية حظيت لسنوات بنفوذ وهيبة كبيرة في الشارع السعودي، عندما كان عناصرها يراقبون عن كثب تطبيق الشريعة الإسلامية في المملكة، قبل تجريدهم من عملهم، وكان لها صلاحيات واسعة من بينها تأكد تطبيق قواعد الآداب العامة ومنع الاختلاط الذي كان يشمل الحق بطلب وثائقهم الشخصية ومطاردة البعض وتوقيفهم وكانت سيارات الهيئة تطوف في الشوارع وتتاكد من التزام الجميع بما هو مفروض، لم يعد لها أي وجود يذكر حاليا.
وقد حاول تقرير نشرته وكالة فرانس برس، الإجابة عن السؤال، بعد أن قرر مدرس سعودي ترك العمل بالهيئة لرفضه الشديد لتهميشيها خلال السنوات الأخيرة بالتزامن مع الانفتاح الذي يقوده بن سلمان.
وتجيب الوكالة على السؤال قائلة، أن هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اقتصرت حاليا على إطلاق الحملات التي تقوم بالتوعية بالأخلاق ومواجهة الوباء والتحذير من إثارة الفتن من خلال صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو شاشات رقمية ولوحات إعلانية على الطرق والشوارع.
ويعمل غالبية عناصر الهيئة الذين كانوا يسيطرون على الشارع، في المكاتب حاليا دون أي احتكاك بالمواطنين مما يثير إحباطهم وغضبهم، وفقا لمصادر تحدثت للوكالة.
ونقلت الوكالة عن الشاب المستقيل مؤخرا من الهيئة قوله: “تم انتزاع كافة صلاحيتنا ولم يعد لنا دور واضح على الإطلاق.. أصبح كل ما كنت أعمل لمنعه مباحا تماما، فقررت الاستقالة”.
وأضاف: “في الماضي كانت هناك هيئة واحدة معروفة في السعودية وهي هيئة الأمر بالمعروف… اليوم أهم هيئة هي هيئة الترفيه”، في إشارة لهيئة الترفيه السعودية التي أنشأها ابن سلمان ويقودها تركي آل الشيخ برتبة وزير.
والمملكة تعيش منذ عام 2017 تعديلات اجتماعية واسعة لم تقتصر على تهميش هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وانتقلت إلى حد السماح بالاختلاط بين الرجال والنساء، وإقامة الحفلات الغنائية والعروض الاستعراضية والرقص، والسماح للنساء بقيادة السيارات، وإقامة فعاليات ترفيهية بين البنات والشباب يقومون خلالها بالرقص وارتداء الملابس العادية دون الحاجة لاجبارهن على ارتداء الحجاب أو العباءات السوداء، كما أعلنت المملكة تبنيه المساواة بين الجنسين، وسمحت للنساء بالسفر دون اذن من العائل، حتى أنه سمح مؤخرا بالاحتفال باعياد الميلاد، وهو الأمر الذي كان محظورا بشدة في السابق خاصة في العلن، وكان يوصم المحتفلون في السر بـ”الأفعال الكفرية” على حد توصيفهم.
وذكرت الوكالة نقلا عن مصدر أن هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المكر باتت معزولة تماما وتم تقليص عدد عناصرها خاصة من غير المؤهلين للعمل بالشكل الجديد.
موضوعات تهمك: