هل ينتصر الفيل على الصياد؟

ميرة8 فبراير 2020آخر تحديث :
فيل

المحتويات

يحكى أن …

الصيادون في أفريقيا يلجؤون إلى حيلة تضمن لهم اصطياد الفيلة ومن ثم ترويضها فيعمد هؤلاء الصيادون إلى حفر حفرة عميقة في طريق مرور الفيلة ويغطونها بما تيسر من العيدان والأعشاب اليابسة كي تبدو جزء من الطريق وعندما يمر فوقها فيل تنكسر تحت وطأة ثقله العيدان ويقع في الحفرة بعد وقوعه بالحفرة لا يجرأ أحد على إخراجه كي لا يبطش بهم.

فيلجؤون إلى الحيلة التالية:

ينقسم الصيادون إلى قسمين:

الفيل والصياد1

قسم بلباس أحمر وآخر بلون أزرق وذلك لكي يميز الفيل بين اللونين. فيأتي الصيادون الحمر ويضربون الفيل بالعصي ويعذبونه وهو غاضب لا يستطيع الحراك ثم يأتي الصيادون الزرق فيطردون الحمر ويربتون ويمسحون على الفيل ويطعمونه ويسقونه ولكن لا يخرجونه ويذهبون. وتتكرر العملية كل يوم

الخير والشر وهدف مشترك

وفي كل مرة يزيد مجموعة الصيادين الحمراء من مدة الضرب والعذاب ويأتي شركاؤهم مجموعة الصيادين الزرق (الطيبون) ليطرد الأشرار باللباس الأحمر ويطعم الفيل ويسقيه ثم يمضي. حتى يشعر الفيل بمودة كبيرة بينه وبين المجموعة الزرقاء الطيبة وينتظرهم بفارغ الصبر في كل يوم ليخلصوه من الأشرار بلباسهم الأحمر.الفيل والصياد

الخصم والحكم

وبعد عدة أيام يقوم الصياد الشريك (الطيب) بمساعدة الفيل الضخم ويخرجه من الحفرة والفيل بكامل الخضوع والإذعان والود مع هذا الصياد الشريك الأزرق الطيب فيمضي معه. ولا يخطر في بال الفيل أن هذا الذي لبس ثوب (الطيب) هو من أوقعه في الحفرة وبما أنه يستطيع إخراجه فلماذا تركه كل هذا الوقت يتعرض لذلك التعذيب …!؟ ولماذا لم ينقذه من أول يوم ويخرجه …. ؟؟ ولماذا كان يكتفي بطرد الأشرار وحسب …. ؟؟

كل هذه الأسئلة غابت عن بال الفيل الضخم …! خطة الصيادين هذه تتبع على الشعوب والأمم المراد إخضاعها فريق يضرب وفريق ينقذ وتكرر اللعبة حتى تحين الساعة ويخرج الشعب المنهك من حفرته بمساعدة الزرق الطيبين ليعيش في كنفهم ويفني حياته في خدمتهم.

حفرة الشعوب

الفيل والصياد3 الفيل والصياد4

الحفرة التي أوقع فيها الشعب السوري لاتزال مقصدا للفريق الأحمر والفريق الأزرق بالتناوب هذا يضرب وذاك يطعم ويداوي الجراح. إقامتنا طالت في الحفر ولا نية لأحد بإخراجنا وكيف يحصل ذلك مع شعب جبار يقبع في قعر حفرة ينتظر المنقذ (الأزرق) بفارغ الصبر ليخلصه من الشرير (الأحمر) ثم يقول له: لا تفكر بأن لعبتك انطلت علي أعرف جيدا بأنكم سويا من أعد الحفرة وأعرف أنكم شركاء لست فيلا أحمق لتمر علي مكيدتك المشبوهة فيعود الصياد الأزرق أدراجه محدثا نفسه بأن الأوان لم يحن بعد لإخراج صيدنا العظيم من حفرته، ويجتمع في المساء مع شريكه الصياد الأحمر ويتبادلان الأنخاب ويوصيه أن جرعتك غدا زيد فصيدنا عنيد يحتاج للمزيد من الوعد والوعيد كي نصل إلى ما نريد فيودع طريق الأحرار ويدخل في صف العبيد.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة