التساؤلات في أوساط الخبراء والدبلوماسيين الغربيين حول العالم، باتت ترتفع بشأن فعالية العقوبات التي لوحت بها واشنطن ضد تحركات موسكو الأخيرة عسكريا على الحدود مع أوكرانيا إذا تحولت إلى غزو بري للغرب الأوكراني، وإمكانية أن تكون تلك العقوبات رادعا للروس وتتمكن من منعهم من مساعيهم للغزو.
ونشرت صحيفة تايمز البريطانية تقريرا أكدت فيه أن تلك الشكوك تسللت إلى الأوساط الدبلوماسية الغربية، مؤكدة أن خيار العقوبات بالنسبة إليهم لن يكون فعالا في منع الروس من مخططاتهم العسكرية، إلا أنها نقلت عن مسؤولين بريطانيين يعتقدون أن إظهار وحدة الصف بقوة خلال قمة مجموعة السبع المنعقدة في ليفربول سيمنح على الأقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحظة للتفكير بعمق.
بات سلاح العقوبات الاقتصادية في يد أمريكا هو الأبرز، مع أزمة انسحاب الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، واستخدمت كورقة ضغط على إيران لإجبارها على بنود ترامب التي أراد فرضها ضمن الاتفاق النووي السابق الذي انسحب منه، إلا ان تلك الأشهر من العقوبات القاسية لم تسفر سوى عن مفاوضات في حال نجحت في التوصل لاتفاق، لن يكون أفضل بحال من الاتفاق السابق، وفقا لمراقبين غربيين.
وتشهد الحدود الأوكرانية مؤخرا أزمة هي الأشد في الساحة الدولية منذ احتلال روسيا وموالون لها لشبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، عام 2014، إلا أنه على ما يبدو فإن احتلال شرق أوكرانيا يعني أزمة أفدح وأوسع من تلك التي كانت قبل 7 أعوام.
وذكرت صحيفة التايمز في تقرير لكبير محرريها للشؤون السياسية تيم شيبمان، أن هؤلاء المسؤولين يرون أن بوتين يختبر إرادة الغربيين طيلة الوقت ويعتقد أن واشنطن باتت بعد سحب قواتها من أفغانستان لا تريد القتال، إلا أنه إذا علم أن دول مجموعة السبع والدول الغربية الأخرى ستواجهه ككيان واحد فإن سيكون أمام مجال أضيق لتطبيق سياسة فرق تسد.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس قبيل افتتاح القمة أمس السبت، أن ما سيقومون بفعله هو ردع روسيا عن أي إجراء عسكري، مؤكدة أن أي خطوة من هذا ستكون بمثابة خطأ استراتيجي لروسيا، مضيفة ان اجتماع دول السبع يدور بشأن إظهار وحدة الاقتصادات الكبرى المتشابهة في التفكير، مشددة على أن التجمع يعني تكوين قوة بالتأكيد في الموقف ضد العدوان على أوكرانيا.
وسربت نسخة من البيان المشترك الذي من المتوقع أن يصدره وزراء خارجية المجموعة الكبار، اليوم، حيث يحذر البيان المرتقب الكرملين من عواقب وخيمة على المستوى الاستراتيجي والاقتصادي ضد روسيا بما في ذلك عقوبات صارمة إذا ما نفذت خطوات عسكرية إضافية ضد أوكرانيا.
وكان بايدن قد أجرى اتصالا هاتفيا ببوتين الأسبوع الماضي حذر فيه الأخير بشكل واضح من أن الدول الغربية مستعدة لعقوبات اقتصادية واسعة على شخصيات بارزة في الاقتصاد الروسي والأهم من ذلك طرد روسيا من نظام الدفع المصرفي الدولي مما يقوض قدراتها التجارية بشكل واسع.
وإلى جانب ذلك فإن بريطانيا وأمريكا تعملان بشكل واسع النطاق من أجل تعليق خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 بين روسيا وألمانيا، محذرة دول الاتحاد الأوروبي من أنها تخاطر بأن تصبح تابعة بشكل مباشر لرغبات موسكو، إذا تم هذا المشروع.
من جانبها أكدت وزيرة خارجية بريطانيا أنهم بحاجة ماسة لتقليل الاعتماد على الغاز والطاقة الروسيين، كما يجب ان يكون هذا جزءا من استراتيجية شاملة لتقليل الاعتماد على الجهات الخبيثة في إشارة إلى روسيا، مشيرة إلى ان “العالم الحر قادر على بلوغ الاستقلال الاستراتيجي الذي يحتاجه للبقاء والازدهار”.
وتسعى بريطانيا لدفع الدول الغربية للسعي في استغلال التجارة والتمويل الغربي من أجل جذب دول محايدة بعيدا عن النفوذ الروسي أو التمويل الصيني لتلك الدائرة المناوئة للتحركات الروسية.
موضوعات تهمك: