بقلم : ـــ أحمد عزت سليم
مستشار التحرير
يعتقد الكثير من البشر أن الحب مقتصر فقط على البشرية وأن الكائنات الأخرى لا تعرف الحب ، وقد أكد القرآن الكريم فى سورة الأنعام فى الآية رقم 38 على أن ما يسير ويعيش علي الأرض من كائنات حية ما هي إلا أمم كالبشر تعيش وتموت وتأكل وتشرب وتعمل وتجتهد وتكره وتحب أى أنها تعيش متمتعة بممارسة الحياة الاجتماعية الخاصة بها كاملة وتتمتع كما يتمتع الإنسان ، وذلك بقوله تعالى : ـــ ” وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ” ..
وكما أكدت الباحثة مروة رسلان فى دراستها بموقع ” egyptiangeographic ” عن “الحب عند الحيوانات”.. فنون العشق والغزل والمداعبة والغيرة الذي تعلم منه البشر : ـــ ” هل تعلم أن الحيوانات تتقن فن الغزل أكثر مما يتقنه الكثير من البشر ؟ ، هل تعلم أنها تتبادل الهدايا فيما بينها ؟ ، هل تعلم أنها تحب من أول نظرة ؟ ، خاصة في موسم التزاوج ، تلك المعلومات المثيرة للدهشة قدمها الصندوق العالمي لحماية الطبيعة ، والذي أكد أن فن الهدايا من الفنون المُحببة لأكثر الحيوانات ، خاصة لو كانت تلك الهدية شهية ذات طعم طيب ، كالقردة ،
والبطاريق ، وغيرها من الكائنات ، كما أكدت فى دراستها : ـــ ” هل تعتقد ان لقاء العاشقين من الحيوانات في عشهم الأبدي يحدث فجأة ، تلك النقطة تحديدًا جعلت الجميع يدرك أن الحب في عالم الحيوانات يتسم بالرقي من بعض البشر ، فهناك حالة من التمهيد النفسي والغرامي تحدث قبل هذا اللقاء ، فذكر ذباب الدروسوفيلا علي سبيل المثال يقوم بهز أجنحته بشكل سريع ، أو يجعلها على شكل مقص ثم يقترب من الأنثى ، ويأخذ في الدوران حولها ، فإذا كانت تقبل هذا الذكر زوجًا لها ، فإنها تقف مستكينة مستسلمة في نفس مكانها ، وتفرد له أجنحتها كأنها ترحب به ، أما إذا لم تكن تقبله ، فإنها تشيح بوجهها عنه ، وتنصرف إلى مكان بعيد .
وفى دراسة قدمتها LEE ANN OBRINGER أكدت أن : ـــ ثلاثة في المئة فقط من الثدييات ( بخلاف الأنواع البشرية ) تشكل علاقات ” عائلية ” مثلنا ، وأن حيوان البراري هو أحد هذه الحيوانات ، هذا الفأر يتزاوج مع الحياة ويفضل قضاء الوقت مع رفيقه على قضاء الوقت مع أي فئران أخرى ، حتى أن الفأر يذهب إلى أقصى حد لتجنب فئران الجنس الآخر . وأنه عندما يكون لديهم ذرية ، يعمل الزوجان معًا لرعايتهم ، يقضون ساعات في العناية ببعضهم البعض والتسكع معًا، وقد أجريت دراسات لمحاولة تحديد التركيب الكيميائي الذي قد يفسر لماذا يشكل فَرْجُ البراري هذه العلاقة الأحادية monogamous relationship مدى الحياة عندما لا يفعل ذلك مع قريبه المقرب .
وفقًا للدراسات التي أجراها لاري يونغ Larry Young ، باحث الارتباط الاجتماعي في جامعة إيموري ، فإن ما يحدث هو أنه عندما يتم إطلاق زملائي البراري ، مثل البشر ، يتم إطلاق هرمونات الأوكسيتوسين وفازوبريسين ، ولأن البراري تحتوي على المستقبلات اللازمة في دماغها لهذه الهرمونات في المناطق المسؤولة عن المكافأة والتعزيز ، فإنه يشكل رابطة مع زميله ، هذا الرابط هو لهذا الثور المعين على أساس رائحته – نوعًا ما مثل بصمة ، كمزيد من التعزيز ، يتم إطلاق الدوبامين أيضًا في مركز مكافأة الدماغ عندما يمارسون الجنس ، مما يجعل التجربة ممتعة ويضمن أنهم يريدون القيام بذلك مرة أخرى ، وبسبب الأوكسيتوسين والفازوبريسين ، يريدون ممارسة الجنس مع نفس الفأر ، لأن فئران مونتين لا تحتوي على مستقبلات للأوكسيتوسين أو فاسوبريسين في دماغه ، فإن هذه المواد الكيميائية ليس لها أي تأثير ، وتستمر في الوقوف لمدة ليلة واحدة ، بخلاف تلك المستقبلات ، فإن نوعي الفولي يكاد يكون متطابقًا تمامًا في تركيبهما الجسدي .
وقد أظهر الدكتور كمال شرقاوي غزالي في كتابه كيف أن الحيوانات تقع في الحب من أول نظرة ، وقال أن الذبابة المنزلية علي سبيل المثال يستجيب للأنثى التي من نفس نوعه بمجرد رؤيتها ؛ فيطير إليها على بعد مسافة طويلة ؛ ليقف فوق ظهرها ، كما أن مرور أنثى سرطان البحر في موسم التكاثر أمام ذكر ، فإنه يلقي بنفسه أمامها ، ويقف على أطراف أقدامه ويرفع مخلبيه الضخمين ذوي الألوان الزاهية إلى أعلى بصلابة واستعراض ، فإذا لم تعره الأنثى أي اهتمام ، حاول مرة ثانية ، فإذا ابتعدت عنه وتجاهلته ، يعود إلى جحره يائسًا ، وقد شعر أنها لا تقبل غزله .