لا تزال التوترات الروسية على حدود أوكرانيا قائمة، إلا أن اليومين الأخيرين شهدا تراجعا في حدة التصريحات الأمريكية، وسط جولة تنفذهامساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية والأوروبية الآسيوية، كارين دونفريد، إلى كل من كييف وموسكو وبروكسل، والتي اكدت خلالها: “دعم مسار التفاوض في إطار اتفاقيات مينسك للتسوية بشرق أوكرانيا” على حد تعبيرها.
وأعلنت موسكو تنفيذ تجربة لصاروخ زيركون الأسرع من الصوت،حيث أن الفرقاطة الأميرال غورشكوف التابعة للأسطول الشمالي أطلقت الصاروخ بنجاح، وفقا لبيان صادر عن وزارة الدفا الروسية اليوم الخميس.
وأضاف البيان أن الصاروخ الذي اطلق من البحر الأبيض في شمال غرب روسيا أصاب هدفا ساحليا في إقليم أرخانغيلسك المطل على هذا البحر، كما سبق أعلن القوات الروسية أمس الأربعاء، إجراء تدريبات تكتيكية مقررة في وقت سابق باستخدام منظومة الدفاع الروسية الصاروخية إس 400، في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا منذ عام 2014، مؤكدة أن تلك التدريبات على خلفية التوتر في البحر الأسود وأوكرانيا، كما أجرى الجيش الروسي في مقاطعة كورسك المجاورة لأوكرانيا تدريبات على أنظمة صواريخ إسكندر الباليستية.
وتأتي تلك التدريبات دون رد من واشنطن التي اكتفت بالإعلان سابقا نيتها تعزيز تواجدها العسكري في أوروبا.
أوكرانيا قلقة من حلفاءها
أعلن الجيش الأوكراني هو الآخر مناورات في منطقة خرسون شمال شبه جزيرة القرم لاختبار سرعة انتشار القوات في الميدان، ومستوى التنسيق بينها، وقال قائد القوات المشتركة الأوكراني سيرهي نايف أن تلك التدريبات تحاكي محاولة دبابات معادية لاختراق دفاعات الجيش في المنطقة الأكثر عرضة لمثل تلك العمليات.
في وقت عقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوربي اجتماع قمة في بروكسل لبحث ملف التوترات على حدود أوكرانيا الشرقية مع رسويا، وسط الحديث عن تنسيق أوروبي أميركي لفرض عقوبات لم يسبق لها مثيل على موسكو.
المستشار الألماني الجديد أولاف سولتس اكتفى بالتأكيد على أن بلاده ستقوم بكل ما هو ممكن للوقوف إلى جانب أوكرانيا، مؤكدا أن حماية حدودها مهم لأوروبا، فيما قال رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا أن العقوبات ستكون ضرورية لوقف العدوان الروسي داعيا الناتو إلى الأخذ في الحسبان أن روسيا قد تستخدم بيلاروسيا للتحضير لأي هجوم.
بينما طرح البرلمان الأوروبي مشروع قرار يطالب روسيا بوقف الاستفزازت على حدود أوكرانيا.
بالتزامن مع تلك القمة فقد عقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ محادثات في بروكسل مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنيسكي، وقال الأول في مؤتمر صحفي عقب المحادثات أن دول الحلف مستعدة للحوار مع روسيا لكنه حذرم وسكو من أي اعتداء آخر على اوكرانيا حيث هدد بثمن باهظ.
الرئيس الأوكراني اكد خلال اللقاء امتنان بلاده للغرب ولكنه في الوقت ذاته انتقد اكتفاء تلك الدل بتهديدات بايدن بعقوبات قاسية، مشيرا إلى أن تلك التهديدات لم يكن لها أي تأثير، ولم تثنه عن حشد المزيد من القوات في بحر آزوف الذي تسيطر روسيا على 70 بالمائة منه.
وهو ما يعني أن الرئيس الأوكراني لديه اقتناع أنهم وهم في قلب الأزمة وتحت مدافع الدبابات التي تهددهم، لم يجدوا أي دعم حقيقي لوقف تلك التهديدات الروسية، ويرى مراقبون أن أوكرانيا بدأت في القلق الواسع تجاه حلفائها هذه المرة.
من جانبه وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف انتقد حكومة المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، لافتا إلى أنها منعت عنهم أسلحة نوعية عبر الناتو وفق ما ذكرته صحيفة بيلد الألمانية.
وأضاف الرئيس الأوكراني أن اختيار بلاده الانضمام للناتو هو القرار الذي يخصها وحدها ويخص هذا الحلف وذلك بعد أن طلبت روسيا ضمانات أمنية ملزمة من طرف الولايات المتحدة ودول الغرب، بعدم تمديد الناتو إلى حدودها وضم كييف للحلف، وهو التهديد الضمني بغزو اوكرانيا لفرض تلك الضمانات أو يتجنب الغرب تلك الحرب ويبدأ في تنفيذ الطلبات الأمنية الروسية.
وتأتي تصريحات زيلينسكي اليوم بالتحديد وسط تطورات التهديد الروسي واستمرار الصمت الأمريكي عسكريا والاكتفاء بالتحدث عن حل الأزمة وفقا لاتفاقية مينسك وايجاد حل دبلوماسي، مع التلويح فقط بتعزيز عسكري في شرق اوروبا وعقوبات اقتصادية لم تردع الروس، برأي الرئيس الأوكراني.
وعلى ما يبدو فإن الشواهد تؤكد أن الغرب قد شرع في التفكير جديا بتنفيذ مطالب الروس الأمنية، التي عرضها بوتين على بايدن في القمة الافتراضية، وسط قلق أوكراني من أن انضماما للناتو والاتحاد الأوروبي أصبح أمرا بعيد المنال.
موضوعات تهمك: