باتت أسعار النفط المعقولة ضمن اتفاقات ثنائية ممكنة بعيدا عن الأسعار المرتفعة التي تفرضها حالة الأسواق الأوروبية والأمريكية.
دعا الرئيس الصيني للاستعانة ببورصة شنغهاي لتسعير النفط العربي وفقا لليوان الصيني ليحل مكان الدولار في تقييم سعر برميل النفط.
تواجه دول الاتحاد الأوروبي معضلة التضخم وأسعار الطاقة المرتفعة التي ناقشها وزراء الطاقة في ظل خلافات حادة حول تسعيرة الغاز الطبيعي.
لا يُعتقَد أن يؤدي تعين مبعوث أوروبي أو أمريكي خاص لمراقبة العقوبات على روسيا إلى وقف الاتفاقات الثنائية أو الحد منها كآلية شائعة تدعمها اقتصاديات آسيوية وأوروبية خفية.
أوروبا تعاني تخبط تغذيه صراعات ومناورات داخلية فرغم توافق دول أوروبا على تحديد أسعار النفط الروسي ضمن اتفاق السبع الكبار بـ60 دولار للبرميل لم يحسم الأمر أوروبيا.
* * *
بقلم: حازم عياد
الرئيس الصيني شي جين بينغ دعا خلال زيارته للاستعانة ببورصة شنغهاي لتسعير النفط العربي وفقا لليوان الصيني ليحل مكان الدولار في تقييم سعر برميل النفط؛ مقدما بذلك خيارات جديدة للدول العربية النفطية من خلال توفير آليات تسمح لبنوكها المركزية التحوط باليوان مقدمة بذلك درجة اعلى من المرونة لسياستها النقدية؛ منفعة متبادلة سيمتد اثرها الى النظم النقدية والمالية في انحاء مختلفة من العالم.
في مقابل المشروع الطموح للصين تواجه دول الاتحاد الأوروبي معضلة التضخم و أسعار الطاقة المرتفعة التي ناقشها وزراء الطاقة أمس الثلاثاء؛ في ظل خلافات حادة حول تسعيرة الغاز الطبيعي حيث وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التنازع بين عدد من الدول الأعضاء على أسعار بيع وشراء الغاز “بالأمر غير المقبول”.
الخلاف بين الدول الاوروبية حول فجوة بيع الغاز في الاسواق الاوروبية قياسا بالاسواق العالمية تتراوح بين 58 و35 يورو خلاف تغذية المصادر المتعددة للغاز؛ الذي تحتل اميركا فيه حصة الاسد؛ فأوروبا تخوض حربا حقيقية لتحديد اسعار الغاز والتي يتوقع ان تتجاوز الـ 275 يورو لكل ميجاوات ساعة.
أوروبا تعاني حالة تخبط تغذيها صراعات ومناورات داخلية؛ فرغم توافق الدول الاوروبية على تحديد أسعار النفط الروسي ضمن اتفاق دول السبع الكبار بـ60 دولار للبرميل؛ إلا أن الأمر لم يحسم بالكامل في السوق الأوروبية التي تتخطى العقوبات عبر واردات هولندا وفرنسا من النفط الروسي وتعيد تصديره إلى القارة الأوروبية وخصوصا ألمانيا؛ علما أن روسيا تبيع نفطها للهند والصين ودول جنوب شرق اسيا بل والسعودية والامارات بسعر مماثل (60 دولار ) ضمن عروض تفضيلية.
أوروبا في الان الذي تغض فيه الطرف عن النفط الروسي المعاد استيراده من فرنسا وهولندا؛ تقرر تعين مبعوث خاص لمراقبة الالتزام بالعقوبات المفروضة على روسيا في دول مثل تركيا.
فبحسب المصادرالاوروبية فان المبعوث الاوروبي الذي يتوقع ان يتولى سفير الاتحاد الأوروبي في واشنطن موقعة سيركز جهوده على تركيا والدول خارج الاتحاد الأوروبي في حين ستغمض اعينها عن هولندا وفرنسا التي تعد اهم مزود للاتحاد الاوروبي بالنفط الروسي.
فوضى الطاقة في اوروبا تمزق الاتحاد الاوروبي وتوفر المزيد من المرونة و الفرص لدول جنوب و شرق اسيا؛ فاتحة الباب لافاق جديدة من التعاون مركزها الصين؛ فالنفط والغاز تتجاذبها مراكز متعددة باسعار مختلفة من سوق لاخرى ومن اتفاق لاخر؛ فالسوق فقد مركزيته ونقطته المرجعية في اوروبا واميركا.
في ضوء ذلك فان البحث عن اسعار النفط المعقولة ضمن اتفاقات ثنائية بات امرا ممكنا بعيدا عن الاسعار المرتفعة التي تفرضها حالة الأسواق الأوروبية والأمريكية؛حقيقة لم تعد سرا او جريمة؛ ولايعتقد أن يؤدي تعيين مبعوث أوروبي أو أمريكي خاص لمراقبة العقوبات على روسيا إلى وقفها أو الحد من تاثيرها فهي آلية اصبحت شائعة ومقبولة تدعمها اقتصاديات آسيوية وأخرى أوروبية بالخفاء.
*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: