هل تسود الفوضي البيت الأبيض بعد استقالة جيمس ماتيس ؟
يسود البيت الأبيض حالة من عدم التوازن ، تغلفها مخاوف من أن تعم الفوضي مقر الحكم الأمريكي ، والتي سببتها أعلان استقالة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ، وسط مخاوف من تؤجّج تباعداً بين الولايات المتحدة وحلفائها ، حيث يحظى ماتيس بثقتهم.
ماتيس الذي بات واحداً من المسؤولين البارزين الذين رحلوا عن البيت الأبيض، لم يُخفِ أنه يغادر الإدارة نتيجة خلافات مستعصية، لكنه عبّر عن ذلك في رسالة الاستقالة التي وجّهها الى ترامب.
حيث بلغ الخلاف بين الوزير والرئيس ذروته، بإعلان ترامب سحب القوات الأميركية من سورية، والتخطيط لخفض عددها في أفغانستان.
وعلي الجانب الأخر ورغم الخلاف، أشاد ترامب بوزير الدفاع جيمس ماتيس، والذي أعلن على “تويتر” إنه “سيتقاعد أواخر فبراير” المقبل، مشيراً الى تأنه حقق “تقدّم كبير” خلال أداء مهماته.
وأضاف ترامب أن ماتيس ساعدني كثيراً في جعل حلفاء ودول أخرى يدفعون حصصهم المتوجّبة عليهم عسكرياً.
كشفت رسالة ماتيس (68 سنة) مكامن الخلل في علاقته بالرئيس ترامب، فقد جاء فيها: “وجهتي نظرنا متباينة، حول معاملة الحلفاء باحترام، وأيضاً أن نكون واضحين في شأن الجهات الفاعلة والمنافسين الاستراتيجيين، تأسّست بناءً على معلومات تمتد على مدى أكثر من أربعة عقود من العمل عن كثب على هذه الملفات.
وأضاف ماتيس أن من حقك أن يكون وزير دفاعك تتطابق وجهات النظر فيما بينكم و تتوافق بشكل أفضل حول هذه الملفات وغيرها، لذلك أعتقد بأن من الصواب بالنسبة إليّ أن أتنحّى عن منصبي.
وجاء وقعُ استقالة ماتيس صاعقاً في واشنطن، إذ وصفه السيناتور الديموقراطي مارك وارنر بأنه جزيرة الاستقرار وسط فوضى إدارة ترامب، فيما تحدث زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل والذي اعتبر أن يوم اعلان استقالة ماتيس يوم “حزين”.
وبعد ساعات على إعلان ماتيس استقالته، أعلن مسؤول أميركي أن ترامب يعتزم سحب جزء من القوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان.
حيث يُعتبر وزير الدفاع كان ضامناً، لدور واشنطن في هذا البلد، وسيثير رحيله مخاوف لدى مسؤولين أفغان، علماً أنه تمكّن من إقناع الرئيس العام الماضي بإرسال مزيد من الجنود الأميركيين الى أفغانستان، حيث كانت حركة “طالبان” تحقق مكاسب وتكبّد القوات الأفغانية خسائر ضخمة.
وذكر المسؤول أن ترامب يعتزم سحب أكثر من 5000 من 14 ألف جندي أميركي في أفغانستان، لكن صحيفتَي “وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز” تحدثتا عن سحب حوالى 7 آلاف جندي. وسعى الرئيس الأفغاني أشرف غني الى طمأنة مواطنيه، إذ قال ناطق باسمه “إذا انسحب الأميركيون) من أفغانستان، لن يكون لذلك تأثير على الأمن، إذ منذ 4 سنوات ونصف سنة، يمارس الأفغان فعلياً سيطرة كاملة على الأمن”. لكن مسؤولاً بارزاً في الحكومة الأفغانية أقرّ بأن، الانسحاب سيؤثر في العمليات في شكل عام، وقال علينا أن ننتظر لنرى أيّاً من الوحدات ستعود لوطنها أولاً. من السابق لأوانه قول أي شيء. استناداً إلى رد فعل طالبان، قد تطلب الحكومة من القوات تقليص عملياتها.
المصدر رويترز – أ ف ب
عذراً التعليقات مغلقة