تحدثت مصادر خليجية مطلعة، في الفترة الأخيرة، عن قرب التوصل لاتفاق مصالحة بين دول الخليج، وذلك خلال عدة أيام، لإنهاء الازمة الدائرة بينهم منذ أكثر من ثلاث سنوات منذ اندلاعها في 2017، عندما قررت دول الإمارات والبحرين والسعودية وإلى جانبهم مصر قطع العلاقات مع دولة قطر، وإغلاق الحدود والمجالات الجوية وإنهاء التعامل دبلوماسيا واقتصاديا مع الدولة الخليجية.
ووفقا لخبر نشره موقع الخليج اليوم أمس الأحد، قال أنه حصري، فإن مصادره أكدت أن تلك الأنباء متداولة في مستويات سياسية رفيعة، حيث تلعب الكويت حاليا دورا رئيسيا في تلك المفاوضات، حيث شهدت الأيام الأخيرة اجتماعات متواصلة بين المسؤولين الخليجيين والتي عقدت في الكويت وسلطنة عمان ونتج عنها التوصل لاتفاق أصبح قريبا جدا الإعلان عنه على حد قولها.
لكن مصادر أخرى نفت ما ذكره الموقع الخليجي وأكدت أن تلك الاجتماعات لا تهدف إلى مصالحة كاملة وإنما بدء تقريب وجهات النظر.
وكانت المصالحة الخليجية قد تعثرت مرارا وتكرارا، بسبب تمسك كل جانب بشروطه في النقاش، بينما تقول قطر أنها لا تقبل الشروط المسبقة للتفاوض، كما أنها ترفض التدخل في شؤونها والتحكم في سياساتها الخارجية وهو ما ترغب بها دول الحصار، إلا أن الدول الخليجية الأخرى تريد فرض 13 شرطا على قطر من أجل اتمام المصالحة وهو ما يعود بالفشل على المصالحات كل مرة.
وتحدثت تقارير قطرية عدة عن أن الدولة الخليجية الصغيرة تمكنت من صد ذلك الحصار الثلاثي من جيرانها، كما تمكنت من تأمين حاجتها الاقتصادية كما تمكنت من الحصول على أجواء تعبر طائراتها منها وهو ما يعود بالخسارة أيضا على دول الخليج حيث ان الفائدة من طيران قطر يعود كله حاليا على دولة إيران الخصم اللدود لتلك الدول ومن خلفهم واشنطن.
إلا أن الأزمة القائمة بالفعل من الصعب ترميمها سوى بتراجع جميع الأطراف عن موقفهم وهو ما يمهد لامكانية اتفاق خليجي.
ترامب وأزمة الخليج
كان تقرير غربي قد أكد من قبل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد حل ازمة الخليج بكل ما أوتي من قوة فمن جهة يتم احتساب ذلك لصالحه، ومن جهة أخرى يمنع الأموال التي تستفيد بها إيران، وهو الذي يريد تشديد الخناق على الدولة الإيرانية بسبب برنامجها الصاروخي والنووي.
إلا أن ضغوطات ترامب على دول الخليج لم تحصل على أي تقدم أو نجاح يذكر في ملف المصالحة، وهو ما يقوله دبلوماسيون ومحللون، أن الأزمة وكأنها ستبقى للأبد.
إلا أن الدولة القطرية أكدت مرارا على أنه على الرغم من عدم حاجتها لدول الخليج، إلا أن آثار الحصار وشق الصف الخليجي، والإجراءات التعسفية احادية الجانب فيما يتعلق بالجانب الإنساني وزيادة معاناة الشعوب والاضرار بالنسيج الاجتماعي الخليجي، لا يزال هو الأزمة بالنسبة إليها، إلا أنها لن ترضخ أبدا لاشتراطات دول الحصار.
ومع الضغط الأمريكي ورغبة قطر في إنهاء الأزمة، قالت مصادر ان الدول الخليجية توصلوا لاتفاق ضمني ومبدأي على العمل من أجل تخفيف لهجة الاشتباك بينهم دبلوماسيا ووقف الهجوم المتبادل بين السياسيين في كلا البلدين، على أن تستمر الأمور كما هي.
وقال مصدر كويتي ان الدول الأربعة إلى جانب قطر، وافقوا على هذه الفكرة، بينما يشير المصدر إلى أن الأمور ستتجه للتهدئة على مراحل، بدايته تخفيف اللهجة العدائية، ثم ضبط التتوجهات الإعلامية ضد بعضهم البعض في وسائل الإعلام، إلى أن تهدأ الامور وتبدأ مفاوضات جديدة على اساس الهدوء في العلاقات الذي تم التوصل إليه.
موضوعات تهمك: