مع تعيين آن نيوبيرجر مديرة للأمن السيبرانى الأمريكى ..
هل تستطيع أمريكا السيطرة السيبرانية على العالم؟
أعلنت وكالة الأمن القومى الأمريكية (NSA) فى نهاية هذا الشهر يوليو 2019 إنشاء مجموعة الأمن السيبراني لأمن المعلومات وللحوسبة الموثوقة وكمديرية أمنية جديدة ، وذلك بالتعاون مع قيادة السايبر الأمريكية في الحرب الإلكترونية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووزارة الأمن الداخلى، وذلك فى أكتوبر القادم بفورت ميد بولاية ماريلاند حيث ستشرف على الجهود المبذولة لمنع ومكافحة تهديدات الأمن السيبراني للقاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية وأنظمة الأمن القومي، وقد أعلنت آن نيوبيرجر أول رئيسة سابقة للمخاطر في وكالة الأمن القومي، والتى ستقود مديرية الأمن السيبراني الجديدة التابعة للوكالة أنها سترفع تقاريرها مباشرة إلى مدير وكالة الأمن القومي، وكانت آن نيوبيرجر قد شغلت سابقًا منصب نائب مدير العمليات ورئيس مجموعة روسيا الصغيرة التابعة لوكالة الأمن القومي.
وقالت وكالة الأمن القومي الأمريكية إن المديرية الجديدة ستعزز مهماتها يالعناصر ذات القبعة البيضاء، ومن المعروف البانتجون الأمريكى قد إهتم بقوة بالإستعانة بهم وهم الهاكرز الأخلاقيين أصحاب القدرات التقنية العالية فى كشف ثغرات البرمجيات والشركات والمؤسسات والمقدرة على تأمين الخصوصيات والملكية الرقمية ، والقيام بتنفيذ عمليات تقييم القابلية للتأثر وقدراتها على العمليات الاستخباراتية المتنوعة والمعقدة، ووبما تسهل تبادل المعلومات مع العملاء والتعاون مع (FBI) ووزارة الأمن الداخلي والقيادة الأمريكية على الإنترنت لمحاربة الأعداء على شبكة الإنترنت.
ورغم القوة الأمريكية السيبرانية والمخابراتية العالمية إلا أن الخبراء قد أعلنوا سابقا تشكيكهم فى القدرات الأمريكية فقد أكد الكاتب العالمى جون كيلر رئيس تحرير مجلة الالكترونيات العسكرية والفضائية الأمريكية: أن الأمن السيبراني العسكري الأمريكي يعانى من فوضى مجزأة للمعايير والبرامج المتنافسة؛ البحرية، والقوات الجوية، والجيش ونفس الشيء في الوكالات الفيدرالية الأخرى وأنه لن يحدث التقدم حتى يكون لدى الولايات المتحدة الأمريكية إجماع صناعي، وأنه ليس متأكدًا مما إذا كان الجيش الأمريكي قادرًا على الخروج بتدابير الأمن السيبراني الكافية لحماية شبكات البيانات والاتصالات الخاصة به من التهديدات الخطيرة التي يشكلها المتسللون الدوليون.
وأكد جون كيلر أن ذراع القوة الأمريكية السيبرانية والمخابراتية العالمية في الولايات المتحدة هي شراكة ضمان المعلومات الوطنية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية في فورت ميد بماريلاند ، ومن بين أعضاء القوة السيرانية للشركاء الآخرين المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والهند واليابان وإسرائيل وكندا.
وتأتى هذه التصريحات الهامة والكاشفة على الرغم مما أعلنه سابقا المقدم تيمونى فرانز بالقوة الجوية الأمريكية والقائد الأسبق لسرب المعتدين على المعلومات والرئيس المؤقت لتطوير ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﺍلجوية والمحلل الفضائى ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎﺕ المعلوماتية بأن القوت الأمريكية أدركت أهمية هذه الحروب السيبرانية مبكرا وكثورة فى الألفية الثالثة وأوجدت الرتب المهنية والاختصاصات التطوعية ومجموعات المهارات المهنية والمحترفة والوظائف التقنية المرتبطة بها وبما يمكنها من التخطيط والإعداد للنشاطات الهجومية والدفاعية وتنفيذها عبر الفضاء السيبرانى وتأمينه والحفاظ عليه وبما يجعل محللوا الحروب السيبرانية ومخططوا ومنسقى العمليات الاستهدافية من تقديم الدعم الاستخباراتى للعمليات الحربية السيبرانية وبحيث يبنى مطوروا الحروب السيبرانية الأجهزة والأسلحة السيبرانية الخاصة بالحرب السيبرانية، وبحيث يستخدم مشغلوا الحروب السيبرانية أنظمتها وأدواتها وأسلحتها بمهارة عالية انطلاقا من منصات أرضية أو جوية أو فضائية والحفاظ على الفاعلية والبقاء فى وضع جاهز للقتال والحرب والحفاظ على مؤهلات خاصة باستعمال هذه الأسلحة وصيانتها المستمرة والبنية الداعمة لها وإعداد الحلول الاستهدافية الهجومية الخاصة بهذه الأسلحة.
وبالإضافة إلى الحفاظ على خبراتهم الواسعة بالتقنيات ووظائف الشبكات والأنظمة المعادية وتطوير هذه الخبرات وتطوير مهاراتهم العالية فى الهندسة وتطوير البرامج من أجل بناء (أو تعديل) أنظمة وأدوات أسلحة بقدرات عالية.. والعمل بقوة على عدم فقدان الاتصال مع مراكز أمن وعمليات الشبكة المدمجة ومراكز العمليات ، بل وتوجيه الضربات المعاكسة للهجوم . بل وﺇﻋﺎﺩﺓ ﻧﺴﺦ للخطر من أجل تحديد مستوى التطور التقنى الذى سيتدرب عليه القائمين على عمليات الحرب السيببرانية واكتشاف مستويات وآليات ﺍﻟﺘﻜﺘﻴﻜﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ TTP المستخدمة من قبل العدو ، واعتماد ما يقابلها والأكثر والأحدث تطورا لمواجهته و”تصعيد الامتيازات” كمصطلح خاص بالحروب السيبرانية ويشير إلى جهود المتعدى لترقية امتيازاته أو امتيازاتها ضمن الشبكة من حقوق مستخدم عادى إلى مدير الشبكة من أجل التحرك بحرية داخل هذه الشبكة وكما تأتى هذه التصريحات متناقضة لتقرير عام 2011 من قبل مركز الولايات المتحدة للدراسات الاستراتيجية والدولية، استخدمت 33 ولاية الحرب السيبرانية في تخطيطها وتنظيمها العسكري، ووضعت عسكرة الفضاء السيبرانى الحرب السيبرانية كعامل رئيسى فى الواقع الاستراتيجى وكنشاط رئيسى فى البيئة الأمنية المعاصرة حيث أصبح أمن المعلومات هو جزء مهم جدا من العمليات العسكرية الداخلية والخارجية والهجومية والدفاعية والاستباقية ومع التواصل مع الحلفاء والتأمين ضد الاختراقات وإحداث التوافقية فى الأمن السيبرانى فى مختلف العمليات، ومما ينفى القدرة والسيظرة الأمريكية على الصراع السيبرانى العالمى والسيطرة السيبرانية على العالم.
موضوعات تهمك:
الحرب السيبرانية والأمن القومي
عذراً التعليقات مغلقة