تتميز هذه الطبقة الأوليغاركية بالقسوة والقوة وسحق الطبقة الفقيرة دون رحمة.
ما هي مساحة نفوذ طبقة الأوليغارشية أو الأوليغاركية (Oligarchy) في الأردن؟
الأوليغاركية تنتهي دائما بحكم الطغيان، وتصبح مشكلتها الرئيسية هي الاستئثار بالسلطة.
وفقا لأرسطو يتوقف نوع الحكم على الثروة والملكية، ويتوقف مدى اتساع الحكومة الأوليغاركية على مدى اتساع طبقة أصحاب الأملاك.
غالبا ما تكون الأنظمة والدول الأوليغاركية تحت سيطرة عائلات نافذة معدودة تورث النفوذ والقوة من جيل لآخر. وهناك قلة قادرة على الحكم وإدارة الدولة.
* * *
بقلم: علي سعادة
ما هي مساحة نفوذ طبقة الأوليغارشية أو الأوليغاركية (Oligarchy) في الأردن؟
يتناول الإعلام الغربي مصطلح “الأوليغاركية” للحديث عن طبقة رجال المال والطاقة والمصارف والصناعة والمتنفذين المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغالبيتهم من فئة المليار وصاعد.
لكن المصطلح قديم، ويعني: “حكم الأقلية”؛ بحيث تكون السلطة السياسية محصورة بيد فئة صغيرة من المجتمع تتميز بالمال أو النسب أو السلطة العسكرية.
وغالبا ما تكون الأنظمة والدول الأوليغاركية تحت سيطرة عائلات نافذة معدودة تورث النفوذ والقوة من جيل لآخر. وعلى فكرة، إن هناك قلة قادرة على الحكم وإدارة الدولة.
ودائما ما يتبع هذه الطبقة القسوة والقوة وسحق الطبقة الفقيرة دون رحمة.
اُنظروا إلى مدى قوة نفوذ وسلطة قطاع المصارف والقطاع المالي، وأيضا قطاع الاتصالات والتقنيات، وكبار المستوردين والمصدرين، وبعض الصناعيين، تابعوا قطاع الأدوية والقائمين على البروتوكولات الطبية التي تصر على نمط معين من العلاج لبقاء التجارة رائجة عندهم. حتى في الزراعة هناك طبقة لا تورد منتجات مزارعها للسوق المحلي.. وغيرهم.
هل الأوليغاركيون هم من يتحكمون في جميع تفاصيل حياتنا؟!
بعض التحليلات الاقتصادية تحمل الأوليغارش في العالم مسؤولية افتعال أزمة الغذاء والطاقة والقمح تحت ستار “الحرب في أوكرانيا”؛ من أجل المزيد من النفوذ والسلطة والسيطرة على الأموال وعلى الحكومات المحلية.
وقد كان أفلاطون هو أول من أشار إلى حكم الأوليغاركية وذلك في كتابه “الجمهورية” حيث قسم أنظمة الحكم إلى: الدولة المثالية “جمهوريته” ثم الدولة الديمقراطية ثم الأوليغاركية ثم عاد في كتابه “السياسة”، وقدم تقسيما أنضج وأوضح هو من ستة أنواع: منها ثلاثة تتقيد وتحترم القانون وثلاثة لا تلتزم بالقانون ومنها حكم الأوليغاركية.
وجاء أرسطو بعد أفلاطون وقدم مزيدا من التفاصيل لمواصفات حكم الأقلية فقال إنها تشترط نصابا مالياً معينا في الذي يتمتع بصفة المواطن.
وأضاف أرسطو أن نوع الحكم يتوقف على الثروة والملكية، ويتوقف مدى اتساع الحكومة الأوليغاركية على مدى اتساع طبقة أصحاب الأملاك.
وبهذا يكون أرسطو قد مهد لاستخدام هذا المصطلح كمرادف لحكم الأثرياء أو “البلوتوقراطية”، إلا أن الأوليغاركية لا تعني دائماً حكم القلة الأثرياء، وإنما هي مصطلح أوسع يشمل أيضا أي ميزة أخرى غير الثراء.
وفي رأي أرسطو، فإن الأوليغاركية تنتهي دائما بحكم الطغيان، وتصبح مشكلتها الرئيسية هي الاستئثار بالسلطة.
ويستخدم هذا التعبير في العصر الحديث لوصف الحكومات التي تعتمد على نفوذ أجنبي، أو التي ليس لها رصيد جماهيري بحيث تعتمد على دوائر التأثير في السلطة مثل رجال المال أو الصناعة.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: