المحتويات
هجمات عيد الفصح .. إعادة المسلمين لموقعهم
سلسلة هجمات استهدفت فنادق وكنائس ومنطقتين سكنيتين في العاصمة السريلانكية كولمبو، أودت بحياة 300 شخص على الأقل وأصابت أكثر من 500، في ظل استمرار الحديث حول تلك الهجمات الإرهابية.
دول العالم أصدرت بيانات عدة تدين فيه الحوادث الإرهابية التي ضربت سريلانكا، فيما نددت شخصيات عالمية، وأعلنت دول أخرى تضامنها وعرض المساعدة على الحكومة السريلانكية.
وحتى الآن اعتقلت السلطات في البلاد نحو 50 شخص قالت أنهم مشتبه بهم في تنفيذ سلسلة الهجمات، إلا أن السلطات حجبت مواقع التواصل الاجتماعي، زاعمة أن الأمر جاء لتجنيب انتشار الشائعات حتى لا تتوسع دائرة العنف، بينما أدى حجب مواقع التواصل الاجتماعي للتعتيم حول القضية وجعل الأخبار المتاحة في هذا الصدد تصدر عن الحكومة وحدها.
عيد الفصح
تأتي سلسلة الهجمات الضخمة، غير المسبوقة في أيا من الدول الأوروبية التي تعرضت لهجمات من قبل متطرفين، مع بداية عيد الفصح، الذي يمثل أهمية كبيرة لدى مسيحيي العالم، لذا فإن الهجمات ستتخذ شكلا وزخما إعلاميا غير مسبوق أيضا، للسببين المذكورين: الهجمات ضخمة بما يكفي وأعداد الضحايا كبيرة جدا فلا يمكن إلا أن تبرز على الواجهة، الأمر الآخر أن تلك الهجمات وقعت في عيد الفصح وما يمثله من أهمية كبيرة لمسيحيي العالم.
الإعلام لم يقتصر على إبراز هجمات عيد الفصح في سريلانكا فقط، ولكنه أبرز أيضا العديد من الهجمات الأخرى في نفس اليوم، وعندما لم تبرز هجمات أخرى بدء في التذكير بالهجمات الإرهابية التي وقعت خلال السنوات القليلة الماضية في اليوم نفسه، في محاولة لاستغلال الحدث واليوم بأفضل شكل ممكن، فيما سارعت في الوقت ذاته عن الحديث عن الهجمات كونها مرتبطة بجماعات إسلامية، ومتعلقة بالتطرف الديني، دون دلائل واضحة حول ذلك.
الأمر لم يقتصر على حد التكلف في تغطية الأحداث وإبراز طوائف دينية بعينيها في الواجهة، لكن الأمر تعدى ذلك، إلى تلفيق الأحداث وفق ما حصل.
في نيجريا وقع هجوم بسيارة من قبل شرطي خارج الخدمة، قتل فيها 8 أشخاص، قبل أن ينتفض الناس ويقومون بقتل الشرطي والمرافق له، فيما تناقلت وسائل الإعلام والصحف الحادث، بالشكل المعبر عن أنهم مجموعة من المحتفلين بعيد الفصح، وشرطي حاقد قام بمهاجمتهم لاستحواذهم على الطريق.
كافة وسائل الإعلام لم تعلن هوية الشرطي، ولم تذكر أنه لا ينتمي للدين الإسلامي، كما لم تعلن تلك الجهات أن المستهدفين لم يكن استهدافهم لاحتفالاتهم بعيد الفصح وإنما ثورة غضب حمقاء تسببت في وقوع ضحايا.
أسباب داخلية
الحكومة السريلانكية أعلنت اتهامها لجماعات إسلامية بتنفيذ الهجمات قبل ورود أية معلومات، برغم أن البلاد لم تتعرض لهجمات مماثلة من قبل.
في حديثه عن الهجمات قال وزير الاتصالات هارين فرناندو، أن الأمن تلقى مذكرة من وكالة استخبارات أجنبية، محذرة من استهدافات متطرفة لتلك الكنائس، بداية يوم عيد الفصح، فيما كان من ضمن المحذر منهم انتحاريين نفذوا تلك الهجمات وحملة المذكرة أسمائهم.
متحدث الحكومة في سريلانكا قال الكلام ذاته في مؤتمر صحفي، حيث أكد أن مفتش عام الشرطة تواطؤ وأخفى التقارير عن الحكومة والوزراء، ووزع التقارير على مسؤولين دون إبداء التعامل الأمثل مع التحذيرات، حيث توالي الشرطة الرئيس الذي ينتمي لحزب يعد خصما لحزب رئيس الحكومة، لكن وزير الاتصالات أو متحدث الحكومة لم يذكرا ان كانت التحذيرات من تلك الجماعة بعينها التي اتهمتها الحكومة أم لا.
الوزير أشار إلى أن رئيس الحكومة منع من حضور اجتماعات أمنية، حيث أن الأمن يوالي الرئيس الذي عزله رئيس الحكومة ووزير الدفاع في وقت سابق، قبل أن تعيده المحكمة العليا.
لا يوجد لجماعة التوحيد الوطنية الإسلامية، المتهمة بتنفيذ تلك الهجمات أي سجل إرهابي أو متطرف في البلاد، لم يذكر لهم أي عنف، كل ما قامت به هو تشويه بعض التماثيل البوذية بعد اعتداء من جماعات بوذية على المسلمين.
وتعاني البلاد منذ سنوات من نزاعات طائفية بين طوائف مختلفة في البلاد وصلت إلى حد الحرب الأهلية قبل أن تسيطر الحكومة على البلاد وتبدء تنفيذ إبادات جماعية بحق الطوائف الأخرى.
تنظيم داعش هو الأخر أعلن مسؤوليته عن الحادث، وذلك بعد عدة أيام من الحادث، دون تقديم أي دلائل، مجرد خبر عاجل نقلا عن مصادر أطلق خلالها عبارات إرهابية بحق المسيحيين.
عادة ما كان التنظيم في عز زخمه الإعلامي، والاهتمام العالمي به، ما يعلن مسؤوليته عن الهجمات الإرهابية عن طريق مقاطع مصورة تثبت ذلك، وبعد فترة قصيرة للغاية من الهجوم، لكن في الآونة الأخيرة يعلن التنظيم الإرهابي عن الهجمات بعد أيام، بعد أن يمر الوقت دون إعلان أي جهة مسؤوليتها، وهو أسلوبه المتبع حتى مع حوادث تبين فيما بعد أنه غير مسؤول عنها.
إجابة السؤال
الأحداث المتتالية، لما بعد حادث نيوزيلاندا الإرهابي، وجه الأنظار الإعلامية والسياسية الدولية لمدى نسبية التطرف، باعتباره ليس له دوافع دينية، ولكنها دوافع كراهية الآخر ورفضه أو قبوله، ووضع الحركات المتطرفة حول العالم أيا كان انتماءاتها وهويتها في كفة متعادلة، وهذا ما حاولت عشرات وسائل الإعلام تنحيته جانبا باعتبار حادث نيوزيلاندا مجرد جريمة كراهية عادية لا تتعلق بدوافع متطرفة أو إرهابية.
وكالة رويترز، نقلت عن وزير سريلانكي، الإجابة في تقرير لها، نشر بموقعها، اليوم الثلاثاء.
الوزير قال وفق المصدر، أن التفجيرات التي وقعت في سريلانكا، تعد ردا انتقاميا على الهجوم الذي وقع على مسجدين في نيوزيلاندا الشهر الماضي، مشيرا إلى أن هذا يعد اعتقاد السلطات في بلاده.
وزعم وزير الدولة لشؤون الدفاع روان ويجيواردين، بحسب رويترز، أن التحقيقات الأولية تؤكد أن الهجمات الإرهابية جاءت انتقاما من الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا.
يعيد تصريح الوزير السريلانكي برغم عدم منطقية طرحه وعدم وجود دلائل مادية تؤكده، وبرغم بروزه كتكهنات شخصية تحركها توجهات المتكلم، إلا أنه يبرز قضية واضحة، وهي إعادة وضع الإرهاب ذو الدوافع المتطرفة لأصله كما كان، بالنسبة للعالم أجمع وهو كل عمل عنيف يصدر عن أي مسلم مهما كانت دوافعه.
ما يحدث يعد تكريس للنظرة النمطية للإرهاب، وإعادة الجماعات الإسلامية أيا كانت هويتها الوطنية أو الثقافية كمتهم أول في قضايا الإرهاب والعنف.
موضوعات تهمك:
“عارنا الكبير نحن المسيحيين أن نسمح لـ(صرامي) بإدعاء تمثيلنا”
Sorry Comments are closed