بعد يوم واحد من وفاتها لا تزال نوال السعداوي الكاتبة المصرية الشهيرة، متصدرة محرك البحث جوجل خلال الساعات الماضية، وذلك بعد أن وافتها المنية واختلف الآلاف حول حياتها وما خلفته من منتج فكري ومواقف على مدار حياة امتدت 90 عاما، ولم تزل الراحلة مثيرة للجدل كما كانت طوال حياتها، حتى بعد وفاتها.
وتوفيت نوال السعداوي بعد صراع مع المرض وقد تم نقلها للمستشفى بسبب عدم قدرتها على البلع قبل أن يتم تركيب أنابيت في المعدة لتسهيل الأكل إلا أنها لاحقا توفيت على إثر مرضها الشديد في المستشفى، وذلك بعد العديد من الشائعات العديدة حول وفاتها التي زعمت وفاتها عدة مرات خلال الأشهر الماضية التي سبقت وفاتها.
كيف كانت تقضي نوال السعداوي أيامها الأخيرة
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة بدأت تنعزل الكاتبة المصرية عن الحياة العامة وعن الإعلام رويدا رويدا مع تقدمها في السن واشتداد مرضها، لكنها ظلت تكتب المقالات على فترات في صحف مصرية.
وعن أيامها الأخيرة، قالت منة الله الأبيض مدير أعمالها وإحدى المقربات منها، أنها كانت تعاني من المرض والتي بدأت قبل ثلاث أعوام، وذلك عام 2018، حيث اكتشفت أن هناك مياه بيضاء على عينيها وقد نصحها الأطباء بإجراء جراحة عاجلة خضعت لها داخل إحدى المستشفيات الحكومية الكبرى بالقاهرة.
وأوضحت منة الله في تصريحات نقلها موقع سكاي نيوز عربية، أن الجراحة التي أجرتها لم تكن ناجحة بما يكفي وهو ما تسبب لها في مضاعفات في النظر مما أثر على رؤيتها، وبسبب المشكلات الخاصة بالرؤية فقد وقعت على الأرض عدة مرات وأصيبت بكسور في فخذها الأيسر وقد اضطرت لتركيب المسامير في فخذها وهو ما كان لحظة بداية التدهور الشديد في صحتها مما جعلها معزولة في منزلها.
وأضافت في حديثها أن نوال السعداوي بقيت تتعالج علاج طبيعي في المنزل في معهد ناصر من أجل استعادة تعافيها لكن الأمور تفاقمت وقد جرى الحاقها بدار المنى في مدينة أكتوبر المخصصة لرعاية المرضى الذين هم بحاجة لعلاج طبيعي، لكن قبل أسبوع تدهورت حالتها الصحية بسبب التهابات في أنبوب المعدة تم تركيبها لها لمساعدتها على بلع الطعام، ودخلت إلى مستشفى بالدقي بسبب الالتهابات الحادة لكن الأمور ساءت على نحو متسارع حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وأكدت مديرة أعمال نوال السعداوي انها كانت تحرص على كتابة المقالات في صحف الأهرام والمصري اليوم طوال الوقت، وكانت تستعين بها أو بابنتها منى حلمي لكتابة تلك المقالات التي كانت تنشرها باستمرار، وترسله للصحف لكنها كانت كثيرا ما تستكفي بإرسال مقالات قديمة لها.
وأشارت مديرة أعمال نوال السعداوي إلى أن الراحلة كانت تعد مشروع كتابة مذكرات شخصية إلا أن ذلك لم يكتمل، حيث كانت تعد لتجهيز الجزء الرابع من مذكراتها “أوراق من حياتي”، لكن المرض حال دون استكماله، حتى أنها توقفت عن القراءة والاطلاع التي داومت عليها طوال حياتها بسبب مشكلات في البصر. ولفتت إلى أنها كانت في الفترة الأخيرة تخشى من فيروس كورونا، وتتابع التطورات وتخشى الإصابة به.
آخر ما كتبته نوال السعداوي
السعداوي عانت في أواخر حياتها من الانعزال العام فلم يعد يتواصل معها أصدقائها ومعارفها، ولم يهتم أحد بالسؤال عنها او زيارتها، على حد قوله مدير أعمالها، فيما فرضت عليها عزلة اجتماعية ولم يتصل أحد بها بعد مرضها ولم يطمئن على صحتها سوى سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات.
وقد كتبت نوال السعداوي قبل فترة في منشور لها على الفيسبوك آخر جملة لها مصحوبة بصورة نشرتها مع ابنتها، وكتبت في آخر منشور لها نشرته: “لقد انتصرت على كل من الحياة والموت.. لأننى لم أعد أرغب في العيش، ولم أعد أخشى الموت”، وذلك كان بعد أشهر قليلة بعد بلوغها سن التسعين.
موضوعات تهمك: