نوار بلبل.. فنان سوري معارض خافوه فأخفوه
كتب أم ميرا:
عرض التلفزيون السوري على شاشة سوريا دراما إعادة لمسلسل “عودة غوار” الّذي انتج عام 1998 في سوريا وحاز على شهرة كبيرة في حينه، المسلسل من بطولة (دريد لحّام – ناجي جبر – حسام تحسين بك) إلى جانب العديد من الممثلين السوريين والوجوه الشابة الّذين شاركوا في البطولة، وقد كان للفنان الحر نوّار بلبل دور صغير في المسلسل باعتباره وجه جديد في حينه وفي بداية مشواره الفني بلبل جسد شخصية (طبيب أسنان) ابن أبو العز ( عصام عبه جي) الّذي كان يعمل عنده غوار ( دريد لحام ) أبو العز الذي قتل زوجة غوار بعد محاولة الاعتداء عليها قام باتهام الزوج غوار بجريمة القتل وأثبت التهمة عليه بشاهدة شريكيه عدنان وتحسين بعد أن أغراهم بالمال ويحكم على غوار بالسجن المؤبد نتيجة هذه التهمة الظالمة.
ما لفت في العرض المعاد الذي تولته قناة سوريا دراما حذف مشاهد الفنان نوار بلبل كلها ورغم أهمية المشهد ما قبل الأخير الّذي يشرح الكثير من تفاصيل القصة، إلا أن القناة آثرت قطعه، الأمر الذي فسره متابعون أن التلفزيون السوري يتبع سياسة منع ظهور فنانين معارضين على شاشته حتى لو كان العمل قديما. اقتطاع المشهد بالرغم من تأثيره على السياق الدرامي كليا وقبله المشاهد التي يظهر فيها الفنان الشاب، يظهر مدى حقد القيمين بهذه المؤسسات المسماة إعلامية على الشخصيات المعارضة وخاصة المبدعين والفنانين منهم.
الجدير بالذكر أن الفنان الشاب بلبل اتخذ موقف مساند للثورة السورية منذ بدايتها وانتقد الطغمة الحاكمة في سوريا ووقف في ساحات التظاهر منددا بالممارسات القمعية التي انتهجتها السلطات الأمنية في دمشق وقاد العديد من التظاهرات في دمشق وحمص مسقط رأسه و كان له نصيب من الاعتقال والسحل في شوارع ركن الدين مع شقيقته
الفنان نوار بلبل من مواليد حمص العام 1973 هو ابن الأديب المسرحي الكبير فرحان بلبل، وهوخريج المعهد العالي للفنون المسرحية.
من مؤسسي مسرح الخريف إلى جانب الفنان رامز الأسود شارك في موسم دمشق عام 2003 في المسرح القومي مونودراما
أول ظهور له على الشاشة الصغيرة في مسلسل دنيا بعضاً من مسرحياته حلم ليلة عيد – أرض منفردة – ذاكرة الرماد – وفي المهجر قام ببطولة”مسرحية مولانا” التي عرضت في ألمانيا/ برلين وعدة مدن أوربية.
الجدير بالذكر أنه خرج من سوريا مجبرا بعد أن خيره نقيب الفنانين الشبيح زهير رمضان بين الاعتذار من على منبر التلفزيون الرسمي وتسوية وضعه بعد اعتقال لمدة خمسة عشر يوما أو نفيه خارج البلاد فآثر الغربة عن الاعتذار من قتلة الشعب السوري.
و في ذات السياق هل نشهد يوماً إعادة عرض مسلسل عائلة 5 نجوم بدون صهر العائلة فرحان ( فارس الحلو ) أو مسلسل الفصول الأربعة من دون نادية ( يارا صبري ) أو أن يعاد بث مسلسل جريمة في الذاكرة بلا مشاهد للضحية هالة ( مي سكاف ) وقاتلها الدكتور عزمي الذي جسد دوره بامتياز الفنان المرحوم خالد تاجا .. كل شيء ممكن في ظل سياسة إعلامية يهيمن عليها أمن النظام الذي يحمل راية العداء لكل من عارض نظام القتل ولو بكلمة حدثته بها نفسه فكيف بمن جاهر بها كنوار بلبل والفنان القدير خالد تاجا الذي دفع حياته ثمنا لكلمة الحق أبى ألا أن يقولها وقضى تحت التعذيب بالمعتقلات بسببها.
موضوعات تهمك:
حوار مع الفنانة السورية عزة البحرة عن الثورة والفن وأشياء أخرى
وفاة الفنانة السورية هالة حسني عن 71 عام