ننشر الديوان الكامل لشاعر العامية المصرية الكبير محمود الطويل بعنوان ( عيونك سكة الفقرا ) الصادر عن ( مطبوعات الثقافة الوطنية ) القاهرة 1984 والذى صمم غلافة ورسوماتة الداخلية الفنان احمد بهاء الدين شعبان . ومحمود الطويل من رواد شعر العامية المصرية وعاصر كبار الشعراء وتغنى باشعار العديد من الفنانين والفنانات واشهر من غنى لة الشيخ امام ويعتبر محمود الطويل من الشعراء المناصلين على ساحة الشعر الوطنى فى مصر فتحفل اشعارة بالوطنية والنضال والصدق الفنى والصورة التى تحمل معاناة ومكابدات اليسطاء من هذا الشعب يقول فى قصيدتة الشهيرة عيونك سكة الفقرا ..

ألم الدم في كفوفي ..
… تاريخ مسروق
تصُد هدير تروس مكن العنابر صرخه بتطالب
سؤال طاير
جواب مشنوق
تبرطع عسكر الأمن بغباوتها
وهات بالشوم
حلوق مطلوقه كلمتها
لواري تشيل
زنازين السجون لم مره قالت بس للحراس
ولا عمر السجون
بتقتل حس جوه الناس

مقاطع من جسد المعاناة الحقيقية يصورها لنا الشاعر باقتدار كبير عن الكتمان والظلم والافتراء على الشعب فى فترة حالكى من عمر الوطن فكتبت القصيدة عام 1981 ايام كانت صعبة بصدق لا يتطرق لها الا شاعر حقيقى مناضل مقل محمود الطوير ونستكمل البقية المتبقية من القصيدة الرائعة والتى احفظها عن ظهر قلب كاملة منذ بدايتى الشعرية وكنت قد قرات الديوان فى احدى مكتابت قصور الثقافة وتمنيت اقتناء هذا الديوان وبحثت عنه فى مصر كلها ولكن دون جدوى الا ان تقابلت مع الشاعر الكبير محمود الطويل نفسة وبدات اسمعة بعض ابيات القصيدة وحكيت لة قصتى مع الديوان ومشكورا الرجل اخذ عنوانى وارسل لى الديوان على البريد وكانت فرحتى كبيرة جدا بالديوان وظللت امحتفظا به فى مكتبتى وارجع الية بين الحين والاخر وفجاة اختفى الديوان الى ان وقع فى يدى مرة اخرى فقصة كان لابد ان احكيها لكم من جمال وروعة الديوان ومع الجزء الاهم فى القصيدة الذى يقول فية الطويل .

تعالى في دفا المتاريس
تعالي نرسم المشوار
أغاني . حب . زفه . عريس
عروسه . ضحكه . طير . أزهار
كهارب كل حاره ودار
ملاعب ..
مسطره ..
كراريس ..
مغازل ..
شرشره ..
قواديس .
خنادق..
بندقيه ونار ..
عيونك سكة الفقرا
طريق العنف
والأشعار .

ديسمبر 81 – يناير 1982
—————————

والحقيقة اننى فقط اكتب انطباعاتى السريعة عن هذات الديوان على امل ان اقدم دراسة تحليلية كاملة وشاملة عن كل قصائدة واترككم للامتاع والدهشة والجمال والروعة مع الصور والمفردات والحبكة والمفردات فهو بحق مدرسة لمن اراد ان يتعلم الشعر العامى الحقيقى فى مصر فتحية لاستاذى محمود الطويل وتحية لاشعارة وتحية لرئيس تحرير الساعة 25 الدكتور والمفكر الكبير ( مازن النجار ) صاحب فكرة نشر الدواوين الكاملة هنا ونبدأ بهذا الديوان العظيم ليكون مرجعا للقراء والدارسين والشعراء والباحثين لينهلوا من ابياتة عبق التاريخ

ويستمتعوا بعطر ورياحين المفردات ويندهشوا بجلالة الصورة وعظمة المعانى المتميزة والمتفردة بالسحر

والدلال والامتاع ( ..المحــــرر ..)

عيونك سكة الفقرا

——————–

أنا الأديب وانتم أدرى
وعاشق الناس والخضره
لا عمري طبلت ف حضره
ولا قلت حاضر للنصاب
الله الله يا بلدي
ولا كنا صحاب

( ينايــر )
لحنها و غناها الشيخ امام

الدم بيروي الأرض تنبت زهرة فل
والزهرة حريق
في عيون الطفل ونني عيون الطفل برئ
وجرئ
والليل ان زاد
في بلدنا سواد
راح تفضل مصر يناير كف تشاور ع الجلاد
وتطالب بالإعدام
خطوه لقدام
دانا ح افضل أحلم بيكي واشوف
الشمس الطالعه على المكشوف
بتطق ف وش المال الداير في الأسواق
خناق للضي
لكن القدم الحافيه تدب تواكب نبض القلب
وتعلن إن الشارع حي
ولا زي
الإيد القابضه سلاحها بعنف
ولا زي الحرف
إن لف بيلضم صف ويفتح سكه لبكره الجَي
بالغصب عن الزنازين
وخيانة الوالي وكل بطانته حدادي القصر كلاب عابدين
دا برغم الموت الناس زاحفين
وبرغم الموت
في رحم الأرض جنين
في رحم الأرض جنين

يوليو 79
———————–

( ريـمــا )

اتمشكحي يا ريما واجري
إرمحي
إفتحي البرجاس ..
خلاص ..
يا ريما نامي اتسلطحي
شفطوا المرق ؟
إقبضي تمن العرق
لا تستحي وان حتى كار
لا حتفرحي مره ولا .. يا ريما مره حتجرحي
ماله الدولار ؟
والعموله
والبطوله الزايفه فوق دم الزماله
والتجاره بالأصاله
والدعاره ف أي صاله
واسمحي يا ريما أو لا تسمحي
بالطابور – ع البنك – يوم صرف الحواله
كل صناديق الزباله

يوليو 1979
————————-

( أكيد بكره )
لحنها و غناها فاروق الشرنوبى
لحنها لفرقة مصر المسرحية الفنان سعيد صالح

وكل ما اطل
– أنا المصلوب على بابك
بإيد الكل
يا عشقي يا للي أعتابك
طواها الذل
أضم الشمس وترابك
واموت في الضل

أموت ازاي وانا الشاهد على بكره
أنا الشعب اللي حاضن همه بالفكره
وانا الخضره
أناالفاس اللي دق وشق بطن الغيط
وانا في المصنع المكنه..
وبرضه الزيت

أنا الرقه في بحر النيل
وباشرب ميِّتي عِكْرَه
وانا اللحن اللي في المواويل
وتنسيني ولا ذكرى

خسارة يا مصر
خسارة يا مصر يا للي القصر يسبيكي
ويقتلني
– أنا اللي عشق نور الشمس ف عنيكي مبهدلني –
لكين بكره
أكيد بكره
أكيد ليكي
وحنغني
لكل الناس
بكل حماس
ونزرع في القلوب زهره
ونجزر رقبة الحراس

أغسطس 1979
————————

( بناديلِك )
لحنها و غناها الشيخ امام

قد إيه بارتاح أنا
لحظة ما اقابل بسمتك
وبكون شديد
لما بامدالخطوه وامشيف سكتك
يا عشقي يا للي حبك اداني
وخد مني السنين
ما بين الحلم والخطوه
وبين الكلمه والزنازين
أنا ماشي بناديلك
ما بلقاشي
أغنيلك

مشيت الليل
بطول الليل
لكين الليل ماوصلشي
واتاري الفجر في عيوني
خيال ..
والجرح ما دبلشي
وشفت الناس
فقارى تموت على قوتها
وناس بتعلي في بيوتها
وناس راحت فدا صوتها
وناس خاينين
وناس تحت التراب نولها
بتغزل فجر فوق نولها
ومهما الغدر بينولها
أكيد واصلين

وانا ..
يومي اللي جاي لسه ما خضرشي
وبكره بذره حتنبت مع الطالعين
صلاة الزين
صلاة الزين على ولادك
شداد جامدين
صلاة الزين
وضربه تطخ جلادك
تزيح الشين
يا ست الكل
يا عروسه
يا شابه يا للي كحل العين

بناديلك
أنا اللي في العروق نيلك
ودمي زيت قناديلك
وانا العاشق ف قرآنك
أنا جيلك
قوليلي فين أنا جيلك
وانا جيلك
أوفي الدين

ونزرع شمسنا ضحكه
على شفه وليد أخضر
تدفي الأرض وتفتح
زهور أكتر
وتيجي مصر تتمخطر
طهور الواد
ويبقى الكف متحني
وندعي الأهل
ونغني
حبابينا اللي بتهني
نرش الملح والسكر
وحصوه ف عين

سبتمبر 1979
—————————

لباب العالي
سراي عابدين

( فرمان سلطاني )
إلى نجم

إخرس لاحبس
وارمي ف سجن القلعه واتربس
حد معصلج مخه متربس ؟!
؟؟؟؟؟
إنتوا سكتوا اما اتوليت
لما سافرت القدس وجيت
لما مضيت
( يقصد يلعق جزمة كارتر
وانتوا كلاب )
هم الواحد فيكوا بطنه ورد الباب
شعب بيغرق في التهليس
اللي بتنسى هدومها ف سوهو
واللي بيحلم قال بباريس
واللي استورد في الأفكار
سوسه يشعلل فيها النار
وانا مش ح ارحم ناس مهاويس
وانا مش هاوي ومش مكسوف
صعب أنا واقتل يومي ألوف
مستر بيجن
ما له ان كان يبقاله سفاره ؟
شيء راح يبسط كارتر جداً
واحنا نطوف
م احنا كمان ح نبطل ندن
خللي الكعبه هناك تنفعهم
أو ترفعهم
بكره نشوف

قصره حييجي حدانا سفير
واللي حينطق
يبقى بيحفر قبره بإيده
وراسه تطير

الصهيوني ف مصر حمايه
( الصهيوني ف مصر حمايه ..
يعني حيدهس فوقكوا بجزمه )
واللي ح يعمل منكم أزمه
مش مقبول ..
وحسابه معايا
مستر بيجن يرفع علمه
وانتوا اتلموا
( يعني تطاطوا .. تهزوا الديل )
ألا الويل
الويل
الويل

26 فبراير 1980
———————

( تاتـا.. .. تاتـا )

يومك نونو محندق زي الفرحه السارحه ف نني العين
والضحكه الطالعة تهز الشفه وتغمز في الخدين
زي السنه الطالة بخوف
والخطوه التاتا التاتا وكنت بتحبي وانا الملهوف
باحلم بك بكره تشب وتملا الشوف
يا وليدي وتعرق تحبل أرض النيل بالخير
كان جدك يروي الأرض بعمره …
وعُمر ما عفّر دقنه طحين

وارقيك من عين بتعس
وايدين بتدق الباب في الليل وتقص
بارقيك من ناس بتحس لكين بتخاف
ولا عمر الترس الداير يرحم ..
راس بتطاطي وكف تلين

واحكيلك عن والديك
يا وليدي عساك تشتد
ورفاق من حضن عيالها الدافي انخطفت عز البرد
عن طفل بينزف حيرته سؤال ..
كلمة بابا تخللي أدان الفجر حزين

كان يرسم حرف الكلمه ورغيف وكتاب
وبيحلم يزرع لاجلك عود لبلاب
عصفور متحني الريش
ساعتن غنى ..
مات متكفن بالخراطيش

يناير 1981
———————–

( الليـل )

وكات الحاره والدايره على الأرض الترابيه
عيال بتشيب
تنبت دقنهم بدري على السحنه النحاسيه
يدور الواد
ومن جوعه
بتسبق كلمته دموعه
ما فاتش – يقول – عليكوا الديب ؟؟
فاتش ديابه سحلاوي ؟؟

وفي الشباك
عيون بتطل للشباك
تقول سحر العين كاوي
أنا يا حلوه جاي بكره
ويوم الفرح مش حيغيب

وفوق من كومة الكراكيب
وليد يصرخ وبيرفص
في حجر أمه اللي بتهنن
تهز الحجر وتغني
تحنن بزها ولا فيش
تقول ترزق بلقمة عيش
أطيد بكره ..
يا مين حيعيش ؟؟؟ .

ويفضل بكره متعلق
من الشريان على زويله
وتفضل لعبة الأطفال
تُراي انتي يا ضليله
وعايزين مين ؟!؟!

يدب العسكري المسعور
على الأرض اللي صابره سنين
تغور الضحكه م الشفه
ويسْوَدّ النهار في العين
يحُط الموت على لابواب
تلف النشوه بالخاين
وتتمرجح حبال برقاب
تجدّر في التراب بذره
حتتفتّح بضفر وناب
تشد عروقها وتفتّح بضفر وناب
بتتفتّح بضفر وناب

فبراير 1981
————————-

( تـهنينـه )
لحنها و غناها محمد عزت

مهما الننه يانونه وهُوه
خليك صاحي وفتح عينك
ألا ان نمت يا نونتي هوه
دخل الخير بيني وبينك
دخل المخبر بيني وبينك
تعلى حيطان السجن ويرمي بضله عليك

كنت أنا وانت وماما تلاته
عش صغير زيك نونو
لسّه برغم القهر تلاته
مهما الغدر ومهما يخونوا
بالمح شمس الجَيْ الطالعه ف نني عنيـك

يا فرح لما تهل عليه
وانت بتحبي لاطه بلاطه
دا انت بتكبر قوي في عنيه
لما بتنطق بلدي وتاتا
دب الخطوه لبكره وتبت قوي بإديـك
دب الخطوه لبكره وتبت قوي بإديـك

ابريل 1981
——————–

( بالإعدام )
لحنها و غناها الشيخ امام

كان في بلدناغول أنتيكا
إسود زي الليل والهم
لاجل يبوس رجلين أمريكا
يشفط عَرَقِ الناس والدم

لما النار بتطق ف عينه
بيفكر محناش كاشفينه
الرعشة ف إيده ورجلينه
بسلامته فاكرنا هانتخم

الكلب بيعشق أمريكا
بيطاطي ولا مره يشم
قتل الشهدا ديسكو وسيكا
ويهوذا بقى الخال والعم

الخاين باع نيلنا ودينه
يبصم ويمرّغ في جبينه
حيروح فين واحنا محاصرينه
حيموت متدهول بالدم

30مايو 1981
——————

( ع الطريــق )

وقت الأدان
إنخطف
ما لحقش حتى يبوس مراته
كلمة الحب الأمينه
أو يبتسم لابنه الليفي المهد الرضيع
أو يسقي عود الورد لاخضر في الجنينه
اللي غارسه للربيع
ما لحقش يتلاحظ كلامه أو سكاته

وقت الأدان
من غير ما يشرب شايه ويولع سيجاره
أو يودع الجيران

الحكم جاهز قبل تسويد الورق
ديزل بيطوي الخط لنهايته
من قبل نطق الحكم ” زهران ” اتشنق

مليون صباح
بيمر منزوف الجراح
” زهران ” في حبل المشنقه
كان يوم ” خميس ”
وف يوم ” صلاح ”
وف يوم رصاصة الغدر ما صدت ” لويس ”
قبلن طلوعه للبراح
واشهد يا ” شهدي ” يا للي راح
” زهران ” في حبل المشنقه
ولا ماتش من حز الحبال
( م الجبن في صدور الرجال )

المجد للشعب اللي نايم في العسل
للمصلوبين بايدين يهوذا العصر ..
سفاح الورود
وللي كل يوم مولود
المجد للمرصود لكف الموت ليوم ما انقتل
ما ضغطش كلمه مره ف زناد البارود

اروي بدمك قبض الريح
طول ما بتعلى جيوب أسيادك
عادش مكان لاتنين في بلادك
أشنق نفسك
أو جلادك

يونيو – سبتمبر 1981
————————-

( عيونك سكة الفقرا )

عيونك مغرب الأيام
مراكب حزن
يسافرها اللي واخدين الهموم بالحضن

بطول الليل
لا مرسى ولا يشق السما صاري
نتوه في الليل
لا همسه ولا غير الأسى داري

عيون الورد دبلانه
ورق أصفر تزيحه الريح
كفوف في الصهد عرقانه
وعدمانه
وناس مجاريح
لا بتفلسف الموضوع
ولا تكفر برب الجوع
ولا بتكل
جيوش بتهل ع البوابه كل صباح
تدق الكارت وتعدي
طابور الهم لم يرتاح
رحايه ودايره من بدري
مين يقدر يزوغ ..
يجري ..
ومين ملحوق
أبص لفوق
يجيني الرد من تحت التروس دامي
ألم الدم في كفوفي ..
… تاريخ مسروق
تصُد هدير تروس مكن العنابر صرخه بتطالب
سؤال طاير
جواب مشنوق
تبرطع عسكر الأمن بغباوتها
وهات بالشوم
حلوق مطلوقه كلمتها
لواري تشيل
زنازين السجون لم مره قالت بس للحراس
ولا عمر السجون
بتقتل حس جوه الناس

…………
…………
تعالى في دفا المتاريس
تعالي نرسم المشوار
أغاني . حب . زفه . عريس
عروسه . ضحكه . طير . أزهار
كهارب كل حاره ودار
ملاعب ..
مسطره ..
كراريس ..
مغازل ..
شرشره ..
قواديس .
خنادق..
بندقيه ونار ..
عيونك سكة الفقرا
طريق العنف
والأشعار .

ديسمبر 81 – يناير 1982
—————————

( .. .. .. .. .. )

عيونك صباحي اللي ضاع من زمان
وفجأه التقتني في مرمى العيون
شموس دافيه هلت بتملا المكان
تبدد ضلامه وبرد السكون
خدتني لبيتنا المحندق لقيته ملان بالعيال
بتسرح وتمرح في حضن امهاتها وعين الرجال
لمحت اللي بكره يخضَّر جناين وعشت الخيال

ما هو انتي اللي كنتي البدايه النهايه
وانتي الحنان والأمان والرحايه
نفوت الزمان والمكان والمشاعر
ونفضل قصيده
حكايتك معايا

30 يناير 1982
————————

( إنتظـــار )

الليل هموم
وغيوم
وموت
ضل المشانق ع البيبان
والخوف عيون عسكر تفوت
مسعوره لم خلّت مكان
واحنا على سكة سفر
والليل مشرنق كل دار
والكاس ما زال
– ذل الخيانه – و ع الجدار
جثة شعار
الانتظار

أهلاً
أهلاً بثوار المكاتب بالدفوف بيدقوا زار
إحنا جميعاً في انتظار
يا موطني المصلوب بتنـزف قهر فوق ضهر الرغيف
يا طفل دبلان العيون
أصفر
نحيف
إحنا جميعاً في انتظار
والصمت عار
الصمت عار
الصمت عار

مارس 1982
———————-

( الُلقا مواعيد )

ودار الشاي على القاعدين حدا التوته
مع الدخان
على الأرض المنديه
وجوه م الصخر منحوته
بطمي النيل مرويه
وفيها حنان
برغم القسوه والأحزان
عيون الجد حدوته
وضحك الطفل زغروته
تغازل ع الزراعيه
صباياف دايرة السامر
وتتآمر على الجدعان
شقاوه في العيال غِيَّه
يقول يابا
يقول يامه
دفا بيقابل اللمّه
في عز الهيصه واللمه
وبالأحضان
كفوف تلمس كفوف بأمان
وحنيه

وكان ياما كان
وفي الإمكان
بيحكي الجد عن ” زهران ”
ويوم الشنق كانت صعب وقفاته
– الخلق صابها الخرس
والصمت لف الحرس
والغدر ريح مسموم
مسعور بطعم الجثث
الحبل كان مفتول
” زهران ” بعرض وطول
كام مره مات مقتول
من يومها يا أولاد
عايشين نشوف جلاد
رايح وجاي جلاد

يميل الجد ويبسمل ويرفع قلة الـمَيّه
ينط ف حجره …
– اسقيني يا جدي وقوللي فين ” زهران ”
وابويا فين بقاله زمان
وهات قرشين أجيب من خضره عسليه
وحدّيك انت فتفوته
ولامي كمان

على الدكان يطير حافي
وصوت الجد بيلاحقه
– أبوه من صغره متعافي
أنا شيلته على كتافي
وغنينا الكلام نيلي حليب صافي
ودافي كيف لُقا الخلان

تهز السامر المواويل
بنات بكفوف محنّيه
غني للصنايعيه ورا القضبان
– يا عشق طارح في البلد
مهما انجلد
حتما يقابلنا الصباح
رغم الجراح
والسجن والسجان

نغني واللقا مواعيد
نغني لعبه للأطفال وهدمه جديدة يوم العيد
نغني لقمه للعواجيز اذا ما العمر هد الإيد
نغني المجد للإنسان
نغني جنينه للعشاق
وزينه لكل مين مشتاق
وصوت زغاريد
وتهنيه

يدق الجد بكفوفه مع الألحان
– والله زمان يا مصريه
ويهمس لابن أخوه حمدان
– وحق الخضره ما يتم الهلال إلا تكون جوزها
– يا حاج استنى لما السجن يفتح بابه للأحباب
– لا عمر السجن يستكفى ..
ولا حيجف عود لبلاب

ابريل 1982
——————-

( بيـــروت )
لحنها و غناها عطية محمود

بيروت
ما عادش إلا الموت

البيانات الذليله
والحكومات العميله
والمعارضه كل ليله
منقشه وبعدين سكوت
بيروت
ما عادش إلا الموت

كلنا رضينا المهانه
واكتفينا بالإدانه
كلهم حكام خيانه
دايره بتحهز تابوت
بيروت
ما عادش إلا الموت

الدما أنهار تسيل
إنما المشوار طويل
واللي حاضنين إسرائيل
هُمَّا دول الأخطبوط
بيروت
ما عادش إلا الموت

حنا .. أصحاب القضيه
والشعوب هيّه اللي جايه
والمقاومه لسّه حيّه
تحت أنقاض البيوت
بيروت
انتي الحياه والموت
انتي الحياه والموت

يونيو 1982
——————–

( برقيّــه )
لحنها و غناها عطية محمود
لحنها و غناها محمد بحر < تونس >

عيونك من ورا الرشاش حكايه
ما تموتيش
واعذريني لو مجيش
من ورا القضبان باقول
أنا المقتول على باب الخيانه
ومحاكم التفتيش

بيني وبينك عسكر السلطان وذُلــِِّي
مين بين بحور الدم بتْطُلـِّى
فلسطينيه بتهلي
شمس ودفا في موطن الأموات

عيونك من ورا الرشاش ختام
يا جرح نازف ع الدوام
يبدأ طريقك من هنا
من ساحة الإعدام
يبدأ طريقك من هنا
من ساحة الإعدام

يناير 1982
———————

بحـور الـدم

مين يشتري صمتي
وجمجمة الفدائي
والأساور
أو يجبر الجثث القتيله تقوم
تهاجر
أو يقطع الكف ان تشاور .. ع اللي خان
يا موطني المتهان
قتلوني يا وطن المباخر
والمفاخر
والديدان
والنفط والإعلان
فتلوني من ضمن الشروط
في القاهرة وبيروت

لوَّح يا منديل الوداع
باسم الجياع
والحلم والمنفى وأحلام الصغار
بوس لي جبينهم والدراع
وارسم علامة لانتصار
يا ثوره حتى النصر يا أطهر صمود
يا ثوره حتى النصر يا نور النهار
منفي من المنفى وللمنفى تعود
يا كف متعطر بارود
” التل ” في كل العواصم
والعفن .. والكدب ..
والحكام سجود
واتحدى حاكم ينكشف
عـوره
بلا نجمة داود

اطلعوا من كل بيت في كل حارة
وارصدوهم
في الملاهي .. ارصدوهم
في الشوارع .. ارصدوهم
وارصدوهم في الفنادق
في الحراسات الحويطه
في السفاره
انتهى عصر الهتافات والحجاره
واللي ما حلتوش بنادق
صنعة المولوتوف بسيطه

أواخر أغسطس 1982
—————————

( أبُّـــوح )
لحنها وغناها فاروق الشرنوبى

أبوح يا أبوح
علم العرب مدبوح

مدبوح بقاله سنين
يا حسرة الملايين
واحد من الخاينين
ييجي وغيره يروح

عطشان يا بحر النيل
يا راوي كل سبيل
يا مخضَّر المواويل
وانت حزين مجروح

بيجن مع السلطان
بيقسِّموا الأوطان
باقى الملوك فى رهان
على دمنا المسفوح

بيسلموا بيروت
قفلوا عليها تابوت
بالدور يجينا الموت
ولا نعرف الا النوح

المجزره لسَّه
في الحلق والغصه
والأمرا بالخسه
خلوا الطريق مفتوح

فقرك على أرضك
غربه وبتهدك
وازاي تصون عرضك
وانت قتيل الروح

يدَّك على زنادك
خللي البارود زادك
يا موطني ميعادك
للشمس لما تلوح

نفدي الوطن بالروح
نفدي الوطن بالروح

سبتمبر 1982
——————–

( مـواويـل )

عيونك لو تشيل الخوف
غيطان غلَّه .. جناين ورد
أغنيها ليلاتي واشوف
زمان ولَّى لسابع جد
ما بين عسكر وراس المال
يزيد القهر بالمخاليق
تعلِّي رنة الموال

يا ليل يا عين
يا عيني يا ليل
أكم تغسل يا بحر النيل
وكام بتشيل
وكام تجري يا نيل وتزيل
خيانة كل كلب ذليل
وتبقى الموجه هدَّاره
سوا والخلق محتاره
سوا والخلق ليها دليل

” عرابي ” كان على فرسه أبو الفرسان
وكان أول
وفي التاني اتشنق ” زهران ”
وفي التالت وفي الرابع
يفتَّح زهرنا ألوان
وكانت مصر صوت ” خالد ”
يرتل سورة الانسان
” خميس ” ، ” حداد ” ، ” خليل ” , ” عثمان ”
” لويس ” والضربه في المليان
دما بتسيل
تقول مواويل
وتدفع حصِّة الأوطان

أنا وانتي حكايه من حكاوي الناس
تندِّيها .. تداريها عن الحراس
وتغزل من رموش العين غناوينا
تصحصح ضحكة الأطفال وتدينا
أمل في الجي
وشمس وضى
وتمسح عن جبين الناس تعب يومهم
وتجدل من خطى المجموع طريق يومهم
مسيرة أهل مصر الجاي أكيد يومهم
ربيع أخضر
غيطان القمح والياسمين
ونيل عنبر
بلا قلعـه ..
… ولا زنازين