"نـــور" قصة قصيرة بقلم محمد ناجى

“نـــور” قصة قصيرة بقلم محمد ناجى

الزوجة تصرخ من الألم،الحقنى يامحمود…..الحقنى ياراجل، يزيد الصراخ
الزوج:شدّى حيلك،ربنا معاك،قولى يارب،الفرج قريب،أعملك ينسون؟
الزوجة:لا ينسون ولا يحزنون.
الزوج : أنا رايح عشان الصلاية،صلاة ايه ياراجل وأنا فى الحالة دى؟
العشا وقتها طويل
الزوج:إن شاء الله ربنا معاكِ
خرج الزوج مسرعا،ألقت بنفسها عليه ،جذبته من رأسه…..صرخت
حتى راسك مفيهاش حاجة تتمسك!روح ياراجل منّك لله
أنت مسمعتش الشيخ “محمد حسان” بيقول تُؤخد الضروة بقدرها
واللا إحنا بنسمعه طول النهار وخلاص؟ إنت سايبنى بموت وتخرج وتسيبنى؟
الزوج:راجع إن شاء الله ومعايا الدكتورة كوكى بعد صلاة العشا
إنزلق فوق السلّم متمتما بهمهمات لا يسمعها الأ هُوَ
مرّ الوقت متثاقلا كئيبا عابساً
الزوج:إدخل يادكتور غطّى راسك ياشوق
الزوج:إدخل يادكتور
الزوجة:مين؟ أنا محمود معايا الدكتو ر عبد الله
الزوجة :طفيت الضو ليه يامحمود؟لا الكهربا قطعت
الزوجة:منوّر
اشعل الزوج عود ثقاب،دموع الزوجة تزداد،العرق يتصبب من كل جسدها،
حتى مشاعرها يتصبب منها العرق
الزوجة:تعالى يامحمود إنت جايب ليّ راجل؟فين الدكتورة كوكى
الزوج:لقيتها سافرت غزة بنتها مريضة.
طيب كلّم وليد بيه ضرورى، إتصل بيك 10 مرات وأنت فى الصلاية
باين عليه عصبى قوى يامحمود
الزوج:مين وليد بيه؟
الزوجة هوّ أنت متعرفوش؟
اّه…اّه إفتكرت ،صاحبى فى الضاحية
الزوجة: مسمعتش الاسم ده منّك قبل كده،وبعدين مظهرش اسم ولا رقم ايه الحكاية؟
أخرخ الطبيب جهازه المحمول وأضاء الكشّاف
الزوج لزوجته:وليد بيه قال لازم أروح له حالا؟
الزوجة:إنت مش بتقول صاحبك ،إعتذر له
الزوج :ماأقدرش
قام الزوج مسرعا، ضرب محمول الطبيب بقدميه المرتعشتين
فوقع المحمول فى اناء الماء الدافئ الذى تضع فيه الزوجة قدميها
الزوجة:إرحمنا ياراجل إنت خايف من إيه؟
أشعل الزوج عود ثقاب اّخر
قال الطبيب:عايزاه ولد ولاّ بنت؟
لا ولد ولا بنت عايزه أخلص من اللى أنا فيه
نظر اليها الطبيب ذو اللحية الكثيفة وقال:إن شاء الله سليمة …زين…..زين
أعطى الطبيب للزوجة حقنة مسكّنة …..هدأت قليلا…..أخذتها سنة من النوم
الطبيب يقول لمحمود إيه حكايتك مع وليد بيه؟
أجاب محمود لم أفعل شيئا جديدا،كل قيادتنا على مَرّ التاريخ تفعل ذلك
يادكتور عبد الله “إنها التقيّة”اليس كذلك؟
أنا على باب ترقية جديدة ولا سبيل اليها الاّ بذلك
وبرغم أنّى أكرههم الاّ أن”الضرورات تبيح المحظورات”
محمود:أنت تعرفه يادكتور؟
نعم وتعاملت معه كثيرا وفى النهاية،أفشى سرّى وعرف الزملاء علاقتى به وحدث ماحدث!
الزوجة:تصرخ الله يلعنكم ويلعن وليد بيه،الحقونى
إستندت على جدار السلّم لتذهب لعيادة الطبيب وهبطت متثاقلة ،رفضت أن تستد ألى أحد الاّ الله
القت بنفسها داخل سيارة الطبيب،وصلت الى العيادة، استسلمت للسرير الهادئ
وراحت تدعو الله أن يرحمها.
دخل الزوج إليها مسرعا،إنقطع التيّار الكهربائى
جاء الطبيب مسرعا فيه ايه ياعم محمود إبعد شويّة ياراجل،إرحمنا
أشعل الطبيب شمعة فقد تعطّل الكشّاف المعلّق بالعيادة فجأة
ذرفت الزوجة دمعة حين سمعت صراخ الطفل ثم ابتسمت
قالت الحمد لله
الطبيب ألف مبروك …………………..بنت
تسمّوها ايه؟
صاح محمود طبعا يادكتور عبد الله نسمّيها
نور