(إلى مختار عيسى)
إنْ لم تكن روحي الحيرى فكن بدني
إنّي أعوذ بوطني المذبوح من وطني
…… ربما قدرنا ــ يا صديق التعب
ــ أن ننفق الوقت في النباح
وحراسة منزل أهله غافلون
مع أننا لم نكن ذات يوم كلابا
إذ تمكنّا بإيمان المخلصين
أن نحوّل أرواحنا إلى أسماك ملوّنة
وبحكمة النسّاك البررة دلقنا عليها الحياة
ولا يجدر بنا ــ ونحن هكذا ــ
أن نفكّر فيمن سيصطادنا
وحري بنا أن نفرح ــ مثل مخدوعين ــ
لأن صيادا غير صبور قلبه نيّء
أخذته ألواننا فبرق الإثم في رأسه.
ربما قدرنا أن نغدو خماصا
ونعود، أيضا، خماصا
فتنتف طيورنا ريشها في قدّاس جماعي
وترطن عصافير بطوننا بلكنة ساخطة لعودتنا محبطين. ربما قدرنا
وليس من الحكمة أن نحزن
أو نبدّل عيوننا كرد فعل أخرق
ألم يخلق البشر الحقيقيون للتجربة ؟
وأنت أولهم في الغناء
ولست آخرهم في الظمأ
فدع العالم يغرق أو ينهار
أو يبدّل ملابسه في العراء
واستمتع أنت بالمشهد الفجّ
جرّب ، مرة ، أن يهرب الماء من بين يديك
أو اسبح مرة إلى قاع غامض فاتن ومثير
واترك لمن على الشاطئ ملاطفة الأسماك الملوّنة
أو التفكير في الجثث الطافية.
نادي حافظ / شاعر مصري