بقلم: عقاب يحيى
أسأل بكل جدّية: هل يمكن للقوى الوطنية والديمقراطية.. وكل الأوصاف التي تحب أن تطلقها على نفسها مكتفية بالتنظير السياسي، والمواقف العامة، واللطم على خدود الآخرين وتحميلهم مسؤولية الأخطاء، والعداء، أو الحذر والتحسّب من الإسلاميين.. و.. كل الكلام الذي يقال عن وجودهم وما يفعلون، وعن الكتائب المسلحة وكيف تنتشر.. ولصالح من.. والمال السياسي ومرجعياته، وماذا يفعل على الأرض، ومؤتمر توحيد التيارات والأحزاب السياسية الإسلامية.. وكثير، كثير من الكلام اليومي..
هل يمكن أن تبقى المواقف معلقة في الهواء بينما وجودها الشعبي مقصوص ومبتور.. وبينها وبين فئات الشعب مسافات، وأسباب.. وعوامل كثيرة يجب بحثها بكل شجاعة لاستنباط الدواء لهذه العلل المزمنة في أحزاب وتشكيلات وتيارات النخب؟؟
أكثر من ذلك وأوضح، والثورة السورية قد اضطرت لدخول المنعرج الإجباري : المقاومة المسلحة ..هل يمكن الاكتفاء بالمواقف المترددة، والمتحفظة؟، أو بالدعم اللفظي، والكلام الشعاري عن الجيش الحر، والسلاح، والتوحيد.. بينما الواقع مفردات ومعطيات وأحداث وأفعال؟
نعم أزمة كبيرة، وتاريخية تعرفها جميع القوى الوطنية والديمقراطية، وبغض النظر عن أسبابها البعيدة والمباشرة.. فإن الاستمرار في اجترار قذف المسؤولية على الآخر، أو الاكتفاء بهيصة المؤتمرات وخطابات التجميع والتوحيد، وأمنيات العمل على تحقيق ذلك الحلم.. لن تقدم الكثير ما لم تنزل تلك القوى إلى الأرض، وما لم تصبح جزءاً من شعبها، ومن المقاومة المسلحة..
لنقل بصراحة.. والمفروضات وقائع، والعمل المسلح هو اليوم الطريق الوحيد لاشتلاع النظام المجرم ـ طالما لا يوجد طريق آخر في الأفق المنظور.. أن على تلك القوى بكل فئاتها وفعالياتها وشخصياتها أن تنزل إلى الميدان، وأن يكون لها دورها في مقاومة الشعب.. حتى لو وصلت إلى حمل السلاح والقتال جنباً إلى جنب بقية فئات شعبنا..
نعم السلاح والتسليح.. وتشكيل الكتائب يحمل مراهناته ومخاطره الراهنة، والقادمة، والكل يعرف ما يهدد بلدنا العزيز المنتصر من إمكانيات الانفلات، والانفلاش الأمني، وفوضى السلاح، وعمليات الانتقام، والفوضى.. وكثير من الاحتمالات الواردة..لكن هذا الواقع يلزم المعنيين، والمخلصين بمستقبل بلادنا، وبإقامة الدولة المدنية الديمقراطية التعددية فعلا، التداولية تجسيداً، التي تحقق المساواة بين الجميع دستورياً، وقضاء مستقلاً، وتحمي الوحدة الوطنية والكيان السوري الموحد أرضاً وشعباً..أن يتركوا التنظير وينخرطوا في الثورة.
الانخراط في الثورة اليوم يعني المشاركة في المقاومة المسلحة. والمقاومة المسلحة تتجسد في امتشاق السلاح بما يخدم الهدف المركزي الحالي، والهدف الاستراتيجي..
من هنا فإن التفكير الجدي بالانتقال من السياسي إلى الميداني أمر مطلوب اليوم بالكيفية التي تجسد وحدة الأطر العسكرية ضمن الجيش الحر، والالتزام بوثائق مؤتمر القاهرة للمعارضة، وبروح الحريات الديمقراطية والوحدة الوطنية المهددة بعديد المخاطر.