المحتويات
التوحد
ما هو التوحد ؟؟ كيف تكتشف أن ابنك متوحد ؟؟ ما هى أعراض التوحد ؟؟ ما هو تشخيص التوحد ؟؟ كيفية التعامل مع طفل التوحد ؟؟ هل هناك علاج فعال للتوحد ؟؟
كل هذه الأسئلة بل وأكثر تدور فى زهن كل أسرة لديها طفل مصاب بالتوحد بسبب المعانة التى تواجها فى التعامل مع الطفل المصاب بهذا المرض السلوكى .
ولا يسعنى الا أن أبدأ رحلتى معكم فى هذا المرض الا بمقولة هذا الأب عن ابنه المتوحد ..
” التوحد هو بلورة من الكريستال دخلها ابني لتعزله عني وعن العالم ، وكأنه في كوكب آخر ، فلا نظرة من عينه إلى عيني ، ولا إشارة تصحبني فيها أصبعه ، لم يرد ولا لعبة نشاطر فيها الخيال ، ولا قبلة أشعر معها بطعم الدنيا ، كم تمنيت أن اكسر تلك البلورة وأخرج منها صغيري …. أهزه … أهزه بعنف لعله يعود من منفى توحده ، وعندما يأست قررت أن اخترق البلورة وأدخل عالم التوحد Autism بحثاً عن ابني ..”
ما هو التوحد ؟؟
التَّوَحُّد Autism هو اضطراب يُلاحظ على الطفل عادةً منذ الطفولة الباكرة , ويؤثر على نموه وتطوره .
وتختلف مظاهر وميزات طيف التوحد اختلافاً كبيراً، وذلك حسب مستوى التطور والعمر الزمني للفرد. مرض التوحد يصيب الصبيان 3- 4 مرات أكثر من الفتيات .
يتميز بتطور غير طبيعي أو قاصر، يظهر قبل سن ثلاث سنوات من العمر، وخلل وظيفي في التفاعل الاجتماعي المتبادل وفي التواصل وسلوكيات نمطية تكرارية محدودة .
اضطراب عصبي يؤثر في وظيفة الدماغ الطبيعية، وفي مجالات التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل.
ما هى أسباب مرض التوحد ؟؟
تتعدد الأسباب الكامنة وراء هذا المرض، وأهمها:
عوامل متعلقة بالولادة، وعوامل دماغية، وعوامل جنينية، وعوامل بيولوجية، وعوامل مناعية ..
بيّنت دراسات وأبحاث أنّ احتمالية إصابة أشقاء الطفل التوحدي بمرض التوحّد تزداد بمعدل يتراوح من تسع وأربعين مرّة إلى مئة وتسع وتسعين مرّة، وفي حال لم يُصب أشقّاء مريض التوحد بهذا المرض، فتزداد احتمالية إصابتهم باضطرابات أخرى ذات علاقة بالتواصل الاجتماعي، ويشار إلى أن نسبة ظهور هذا المرض عند التوأم المتشابه تكون أعلى من التوأم غير المتشابه.
العوامل البيولوجية :-
تشير العديد من المعلومات العلمية إلى أنّ عدداً كبيراً من الأطفال التوحّديين يعانون من التخلّف العقلي، وهناك نسبة منهم تتراوح بين (4%-32% ) تعاني من الصرع التوتري الارتجاجي أو ما يدعى بالصرع الكبير، وبيّنت تخطيطات الدماغ الكهربائية التي أُجريت على العديد من مرضى التوحد تسجيلات غير طبيعية بنسبة تتراوح بين (11%-83% ) من المرضى، وهو ما يؤكد على الدور المهم الذي يلعبه العامل البيولوجي في إصابة الطفل بالتوحد.
العوامل المناعية :-
بيّنت عدد من الأبحاث والدراسات إلى أنّه من الممكن أن يكون عدم التوافق المناعي Immunological Incompatibility أحد الأسباب المؤدّية للتوحد، فمن الممكن أن تتفاعل كريات الدم البيضاء الخاصة بالجنين من النوع اللمفاوي مع أجسام الأم المضادة، مما يترتب عليه ازدياد احتمالية تلف النسيج العصبي الخاص بالجنين .
ما هى أعراض مرض التوحد ؟
الاطفال المصابون بمرض التوحد يعانون، أيضا وبصورة شبه مؤكدة، من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية، هي :-
- العلاقات الاجتماعية المتبادلة
- اللغة
- السلوك.
فهذه الأعراض تمثل حجر الأساس لهذا المرض فلنتكلم بشكل أكثر تفصيلا عن الأعراض :-
- يعانى الطفل من صعوبة شديدة فى التواصل والتفاعل مع الآخرين، والرغبة الشديدة للانطواء والعزلة.
- لا يستجيب الطفل عند مناداته باسمه، على الرغم أنه يسمعك جيدا ولا يعانى من مشكلة فى السمع.
- ينعزل عن الجميع ويهرب من المشاركات الاجتماعية سواء اللعب مع الأطفال أو مع والديه.
- ينفر من القبلات والأحضان ويكره التلامس مع الاشخاص.
- لديه صعوبة شديد فى نطق الكلمات وترتيب الجمل.
- يعانى من الافراط فى الحركة الشديدة والمكررة .
- يهرب دائما من النظر فى عيون من يحدثه.
- نلاحظ على أطفال التوحد انهم يكررون الكلمات والتصرفات والأفعال التى يشاهدونها.
المميزات الجسدية للمصابين بالتوحد
- قد يُلاحظ على مريض التوحد بعض التشوهات الخلقية البسيطة، مثل تشوهات في الأذن الخارجية وتشوهات أخرى.
- قد يكون لدى بعضهم القدرة على استعمال كلتا اليدين ببراعة متساوية في جميع الفترات العمرية.
- قد يلاحظ وجود شذوذ في الرسم الجلدي في بصمات اليدين (والأصابع تحديداً) مقارنة مع باقي الأطفال غير التوحديين.
(النمطية) :
- تعرف النمطية بأنها تكرار الأعمال او الحركات تلقائياً، وعلى نمط معين، اي تكرار حركات غير معقولة، ودون معنى، وغير هادفة وبشكل منتظم.
مثل: هز الرأس المتكرر، التلويح او التصفيق باليدين لمدة طويلة ودون توقف، وهز وارجحة الجسم بشكل متكرر.
- من اعراض التوحد أن يُصر الطفل التوحدي بطريقة غير طبيعية على اتباع نفس النمط من الحياة والنشاط ومقاومة التغيير
مثل: الإصرار على اتباع نفس الطريق الى المدرسة، وينزعج عند محاولة تغيير هذه الطريق والطلب منه ان يسلك طريقاً بديلة وقصيرة، توصله الى المدرسة بأسرع من الوقت المعتاد. ويرفض تناول الطعام اذا لم تعد المائدة بالأسلوب المعتاد يومياً، وينفعل وينزعج في حال تغير المكان المألوف للكرسي او للطاولة في الغرفة، او الإنتقال الى بيت جديد، او في حال تغير روتين تناول الطعام، فمثلاً عادة الإستحمام قبل تناول الطعام بعد ان كان قد تعود ان يفعل العكس .
- وقد يثير التغيير المفاجئ في حياة الطفل نوبة من الفزع والخوف او نوبة ” عصبية- عاطفية ” وهيجان وغضب ويقوم برفس الأشخاص من حوله، ويرمي نفسه على الأرض، ويكبح (يحبس) نفسه حتى يصبح أزرق اللون نتيجة لصعوبة التنفس .
- كذلك فإن الطفل التوحدي يتعلق باشياء معينة وإستثنائية
اي انه يتعلق بأشياء غير اعتيادية، مثل: عند ذهابه للنوم يتعلق او يقوم بإحتضان علبة من الكرتون او صفيحة او وعاء معدني (في حين يحتضن الطفل السليم دمية او حيواناً اليفاً لدى خلوده للنوم). وعدا ذلك نلاحظ ان الطفل التوحدي ينشغل ويلهو باستمرار بأجزاء الأشياء (الدمى، الألعاب، السيارات..) وقد ينجذب لرائحتها او ملمس سطحها او الأصوات والضجيج الصادر عنها اثناء عملها او تشغيلها، او نتيجة اهتزازها وبشكل غريب (مثل اصدار الدمية لأصوات او كلام معين اثناء هزها او قلبها يميناً ويساراً). وأستطيع القول إن الطفل التوحدي يلعب ويلهو بالدمى والألعاب والأشياء بطريقة فريدة .
- ويلاحظ في السنة الأولى من عمر الطفل التوحدي غياب اللعب الاستكشافي المتوقع في هذه السن .
ولا يلعب الأطفال التوحديون ألعاباً تخيلية ولا يقومون بتمثيل ايمائي. وغالباً يقوم التوحديون بضرب ورمي الأشياء بعنف، ويظهرون تعلقاً شديداً بالجماد، مثل علبة شراب فارغة، سلك كهرباء.
لا يوجد سبب محدد للتوحد ولكن قد يكون السبب فى إصابة الأطفال بالتوحد هو خلل فى الجينات الوراثية أو مشاكل فى تكوين الجهاز العصبى، وبالتالى لا يوجد علاج دقيق للمرض .
علاج مرض التوحد عند الأطفال
- الهدف من العلاج هو جعل الأطفال التوحديين قادرين على الاندماج في المدارس الخاصة بهم، وتطوير علاقة هادفة مع أقرانهم وتعزيز إمكانية العيش باستقلالية في الكبر.
- ويعتبر التدخل الفردي المكثف (سلوكي، تثقيفي ونفسي) العلاج الأكثر فعالية.
- وكلما بدأنا كان التدخل المبكر كلما كانت النتيجة مرضية نوعاً ما.
- ويتمثلالعلاج التثقيقي بإرسال طفل التوحد الى مدارس متفرغة للتعليم الخاص (اضافة الى العلاج السلوكي) .
كذلك فإن توفير برنامج لتدريب الأهل على تطبيق العلاج السلوكي في البيت لخلق تناسق بين الأساليب المستعملة في المدرسة والأساليب المستعملة في البيت يساعد على التسريع في اكتساب الطفل المهارات اللغوية والإدراكية والاجتماعية.
أما عن آخر ما توصل له العلم فى هذا الصدد :-
تم التوصل لعقار جديد حاز على موافقة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية وحيث أن هذا العقار :-
- يسمى باسم balovaptan
- أظهر هذا العقار إمكانيات إيجابية في تحسين التفاعل الاجتماعي والتواصل عند الأشخاص الذين يعانون من التوحد.
- يسهم هذا العقار في تعديل وتحسين السلوكيات الاجتماعية الرئيسية، مثل السلوكيات المتكررة، والاهتمامات المقيدة ومشاكل التواصل، التي تشكل تحديا للأفراد الذين يعانون من التوحد والتي لا يوجد علاجات دوائية لها حتى الآن.
بقلم / د.محمد عوض