قال الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن شهر رمضان هو شهر التوبة والأوبة، شهر الرحمة، شهر القرآن والإيمان، شهر الغُفران والإحسان، والعطاء والسخاء، و صلة الأرحام، وإفشاء السلام. شهر التطوير والتطهير والتحرير! تحرير النفس مِن الأوهام والضلال، وتحرير اللسان من الكذب، وتحرير القلب مِن النفاق، وتحرير الضمير مِن الغشِّ والخداع، وتحرير العقل مِن المكر السيِّئ ومن العقائد الفاسدة.
وأضاف عضو الأعلى للشئون الإسلامية في حلقة تلفزيونية، أنه عندنا يتعرَّض الإنسانُ وهو في طريقه إلى الله لابتلاءاتٍ وتحديات ومشكلات ومضايقات ومعوقات، فتكون سببًا إما لدخوله الجنات، أو الدخول في المتاهات وبما أن الإنسان خُلِق ضعيفًا، “يفتقرُ إلى الله في ضعفِه، ومِن لوازم ضعفه أنه ينسى.. ويسهو.. ويغفُلُ.. ويغفو.. ويضعف.. ويُغلَب.. فقد يَعصي ربَّه، ويخرُجُ عن المنهج الذي رُسِمَ له -كما قال خميس النقيب- لهذا شرَع الله للإنسان التوبة؛ حتى يعودَ الإنسانُ ويستأنف الطريق إلى الله، فيُقالَ مِن عثرته، ويخرُج مِن غَفْوته، ويفرَح بلقائه، ويسعَد بجزائه.”
وأوضح: التوبة صمام الأمان للإنسان، وهي من مظاهر رحمات الله ببني الإنسان.. وهي تصحيح لمسار الإنسان حينما تضغَط عليه سيئاتُه، وتقلقه ذنوبه، وتُضلُّه أهواؤه ، ومن رحمة الله تعالى بنا أنه تعالى فتح أبواب التوبة على مصراعيها؛ فالله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ (الزمر: 53، 54) وعن أبي مُوسى الأَشْعَرِيِّ، رضِي الله عنه، عن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (إِن الله تَعَالَى يبْسُطُ يدهُ بِاللَّيْلِ ليتُوب مُسيءُ النَّهَارِ، وَيبْسُطُ يَدهُ بالنَّهَارِ ليَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مغْرِبِها) رواه مسلم وعن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن ربِّ العزة أنه قال: (يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفِرُ الذنوب ولا أبالي؛ فاستغفِروني، أغفِرْ لكم)؛ (أخرجه مسلم)
وأكمل: وفي ظل هذه الظروف التي يمر بها العالم يجب أن تكون توبتنا أصدق.. وأسرع.. وأدوم.. وأخلص هيا بنا ونحن نستقبلَ شهر رمضان ونحن نواجه هذه التحديات الخطيرة أن نبادر بعقد معاهدة صلح مع الله، والعمل على تقواه، والسعي الدائم لاستجلابِ رِضاه… ويا له من فوز مبين