هكذا وصفت صحيفة ألمانية المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز خليفة إنغيلا ميركل، التي مكثت في المستشارية ستة عشر عاما.
لم يجد أولاف شولتز صعوبة في العمل مع أنغيلا ميركل ولحظة تسلمه المستشارية منها خاطبها بالقول: «كان بيننا دائماً تعاون مفعم بالثقة».
في شبابه المبكر، نادى أولاف شولتز بـ”اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي” والواضح أنه وقد غدا كهلاً لم يعد بالراديكالية التي بشّر بها.
أحد التحديات الماثلة أمام شولتز هو إظهار «الكاريزما» الخاصة به بعد طغيان كاريزما ميركل على المشهد، داخل ألمانيا أو في محيط نظرائها الغربيين.
شولتز يستلهم من ميركل حتى أنه يُقلدها في الإيماءات أو ما يعرف بـ«لغة الجسد» خاصة في إيماءة يد عرفت بها ميركل وهذا ما جعل إحدى الصحف تصفه بنسخة متحوّرة منها.
* * *
بقلم: حسن مدن
هكذا وصفت صحيفة ألمانية المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز، خليفة إنغيلا ميركل، التي مكثت في المستشارية ستة عشر عاماً، وليس واضحاً ما إذا كان هذا الوصف ينال إعجاب أو موافقة شولتز الذي كان نائباً لميركل منذ عام 2018.
وقال إنه عمل معها بتناغم رغم اختلاف الخلفيتين الحزبيتين لهما، كون ميركل من الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ، فيما شولتز يمثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ذا التوجه اليساري الذي انضمّ إليه في عام 1975 وهو في السابعة عشرة من عمره.
في غمرة حماسه الشبابي، نادى شولتز ب «اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي»، والواضح أن الرجل، وقد غدا كهلاً، لم يعد بالراديكالية التي بشّر بها، فلم يجد صعوبة في العمل مع ميركل، ولحظة تسلمه المستشارية منها خاطبها بالقول: «كان بيننا دائماً تعاون مفعم بالثقة».
عين شولتز كانت دائماً على منصب المستشارية، وها هو قد بلغها بعد أن حلّ حزبه أولاً في الانتخابات الأخيرة، وطبيعي في مناسبة مثل هذه أن يطرح السؤال، عن الواصل والفاصل في السياسات بين المستشارة المنتهية ولايتها والمستشار الذي بالكاد تسلم منها المسؤولية، في بلد هو الأهم والأقوى اليوم في أوروبا، والذي لم تحُلْ هزيمته في حربين عالميتين في القرن الماضي، دون قدرته على النهوض ثانية، وتبوّؤ ما بات عليه من قوّة.
لنبدأ من الشكليّات، قال شولتز إنه لن يغير الكثير من الأشياء في ديوان المستشارية، ومازحاً قال: «أودّ أن أبني على عقلية شمال شرق ألمانيا التي سادت هنا»، في إشارة إلى مسقط رأس ميركل، الآتية من الجزء الشرقي من ألمانيا، الذي كان يعرف ب «جمهورية ألمانيا الديمقراطية»، يوم كانت ألمانيا مقسمة إلى قسمين: غربي وشرقي.
وسائل الإعلام لاحظت كذلك أن شولتز يستلهم من أسلوب ميركل، حتى أنه يُقلدها في الإيماءات، أو ما يعرف ب «لغة الجسد»، خاصة في إيماءة اليد التي عرفت بها ميركل، وهذا ما جعل إحدى الصحف تصفه بنسخة متحوّرة منها، في تنويع لفظي على النسخ المتحوّرة من فيروس «كورونا»، الذي كان أحد التحديات التي واجهت ميركل في سنتيها الأخيرتين في المستشارية.
نبقى في الشكليّات أيضاً. أحد التحديات الماثلة أمام شولتز هو إظهار «الكاريزما» الخاصة به، بعد طغيان كاريزما ميركل على المشهد، داخل ألمانيا أو في محيط نظرائها الغربيين، حيث تأخذ وسائل الإعلام على المستشار الجديد إلقاءه خطبه بنبرة رتيبة، حملت على وصفه بـ«شولتز الآلي»، وهو ما يثير حفيظته، فقال مدافعاً عن نفسه: «أضحك أكثر مما تظنون. أنا رصين وبراجماتي وحازم، لكن ما دفعني إلى العمل السياسي هي المشاعر».
* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين
المصدر| الخليج
موضوعات تهمك: