نسمع كثيرا عن وفاة أحد الأمات أثناء الولادة بسبب نزيف شديد لم يستطع الطبيب ايقافه ، مما يتسبب بحالة من الأسى والحزن لفقدان الأسرة والابن الجديد لأمه فى أول ساعات حياته ، فتعالوا معى لنتعرف سويا عن هذا النزيف وأسبابه وكيفيه التعامل معه .
المحتويات
ما هو نزيف ما بعد الولادة ؟؟
هو فقدان اكثر من 500 سم مكعب من الدم بعد الولادة العادية او 1000 سم مكعب بعد ولادة قيصرية، او 1500 سم مكعب بعد ولادة قيصرية متكررة .
يسمى النزف بعد الولادة بالنزيف المبكر، إذا حدث النزف خلال الساعات الـ 24 الأولى التي تلي الولادة، ونزفا متأخراً اذا حدث بعد مضي الـ 24 ساعة الأولى وحتى فترة 6 أسابيع من ساعة الولادة. ولكن النزف المبكر أكثر شيوعا من النزف المتأخر كما أنه مرتبط بالنزف والأمراض التي تعقبه بشكل أكبر .
لماذا يحدث النزيف ؟
تفقد جميع النساء بعض الدم أثناء وبعد الولادة لبضعة أيام ، حيث يبدو وكأن لديها دورة شهرية ثقيلة نوعاً جداً ، لأن كمية الدم في الجسم ترتفع بنسبة 50 في المئة خلال فترة الحمل، وجسمك يستعد بشكل جيد لفقدان الدم هذا بشكل عادي .
وإليك ما يحدث:
عندما تفصل المشيمة من الرحم، تكون هناك أوعية دموية مفتوحة في المنطقة التي كان يعلق عليها، وتبدأ بالنزيف في الرحم. وبعد تسليم المشيمة وخروجها من الرحم في المرحلة الأخيرة من الولادة يستمر تقلص الرحم، الذي يغلق قبالة تلك الأوعية الدموية مما يقلل بشكل كبير من النزيف.
هذا هو الطبيعى ولكن ما يزيد النزيف هو :-
إذا كان لديك جرح للفرج أثناء الولادة قد تنزفين من هذا الموقع حتى يتم خياطته. وسوف يقوم طبيبك المختص بعملية تدليك الرحم وإعطائك الأوكسيتوسين الاصطناعية لمساعدة الرحم على الانقباض ، كذلك فالرضاعة الطبيعية سوف تطالب جسمك لاطلاق سراح الأوكسيتوسين الطبيعي مما يساعد عودة الرحم لحجمه الطبيعى . (وهذا هو السبب في أنك قد تشعرين ببعض التشنجات، أو الألم بعد الولادة ) .
تغيرات الرحم :-
وفي بعض الأحيان، قد لا ينكمش الرحم جيدا بعد الولادة مما يؤدي إلى فقدان الدم بصورة مفرطة يسمى نزف ما بعد الولادة. ويحدث النزيف الحاد بعد الولادة عندما لا ينكمش الرحم بما فيه الكفاية، أو بشكل صحيح لضمان غلق الأوعية الدموية ويطلق على تلك الحالة ليونة الرحم .
عادة ما تفقد النساء حوالي 500 مل إلى 1000 مل من الدم بعد ولادة الطفل. ولكن، يمكن أن تتعامل العديد من النساء مع فقدان الدم بشكل سلس، ولكن ويطلق على فقدان الدم إلى أكثر من 1000 مل خلال 24 ساعة من الولادة PPH أي (نزيف ما بعد الولادة). معظم
وكذلك تختبر العديد من النساء ما يسمى (بالهلابة) وهي الإفرازات المهبلية التي تخرج خلال فترة ما بعد الولادة وهو (مصطلح يأتي من الكلمة اليونانية التي تعني “المتعلقة الولادة.”) ويتكون من الدم والأنسجة المتهتكة من بطانة الرحم والبكتيريا .
تغيرات ما بعد الولادة :-
في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، سوف تحتوي الهلابة على كمية لا بأس بها من الدم، لذلك سوف يكون أحمر ويبدو وكأنه دورة شهرية ثقيلة، قد يخرج بشكل متقطع في تدفقات صغيرة أو تدفق أكثر توازنا، ويجب أن يكون التفريغ أقل قليلا كل يوم مع تفتيح اللون.
قبل يومين إلى أربعة أيام بعد أن كنت قد أنجبت، فإن الهلابة يجب أن تكون وردية أكثر ومائية. قبل حوالي عشرة أيام بعد الولادة يجب ألا يكون لديك سوى كمية صغيرة من مادة بيضاء أو صفراء بيضاء. في هذه المرحلة تكون الهلابة في معظمها خلايا الدم وخلايا بيضاء من بطانة الرحم. سوف تبدأ الهلابة في الاضمحلال قبل أن تتوقف بأسبوعين إلى أربعة أسابيع أخرى، على الرغم من أن عدد قليل من النساء تستمر لديهن الهلابة بكميات ضئيلة أو بقع دم متقطعة لبضعة أسابيع .
أعراض النزيف بعد الولادة
تتعلق شدة الأعراض وحدّتها بكمية الدم المفقودة، وبسرعة فقدانها، ومن أبرز الأعراض التي تظهر:
- التنفس السريع، التعرّق الشديد.
- دقات القلب المرتفعة والضعيفة.
- برودة الأطراف، الإزرراق.
- قلة البول.
- ضغط الدم المنخفض.
- الغثيان، حالة القلق الحاد.
ويحتاج النزيف بعد الولادة الى العلاج السريع والناجع، نظراً لخطورة الحالة. لذا فان هدف العلاج هو ايقاف النزيف واسترجاع الدم المفقود، بالاضافة إلى معالجة سبب النزيف بعد الولادة إذا أمكن .
أسباب النزيف الشديد ما بعد الولادة
- حدوث تمزق وتهتك في المهبل أو في عنق الرحم خلال الولادة ينتج عنه نزيف شديد، وقد يكون هذا التمزق نتيجة لحجم الطفل أو الولادة بمساعدة الملاقط أو المحجم (أنبوب زجاجي)، وقد يكون بسبب مرور الوليد بسرعة خلال قناة الولادة، ويعالج هذا التمزق بعد الولادة من خلال الطبيب.
- المشيمة المحتبسة (المشيمة المتثبتة)، حيث إنه إذا لم تطرد المشيمة من الرحم خلال مدة لا تتجاوز 30 دقيقة بعد الولادة، قد يحدث نزيف ضخم، لذا على الطبيب التأكد وفحص المشيمة جيدًا للتأكد من خروجها كاملة، لأنه إذ تبقى منها أي جزء داخل الرحم قد يتسبب في حدوث نزيفٍ حادٍ.
- حدوث بعض الأورام الدموية المسالك التناسلية السفلي نتيجة لنزيف داخل الأنسجة لا يخرج من خلال سطح الجلد يحدث تكتلات دموية تحت الجلد على شكل بقع أو نقاط حمراء اللون، ما يسبب ألمًا شديدًا وتصبح عملية التبول صعبة جدًّا، بل تكاد تكون مستحيلة لفترة مؤقتة.
ولكن هذا السبب نادر الحدوث، وفور حدوث هذا النزيف يجب نقل الدم فورًا للمصابة، وفي بعض الأحيان تحدث هذه الأورام في تجويف البطن، وفي هذه الحالة يكون التخلص منها عن طريق شق البطن.
- حدوث انقلاب للرحم بحيث يصبح الرحم مقلوبًا للخارج بعد ولادة الطفل وإزالة المشيمة، وهذه الحالة تحدث بنسبة 1 إلى كل 2000 حالة ولادة، وهذا يسبب زيادة في النزيف بشكل زائد عن الطبيعي.
وتحدث مثل هذه الحالات عند وجود التصاق غير طبيعي للمشيمة، وعلاج هذه الحالة ليس صعبًا، حيث يدفع الطبيب الرحم إلى الخلف لأخذ وضعه المناسب عن طريق عنق الرحم.
- حدوث تمزق للرحم بحيث يتمزق الرحم في أثناء عملية الولادة وتتعرض الأم لنزيف شديد جدًّا، وهذه الحالة تحدث بنسبة 1 إلى كل 1500 حالة ولادة.
وفي هذه الحالة التدخل الجراحي هو الحل الأمثل لإخراج الطفل ومعالجة التمزق، ولكن في حالة عدم تمكن الأطباء من السيطرة على الحالة، فإن الحل الوحيد هو استئصال الرحم لوقف النزيف.
ما هى خطوات علاج نزيف ما بعد الولادة ؟؟
- أولا :- معرفة السبب ومحاولة علاجه .
- ويبدأ علاج النزيف بعد الولادة بالانعاش والحفاظ على ضغط الدم وعلى انسياب الدم.
- ثم العلاج بالسوائل عن طريق الوريد لاسترجاع الدم المفقود، وقد يضع الطاقم الطبي الأوكسجين لتتنفسه المرأة مما يُساعد على تحسين حالتها.
- كما يجب تدليك الرحم الذي يساعد على تقليص عضل الرحم مما يؤدي لوقف النزيف.
- وقد يحتاج الطاقم الطبي للعلاج بنقل الدم إذا لم تكفي السوائل، أو إذا كانت كمية الدم المفقودة كبيرة.