حنان أمين سيف_
دار سعيدة بالمغرب نظمت ندوة بعنوان ،ندوة « المرأة المغربية و أشكال النضال » اللقاء الذي نظم من طرف جمعية « مبادرة تيزي » وذلك بمناسبة مرور 40 سنة على رحيل المناضلة اليسارية المغربية سعيدة المنبهي (منظمة « إلى الأمام » الماركسية التوجه).
ومن ضيوف الندوة كلاً من عائشة الشنا، رئيسة جمعية التضامن النسوي (جمعية تعنى بالأمهات العازبات بالمغرب) ونبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الإشتراكي الموحد، و أسماء لمرابط الطبيبة و الباحثة المهتمة بقضايا المرأة في الإسلام.
شكل اللقاء مناسبة تقاسمت من خلالها الفاعلات الثلاث، مع الحاضرين، محطات من مساراتهن النضالية باختلاف توجهاتها، كما تحدثن عن التحديات و الصعوبات التي واجهتهن، وتحديدا التهديدات التي تلقينها من التيار المحافظ، كما توجهن للشباب المغربي بنصائح من أجل الإنخراط في العمل الإجتماعي و السياسي.
-من جهتها، اعتبرت نبيلة منيب أن المغرب الذي ناضلت من أجله المنبهي، و الذي دفعت حياتها ثمنا له لم يتحقق بعد، مؤكدة على ضرورة انخراط الشباب في العمل السياسي، لكن مع التسلح بالعلم و المعرفة.
وانتقدت منيب، كعادتها بلغة مباشرة، أن تتضمن المجالس المنتخبة في المغرب أشخاصا أميين، مشيرة إلى أن 1500 مستشار جماعي مغربي هم أميون، وهو ما لا يتناسب مع طموحات المغاربة ونخبهم السياسية لتحقيق الديموقراطية و العدالة الإجتماعية المنشودتين.
-وتقاسمت أسماء لمرابط بعض محطات حياتها التي جعلت منها طبيبة تهتم بقضة المرأة في الفقه الإسلامي.
قالت لمرابط إن الفترة التي قضتها بالمنفى ( 15 سنة) رفقة أسرتها، كان لها دور في تشكل وعيها بشكل مبكر بقضايا النساء.
وأكدت لمرابط انها ترفض أن تصنف في خانة المناضلات، لأن عملها يقتصر فقط على الجانب الأكاديمي وليس الواقعي، كما هو الشأن بالنسبة لكل من عائشة الشنا و نبيلة منيب.
وقالت ” كان والدي من أثرياء مدينة الرباط ، و كان مقربا جدا من الإتحادي المختطف المهدي بن بركة، حيث تم نفيه خارج البلاد رفقة اسرته”.
سنوات المنفى الـ15 جعلتها في مواجهة العديد من الأسئلة التي لم تجد لها إجابات شافية، لتقرر خوض غمار البحث و التقصي لعلهما يشفيان التعطش الذي كان يلازمها للمعرفة، وهو ما دفعها للبحث عن إجابات في كتب الفقه الاسلامي. غير أن ذلك لم يمنعها من متابعة دراسة الطب نزولا عند رغبة والدها، بالموازنة مع قراءاتها الفقهية.
-وقالت عائشة الشنا إنها تعرفت على سعيدة المنبهي عندما كانت هذه الأخيرة معتقلة رفقة ثلة من المحسوبين على التيار اليساري الماركسي في فترة السبعينيات من القرن الماضي. أنذاك كانت الشنا تشتغل كمساعدة إجتماعية بوزارة الصحة مكلفة زيارة السجناء.
وتضيف الشنا قائلة “لم اكن اخبر العمل السياسي و لا دهاليزه المخيفة، “مثلما تفعل هذه الجالسة بجواري” وهي تشير لنبيلة منيب، لكنني لن انسى تلك الإبتسامة التي طبعت شفتي المنبهي، عندما أخبرتني عن رغبتها في الالتحاق بالعمل معي في المجال الاجتماعي، عندما تغادر المعتقل. لكنها فارقت الحياة بعد دخولها في إضراب عن الطعام سنة 1977 بالسجن بالدار البيضاء .
وصرحت انها سوف تأسس جمعية تعنى بالأمهات العازبات، ستطلق عليها اسم “التضامن النسوي”، و التي ستتلقى بسببها تهديدات صريحة من طرف التيار المحافظ، الذي اتهمها بالتشجيع على الرذيلة، على اعتبار أن الحماية التي توفرها للأمهات العازبات، من خلال إيوائهن، هي تشجيع صريح على الفساد و الزنا.
لم يثنها ذلك ولم يضعف من عزيمتها، بل بالعكس أدركت الشنا أن الأطفال من أمهات عازبات هم أبناء هذا البلد ، و أن لهم الحق في الرعاية و الحماية و التعليم لأنهم أبناء هذا الوطن.
ووجهت الشنا، بلهجة قاسية، رسالة للشباب المغربي تحثه على الوقاية و أخذ الحذر من العلاقات خارج إطار الزواج، لأن العدد المسجل في نسبة الأطفال الذين يولدون خارج إطار الزواج مخيف (153 طفلا يولد كل يوم) حسب آخر الإحصائيات، فيما 24 طفلا يرمون في القمامة.