نتنياهو يترقب الانتخابات الأميركية النصفية
- نتنياهو بحاجة ماسة لانتخابات إسرائيلية مبكرة بسبب قضايا فساد تلاحقه.
- يترقب نتنياهو نتائج انتخابات أميركية نصفية ليعرف مدى استمرار الدعم السياسي له في البيت الأبيض.
- ستبقى الانتخابات الإسرائيلية المقبلة بلا جديد سياسيا وإن كان من جديد فهو أسوأ من الوضع القائم حاليا.
بقلم: برهوم جرايسي
بادر بنيامين نتنياهو في الأيام القليلة الماضية، إلى نفخ فقاعة، في محاولة إلى إثارة أنصاره في معسكر اليمين الاستيطاني المتطرف، وكأنه يواجه “مؤامرة” للإطاحة به في الانتخابات المقبلة.
وبادعاء أنه بسبب هذه المؤامرة، تنازل عن الانتخابات المبكرة التي يسعى لها. لكن الحقيقة التي لها ما يدعمها، أن نتنياهو بحاجة ماسة لانتخابات كهذه، بسبب قضايا الفساد التي تلاحقه. ولكنه في هذه الأيام يترقب نتائج الانتخابات الأميركية القريبة، ليعرف مدى استمرار الدعم السياسي له في البيت الأبيض.
فنتنياهو، وكما قيل من قبل، بحاجة لانتخابات مبكرة، تجري قبل بضعة أشهر من موعدها القانوني، في مثل هذه الأيام من العام المقبل. استباقا لاحتمال أن يغوص أكثر في التحقيقات ضده، وصدور قرار نهائي لمحاكمته، رغم أن استطلاعات الرأي تؤكد عدم اكتراث الغالبية بقضايا فساده.
إلا أن مسعاه هذا تعثر، حينما أعلنت كتلة للمتدينين المتزمتين “يهدوت هتوراة”، أن اعتراضها على قانون يلزم شبان جمهورها بالخدمة العسكرية، لن يجعلها تنسحب من الائتلاف الحاكم. ما يعني أنه لم تعد بيد نتنياهو ذريعة سياسية للتوجه الى انتخابات مبكرة.
ولكن نتنياهو سيواصل البحث عن مهرب سياسي نحو الانتخابات المبكرة. وفي هذه الأيام بالذات، فإنه ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية التشريعية النصفية، التي ستجري في السادس من تشرين الثاني المقبل.
وفي حسابات نتنياهو، فإن خسارة الحزب الجمهوري الأغلبية المطلقة في مجلس الشيوخ والكونغرس، من شانها أن تُضعف داعمه الأساس في البيت الأبيض، دونالد ترامب؛ اعتقادا منه بأن هذا سيفرض على ترامب تغييرا في سياساته الخارجية، بما يتعلق أيضا بالقضية الفلسطينية، ولكن هذا أمر مشكوك فيه كليا.
وفي الأيام الأخيرة، ظهرت من جديد، “خرافة” ظهرت قبل أسابيع قليلة، مفادها أن ترامب سيضغط على نتنياهو للقبول بخطته المسماة “صفقة القرن”. ثم ظهرت فقاعة أخرى في وسائل الإعلام الإسرائيلية، تزعم أن الخطة إياها قد تعترف بالقدس عاصمتين لدولتين.
لكن كل هذه تبقى فقاعات إعلامية، لها ما ينسفها فورا. وهي طواقم العمل في محيط ترامب، بما يتعلق بالشرق الأوسط، وعقلية ترامب ذاته؛ وبشكل خاص الداعمين لحملته الانتخابية، وحملات حزبه الجمهوري، من اليمين الصهيوني الاستيطاني، على شاكلة الثري العنصري شلدون إدلسون.
وسيكون الصعب جدا، رؤية انتهاء العام الجاري 2018، دون الإعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة، ستجري في الربيع المقبل. ولكن لن تكون مفاجأة سياسية في هذه الانتخابات!
فالمشهد السياسي القائم في الحلبة السياسية حاليا، هو ما سيكون بعد الانتخابات، مع إضافة أخرى لذات اليمين الاستيطاني الحاكم. ولذا فإن نتنياهو يرى في انتخابات كهذه، إعادة ترتيب أوراق لحكمه ليس أكثر.
وحتى في حال وقعت مفاجأة، بمعنى اضطرار نتنياهو للغياب عن واجهة السياسة، وعدم قيادته الحزب، أو عدم تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة، بسبب محاكمته المحتملة. فإن كل من سيأتي خلفا له، سيكون من ذات الفريق السياسي المتطرف الشرس، ولكن بشعبية أقل.
فنتنياهو اتهم في الأيام الأخيرة، الوزير السابق في حكومته السابقة، غدعون ساعر، بأنه يبلور سيناريو مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين رفلين، كي لا يكلف نتنياهو بتشكيل الحكومة التي ستكون بعد الانتخابات.
وهذه فرضية سخيفة جدا، تتعارض مع القانون القائم، الذي لا يترك للرئيس مجالا للمناورة، فهو ملزم بتكليف رئيس الحزب الأكبر. وفي حال مساواة بين حزبين، فإنه سيكلف من أوصى به نواب أكثر.
وساعر “المتهم” من قبل نتنياهو، ينافس غريمه على خط سياسي أشد تطرفا، وهو من دعاة فرض ما تسمى “السيادة الإسرائيلية” على سائر انحاء الضفة المحتلة.
بمعنى أنه سياسيا، ستبقى الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، إعادة ترتيب أوراق حزبية داخلية، دون أي جديد بما يتعلق بالسياسات العامة. وإن سيكون جديدا، فهو أسوأ من الوضع القائم حاليا.
* برهوم جرايسي صحافي وكاتب سياسي متخصص بالسياسة في إسرائيل، مقيم بالناصرة.
المصدر: الغد الأردنية