نبيل القروي يقترب.. هل يحكم تونس من السجن؟

سلام ناجي حداد16 سبتمبر 2019آخر تحديث :
نبيل القروي

نبيل القروي يقترب.. هل يحكم تونس من السجن؟

النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التونسية مثلت مفاجأة من العيار الثقيل بالنسبة للشارع التونسي ذاته حيث وصل وجهان لم يكن يتوقع وصولهما إلى صدارة المرشحين والأغرب أن من يتوقع خوضه الإعادة هو نبيل القروي المعتقل على ذمة قضية فساد مالي متهم فيها بتبييض أموال “غسيل أموال”.

وفي النتائج الأولية حصل القروي على 15.5 بالمائة في المركز الثاني بينما حل قيس سعيد أولا بنسبة بلغت 19.5 بالمائة بينما حل مرشح النهضة عبدالفتاح مورو بنسبة وصلت 13.1 بالمائة، في ظل تقديرات بحصول المرشحين الثلاث النسب ذاتها وفق استطلاع رأي لآراء الناخبين كما أنها النتيجة التي وصلت إليها الهيئة العليا للانتخابات بعد فرز أكثر من 27 بالمائة من الأصوات.

أولا من هو نبيل القروي

هو رجل أعمال تونسي يملك قناة نسمة الفضائية الخاصة بالمشاركة مع أخيه، قبل أن يتم منعها من قبل هيئة الإعلام العليا المستقلة في تونس.

اعتاد القروي خلال السنوات الأخيرة تعريف نفسه على أنه ناشط اجتماعي وخيري ورجل أعمال ولديه ميول سياسية قبل أن يعلن ترشحه للانتخابات عبر قناته من خلال حزبه قلب تونس الذي أسس في يونيو الماضي، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه بتهمة تبييض أموال.

لكنه ترشح معتمدا على واجهته الخيرية باعتباره ناشط خيري قدم خدمات عديدة للطبقات الفقيرة في تونس.

أضرب نبيل القروي عن الطعام داخل السجن من أجل مطالبته بالحق في الاقتراع في الانتخابات التي أقيمت يوم 15 سبتمبر الماضي.

لم يخوض القروي مثل باقي المرشحين حملة إنتخابية كما لم يعلق له صورة ولا يدعمه أحد ليحقق المفاجأة ويحصل على نسبة تصويت بلغت ثاني أكبر نسبة تصويت في الانتخابات.

صدمة ومعضلة دستورية وقانونية

تعرض الشارع السياسي التونسي لصدمة في ظل غرابة شديدة بعدما حصل متهم بقضايا فساد على تلك النسبة الكبيرة من الأصوات، لكن بعضهم أشار إلى أن جولة الإعادة سيكون للشعب رأي آخر في ظل المعطيات التي تشير إلى أن التونسيين صوتوا بغرابة من أجل معاقبة الأحزاب التونسية التقليدية التي لم تحقق للشعب ما يرجوه بعدما اعتمد عليهم خلال السنوات الماضية.

صحفي تونسي صرّح لـ”الساعة 25″، قائلا أن الاوضاع لا تزال غير نهائية من أجل بحث المعضلة القانونية وكيفية الخروج منها، مشيرا إلى أن قانونيين أكدوا عدم احتمالية تولي القروي لرئاسة الجمهورية حيث يمنح القانون الحصانة لرئيس الجمهورية من المحاكمة لكنه سيصل إلى الحكم وقد حوكم بالفعل قبل أن يحصل على تلك الحصانة.

باحث مقيم في تونس أشار في تصريحات لـ”الساعة 25″، إلى أنه يعتقد فوز قيس سعيد في الانتخابات، موضحا أن المعضلة ستكون كبيرة وأن التونسيين أنفسهم لن يكون لديهم إجابة السؤال حول إمكانية فوز نبيل القروي بالرئاسة وإمكانية أن يحكم بالرغم من سجنه.

وأوضح انه لا يمكن الجزم بالحل في ذلك الأمر متوقعا أن حكم نهائي بإدانته سينهي أية آمال في وصوله للسلطة حتى لو وصل إليه بانتخابات، كما رجح عدم إمكانية وصوله إلى الإعادة في الإنتخابات حيث يحتمل أن يطاح به ويكون المرشح الثالث في النتيجة يحل محله.

من جهته أكد قانوني تونسي أن نجاح نبيل القروي في الانتخابات يعني أن حل المعضلة لن يكون إلا بيد محكمة تفصل في دستورية الأمر وإعلان حلول، إلا أنه أشار إلى أنه باكر الحديث عن الأمر الآن، مطالبا بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في الفترة المقبلة.

موضوعات تهمك:

إقبال محبط في الانتخابات التونسية ومؤشرات أولية

هل تحدث مفاجأة في الانتخابات الرئاسية التونسية؟

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة