موريتانيا تمحو جمال عبدالناصر من تاريخها
في خطوة اثارت جدلا في الاوساط السياسية الموريتانية، قامت الحكومة الموريتانية، مساء أمس الأحد، بأزلت اسم الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر من على أشهر شوارع العاصمة نواكشوط، وهو ما اثار حالة الجدل حيث يرى المعارضون أن القرار يرتبط بالتوجه الأيديولوجي الذي يتبناه نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
جدير بالذكر ان الشارع الذي يحمل اسم الرئيس المصري جمال عبد الناصر، منذ اوائل سبعينيات القرن الماضي، وكان قبل ذلك يعرف باسم “شارع الكثيب”، وقامت الحكومة مساء امس الاحد بتغير اسمه ليصبح اسمه الجديد “شارع الوحدة الوطنية”، وابقت الحكومة الموريتانية علي اسماء الشوارع التي سميت على اسماء رؤساء أجانب، كشارع الرئيس الفرنسي شارك ديجول، وشارع الرئيس الأمريكي جون كنيدي.
ويعد شارع جمال عبد الناصر من اطول شوارع نواكشوط، حيث يبلغ طوله إلى 3320 مترا، هو من ابرز الشوارع التي شهدت كافة الأحداث البارزة التي عاشتها موريتانيا، وبه يوجد مقر الإذاعة الرسمية، ومنها ألقى الرئيس الراحل المختار ولد داداه، أول رئيس للبلاد، خطاباته الأولى، ومن هذه الإذاعة كذلك صدر “البيان رقم 1” في أكثر من مرة، منهيا حقبة رئيس وفاتحا الباب أمام رئيس جديد، في بلد شهد العديد من الانقلابات العسكرية.
وظل شارع جمال عبد الناصر سابقا، مسرحا لعشرات المسيرات المناهضة لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأخيراً نظمت فيه مسيرة يتقدمها ولد عبد العزيز لمناهضة “خطاب الكراهية والتطرف”.
وأعلنت الحكومة الموريتانية أن هذا القرار “يأتي ضمن خطة ستشمل العديد من شوارع العاصمة سيتم إعطاءها الطابع الوطني”.
حيث شهد الرئيس الموريتاني، وأعضاء الحكومة، مراسم ازالت اسم جمال عبدالناصر ووضع اسم “الوحدة الوطنية”، حيث عزغ النشيد الوطني الموريتاني والقى فيه وزير الداخلية واللامركزية أحمدو ولد عبد الله كلمة،قبل أن يزيح الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الستار عن اللوحة التذكارية التي تحمل الاسم الجديد للشارع.
وصرح سيدي محمد ولد محمد، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز هو الذي أعطى الأوامر بتغيير اسم الشارع.
وفي كلمته تحدث وزير الداخلية الموريتاني، عن إنجازات ولد عبد العزيز خلال عشر سنوات من الحكم، وقال إن إشراف رئيس الجمهورية على تسمية أكبر شارع بالعاصمة باسم “شارع الوحدة الوطنية” يعبر عن حرصه على صيانة الهوية الموريتانية وتعزيز دعائم الوحدة الوطنية، بحسب موقع صحيفة “الصدى” الموريتاني.
وأشار الوزير إلى أن هذا الشارع احتضن في التاسع من الشهر الجاري مسيرة الشعب الموريتاني لنبذ العنف وخطاب الكراهية.
كانت خطوة تغيير اسم الشارع قد اثارت الجدل في موريتانيا، حيث تمت رفضها من قبل حزبين، يحسبان على التيار الناصري في موريتانيا، هما حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم) الذي يرأسه صالح ولد حننا، وحزب التحالف الشعبي التقدمي، برئاسة مسعود ولد بلخير.
عذراً التعليقات مغلقة