في موجة التظاهرات السائدة حول العالم جاء الدور على “السودان”، حيث شهد شرق السودان خروج المئات من المتظاهرين إلى شوارع العاصمة، تنديدًا بارتفاع الأسعار في البلاد، وأدت إلى سقوط قتيل في هذه الاحتجاجات.
مقتل محتجًا نتيجة تظاهرات اليوم
أعلن شهود ومسؤولون، اليوم الخميس، إن محتجا واحدا سقط قتيلًا في شرق السودان مع خروج مئات المتظاهرين إلى الشوارع بالعاصمة الخرطوم، وانتشرت المظاهرات بالخرطوم ضد ارتفاع الأسعار.
وبحسب رويترز، أضاف مبارك النور، نائب البرلمان، عن مدينة القضارف إن طالبا توفي خلال احتجاجات شابتها أعمال عنف في المدينة، وفي وقت لاحق، أطلقت الشرطة في الخرطوم الغاز المسيل للدموع على نحو 500 شخص كان بعضهم يهتفون للإطاحة بالحكومة.
وفي مدينة دنقلا بالشمال، قال شهود إن محتجين أضرموا النار في مكاتب تابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير، وفي عطبرة إلى الشمال الشرقي، خرج محتجون ملثمون للاحتجاج لليوم الثاني وهم يرددون ”حرية“ وفقا لمقطع فيديو، وأضرمت النيران أيضا في إطارات السيارات.
وازداد الغضب الشعبي بسبب ارتفاع الأسعار والتضخم وغيرهما من المصاعب خاصة مضاعفة تكلفة الخبز هذا العام ووضع حدود للسحب من البنوك.
تضرر الاقتصاد بالسودان
كما تضرر اقتصاد السودان بشدة عند انفصال الجنوب في عام 2011 وهو ما أدى إلى فقدانه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي الذي يعد مصدرا أساسيا للنقد الأجنبي.
ورفعت الولايات المتحدة في العام الماضي عقوبات تجارية كانت مفروضة على السودان منذ 20 عاما. لكن المستثمرين يحجمون عن دخول السودان الذي لا يزال مدرجا لدى واشنطن كبلد راع للإرهاب ورئيسها مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في تهم بتدبير إبادة جماعية في إقليم دارفور، وينفي البشير التهم.
ووقعت أعمال العنف الأخيرة في عطبرة يوم الأربعاء حيث أعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ بعدما أضرم محتجون النار في مقر الحزب الحاكم هناك.
السودان حالة الطوارئ بمدينة عطبرة
وأعلنت لجنة أمن ولاية نهر النيل شمالي السودان حالة الطوارئ بمدينة عطبرة وفرض حظر على التجوال على خلفية اندلاع مظاهرات احتجاجية، بالمدينة نددت بغلاء أسعار السلع الأساسية وانعدام الخبز والوقود بالمدينة.
وقال الناطق الرسمي باسم حكومة الولاية، إبراهيم مختار في تصريحات صحفية إن اجتماع لجنة أمن الولاية أعلن حالة الطوارئ وحظر التجوال لحين إشعار آخر.
وأوضح أن القرار استثنى من ذلك المؤسسات والمرافق الخدمية، مضيفا أن لجنة الأمن اتخذت قراراً ثانياً بتعليق الدراسة بجميع مدارس مدينة عطبرة بمرحلتي الأساس والثانوي لأجل غير مسمى.
وعبر حزب المؤتمر الوطنى الحاكم عن “أسفه لمحاولات بعض القوى السياسية إثارة الفتنة وتقويض أمن واستقرار البلاد بالعمل على إثارة القلاقل ونسف الاستقرار و تخريب مقدرات الشعب وممتلكاته”، بحسب تصريحات لرئيس قطاع الإعلام في الحزب إبراهيم الصديق لوكالة السودان للانباء.
وقال إن ماجرى فى عطبرة من بعض المتظاهرين لا يتسق مع مفهوم التظاهرات السلمية ووصفه بمحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار.
تظاهرات احتجاجا على ارتفاع الأسعار
تظاهر مئات الطلاب السودانيين، في يوم الأحد الماضي، احتجاجا على ارتفاع الأسعار في مدينتي الفاشر في إقليم دارفور المضطرب (غرب) والدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي الخرطوم، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس.
وجاءت هذه الاحتجاجات في وقت تشهد مختلف مناطق السودان نقصا في الوقود والخبز. ففي الخرطوم ينتظر المواطنون لساعات طويلة أمام محطات الوقود، وفي الأحياء السكنية ينتظم أفراد الأسر في طوابير طويلة للحصول على الخبز.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية في الآونة الأخيرة بنسبة 60%، وأفادت تقارير حكومية أن معدل التضخم بلغ 68,93 % خلال نوفمبر.
وقال شاهد من مدينة الفاشر (حوالى ألف كيلومتر غرب العاصمة) في اتصال مع فرانس برس طالبا عدم إيراد اسمه “خرج نحو 300 طالب من ست مدارس ثانوية وأحرقوا إطارات قديمة وجذوع أشجار على طريق تربط وسط المدينة بجنوبها وهم يهتفون “لا للغلاء لا للجوع”.
وأضاف “وصلت شرطة مكافحة الشغب وأزالت الإطارات من الطريق وفرقت الطلاب باستخدام الهراوات”. وأورد شاهد آخر، أن السوق الرئيسية في المدينة أغلقت أبوابها خوفا من تدهور الوضع.
وقال عبد القادر محمد من سكان الدمازين (800 كيلومتر جنوب شرق العاصمة ) في اتصال مع فرانس برس “تظاهر طلاب المدارس الثانوية وعددهم حوالى 500 وهم يهتفون ضد الغلاء وفرقتهم الشرطة باستخدام الهراوات”.
وأكد شاهد آخر أن “المدينة تشهد نقصا حادا في الوقود إضافة إلى تضاؤل إنتاج مخابزها”.
عذراً التعليقات مغلقة