من هى هبه سليم. هبه سليم أشهر جاسوسة مصرية عملت مع الموساد الاسرائيلى فى خلال فترة السبعينات. على الرغم من صغر سن “هبه سليم” إلا ان المخابرات المصرية والموساد الاسرائيلى اعتبروها من أخطر الجواسيس. هذا كما قامت هبه سليم بنقل العديد من الاخبار والمعلومات الهامة عن تسليح الجيش المصرى ونوعية الاسلحة والصواريخ المستخدمة أثناء فترة الحرب ما بعد 1967 إلى 1973.
كيفية تجنيد الموساد الاسرائيلى لـ “هبه سليم”
- هبه سليم الفتاة المدللة والتي كانت تحظى دلع من الاسرة واستجابة لجميع مطالبها. فهي تأمر وما على الأسرة إلا تنفيذ اوامرها. كانت هبه سليم تكره مصر ولا يوجد لديها اى مشاعر الانتماء وحب الوطن. لذا الحت هبه سليم على والدها السفر الى الخارج لاستكمال المرحلة الجامعية بعد أن حصلت على الثانوية العامة.
- وطبقا لعادة الأسرة فى تنفيذ طلبات البنت المدللة ما كان فى استطاعة الاب إلا ان يرضخ الى اوامر ابنته. وبعد أن حصلت الفتاة على الثانوية العامة عام 1968 سافرت إلى فرنسا للالتحاق بالجامعة هناك ولتحقيق حلم السفر والخروج من مصر.
- وفى اثناء وجودها في الجامعة تعرفت هبه سليم على فتاة يهودية من أصل بولندى وجدت منها الصديقة المثالية ورفيقة دربها. فقد اعتادت هبه سليم على زيارة منزل صديقتها والسهر معها فى الكثير من الحفلات التى تقام فى منزل الصديقة. وفى خلال تلك الحفلات استطاعت هبه سليم التعرف على الكثير من الشباب اليهودي الذين كانوا يتحدثون عن إسرائيل بأنها أرض السلام والحرية، كما زاد الشباب فى المبالغة فى وصف إسرائيل عندما وجود الاستعداد لتلقي وتصديق اى كلام ومبالغات من ناحية هبه سليم.
- ومن ناحية هبة سليم وكرهها لمصر وعدم الشعور باى حنان او حب اتجاهها وجدت من اسرائيل البلد المثالي وحلمها في أن تصبح من أهل تلك البلد. ولم تدعي لتفكيرها المجال في تصديق ما يفعله الإسرائيليين من حروب ومجازر لسرقة الأراضي سواء الأراضي الفلسطينية او الاراضى المصرية. بل داومت على التصديق فى كلام الشباب الى انه اصبح حلمها الذي تعيش لتحقيقه هو السفر إلى إسرائيل.
- ومع عشق هبه سليم لاسرائيل أصبح من السهل على الموساد الاسرائيلى تجنيدها والاستفادة بالطاقة والحب الموجود من ناحيتها إلى إسرائيل. لذا استطاع الموساد الاسرائيلى تجنيد “هبه سليم”. هذا كما أن علاقتها بالمقدم مهندس ” فاروق عبد الحميد الفقى” زاد من أهمية “هبه سليم” عند الموساد.
تجنيد هبه سليم للمقدم “فاروق الفقي”
- كان المقدم “فاروق الفقى” يعشق “هبه سليم” لدرجة الجنون وكان يحبها جدا، هذا كما طلب منها الزواج أكثر من مرة ولكن كانت “هبه سليم” تقابله بالرفض ولكنه كان لا يتخلى عن حلمه فى الزواج منها. ولكن العمل مع الموساد الاسرائيلى لا يعرف المشاعر. حيث انتهر الموساد فرصة الحب الذى يكمن فى قلب المقدم و المنصب الذي يتولاه هذا المقدم فى الجيش المصرى. فاصر الموساد الاسرائيلى على أن تخدع “هبه سليم” قلب المقدم لتبين له مدى حبها له ورغبتها هى أيضا فى الزواج منه.
- كانت موافقة “هبه سليم” للزواج من المقدم “فاروق الفقى” حلما صعب المنال وأصبح حقيقة. لذا كانت الفرحة لا تسع قلب المقدم. ولمحاولة ابهار الفتاة التى كان يعشقها كان في البداية وعن دون قصد يحكى لها عن مهام منصبه الهام فى الجيش المصرى وكم هو مهم فى موقعه وعن انجازاته وبطولاته في الحياة العملية. كانت “هبه سليم” تستمع الى تلك الحكايات والمغامرات بتركيز شديد لكن ليس بهدف الإعجاب لكن بهدف آخر لا يعلمه المقدم فاروق ألا وهو نقل الاخبار والمعلومات عن الجيش المصرى وأماكن الأسلحة الموجودة للاستفادة من تلك المعلومات والترصد لها واستهداف تلك المواقع وتدميرها.
- وبعد ان اصبحت “هبه سليم” مسيطرة على عقل وقلب المقدم كان من السهل أن يصبح فريسة سهلة للتجنيد من قبل “هبه سليم” والموساد الإسرائيلى. فأصبح هذا الضابط فى الجيش المصرى هو الآخر خائنا لجيشه وبلده. فقد قامت “هبه سليم” تسليمه الجهاز اللاسلكي والحبر السرى والذى من خلالهم يقوم بنقل جميع المعلومات التي يستطيع الحصول عليها من خلال طبيعة عمله.
- وبالفعل استطاع المقدم “فاروق” نقل الخرائط والوثائق التى توضح اماكن وجود صاروخ “سام 6” والذي كان يحقق انتصارا عظيما لمصر فى وقت الحرب. لكن مع نقل جميع المعلومات استطاع الجيش الإسرائيلى تدمير جميع الاماكن التى يوجد بها صاروخ “سام 6”. مما اثار شكوك المخابرات المصرية بأن هناك من هو خائن وجاسوس يقوم بنقل الأخبار والمعلومات للجيش الاسرائيلى.
- وبعد مراقبة شديدة لجميع المناصب فى الجيش المصرى من اكبرها الى اصغرها تم الوصول إلى ان الذى قام بنقل جميع المعلومات الهامة إلى الموساد الاسرائيلى هو المقدم “فاروق” والذى تمت محاكمته محاكمة عسكرية وصدر ضده حكم بالإعدام رميا بالرصاص وقد كان.
الخطة الموضوعة للقبض على هبه سليم
- وبعد اكتشاف العلاقة التي كانت بين المقدم فاروق وبين “هبه سليم” اصبحت الجاسوسة “هبه سليم” هدفا للمخابرات المصرية. ولكن بسبب سفرها فإن أمر القبض عليها اصبح من الصعب. لذا فكرت المخابرات المصرية فى عمل خطة محكمة لاستدراج الجاسوسة الى الاراضى المصرية و القبض عليها ومحاكمتها بسبب الخيانة العظمى للوطن.
- حيث قامت المخابرات المصرية بالتواصل مع والدها الذي كان يعمل فى ليبيا حينئذ بأن ابنته البطلة “هبه سليم” اشتركت مع مجموعة من الشباب الفلسطيني في عمل بعض العمليات ضد اسرائيل واصبحت ابنته محل خطر ضد اسرائيل وهدف يجب المنال منه. لذا واجب المخابرات المصرية حماية كل مصرى. صدق الأب هذه الرواية واتفقت المخابرات المصرية مع الاب على استدراج الفتاة الى ليبيا بحجة انه مريض ويريد رؤيتها.
- لكن لم تستطع “هبه سليم” والموساد تصديق مرض الأب إلا بعد ان قام احد المسئولين فى الموساد بالتواصل مع المستشفى التي كان يقيم فيها الوالد. ونجح الامر فى التأكد من مرض الوالد وكان الفضل لله اولا ثم للسلطات الليبية في تيسير هذا الأمر.
- حضرت “هبه سليم” الى الاراضى الليبية ولكنها فور وصولها الى ليبيا تحركت الطائرة الى القاهرة عائدة الى الاراضى المصرية حاملة معها “هبه سليم” وبعض من رجال المخابرات المصرية الذين كانوا على متن تلك الطائرة من الأراضي الليبية الى أن وصلوا إلى القاهرة.
- وعند استكمال الطائرة رحلتها تأكدت هبه انه تم القبض عليها وانها عائدة الى الأراضي المصرية لكن تلك المرة وهى متهمة فى قضية من أخطر القضايا وهى الجاسوسية. لكن رغم خطورة وضع “هبه سليم” والتهم الموجهة إليها إلا أنها كانت ثابتة الانفعال بشكل غريب حيث دهش جميع الضباط هذا بالاضافة الى اقتناعها التام بانها خارجة من تلك القضايا وأن إسرائيل سوف تنقذها مما هى فيه الآن. ولكن فى النهاية تم تنفيذ حكم الاعدام على الجاسوسة “هبه سليم”.
موضوعات تهمك:
المحاكمة العسكرية تصدر حكما بالاعدام ضد هشام العشماوى
عزل مدينة نجف العراقية بعد حرق متظاهرين قنصلية ايران فى العراق
عذراً التعليقات مغلقة