من خيانة لخيانة بي كي كي إلى أين؟
على مدار سنوات الثورة السورية، وما بعدها من حرب أهلية بدعم خارجي، ارتكبت مليشيات بي كي كي، مئات الجرائم بحق المدنيين، إلى جانب ما ارتكتبته من خيانة بحق الثورة السورية، حيث كانت المليشيا التحول الأول من قبل فصائل الثورة إلى اللعب بالمصالح الفردية والجماعية والطائفية.
وعلى مدار تحولها من محاربة لنظام الأسد لأسباب طائفية، إلى ألمقاتل الأول ورأس الحربة في المشروع الأمريكي داخل سوريا وجارتها تركيا، الأمر تحول معها إلى تلميع وتمجيد لما ادعي أنه قضية على مدار عملها، دون حديث حقيقي عن مليشيات مقاتلة.
وبحسب مراقبين فإن جرائم لا يمكن أن تمر مرور الكرام كما مرت ارتكبتها المليشيا المنسوبة للأكراد، إضافة للتحالف الدولي الداعم لها، دون أي تحرك من قبل نشطاء أو وسائل إعلام أو منظمات حقوقية لإدانة تلك المنظمة.
معركة الباغوز
تعد معركة الباغوز التي انهت فيها بي كي كي بدعم وإسناد جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على الوجود العسكري لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، بمثابة الصندوق الأسود للمليشيا، بحيث لم يتم فتح تحقيقات أو حتى نقاش جاد حول المعركة، مثلها مثل سابقتها في معركة الرقة.
بحسب تقارير صحفية، نقلت عن مصادر عسكرية عربية داخل المليشيات، قالت أن قيادي عسكري كردي طالب الدعم الجوي بقصف غير مسبوق بأقوى القنابل، من بينها قنابل الفسفور المحرمة دوليا.
التقارير أشارت إلى أن نهاية المعركة كانت بحصار المليشيا لنحو 1500 مقاتل من التنظيم الإرهابي من بينهم نساءهم وأطفالهم، وكان المسلحلين الأكراد قد أعلنوا بدء المفاوضات مع الإرهابيين لتسليم أسلحتهم، إلا أن الأخبار طالعتنا قبل يوم 23 مارس/ أذار يوم إعلان الانتصار، عن هجوم من قبل بي كي كي على المقاتلين وذويهم، دون الحديث عن نتائج المعركة التي ظفر بها بي كي كي، إلا أن مصدر عسكري، أكد أن المليشيا أبادت الجميع عن بكرة أبيهم.
خيانة العرب
يقول مصدر عسكري عربي في “جيش الثوار” أحد فصائل مليشيات بي كي كي، أن نسبة من المقاتلين من القبائل العربية الذين تعرضت عائلاتهم لمجازر وجرائم مروعة من قبل التنظيم الإرهابي بحقهم، شاركوا في العمليات ضد التنظيم الإرهابي.
إلا أن المصدر أكد على أن أغلب المقاتلين ضمن مشروع بي كي كي العسكري جاء بالإكراه، ذاكرا أن التنظيم الإرهابي كان يعتقل الشبان في سن التجنيد ويجبرهم على حمل السلاح والعمل معه، ومن يرفض يتم تهديده بتسليمه إلى القوات النظامية التابعة لبشار الأسد، مما جعل آلاف الشبان يشاركون في حرب وإن كانت ضد عدوهم فهي لمشروع عدو آخر.
يقول المصدر أن المقاتلين العرب الذين يقاتلون في صفوف الـ بي كي كي، كانوا في بداية المعارك يقدمون إلى أوائل الصفوف، إلا أنه عند اقتراب الظفر بالمعركة يتم تأخيرهم حتى يغتنم المسلحين الأكراد ما لدى التنظيم الإرهابي، وخاصة عند المعركة الأخيرة في الباغوز كانت المليشيات تستأثر لنفسها الغنائم والإنتقام من الإرهابيين بمن فيهم أطفالهم ونسائهم.
في تقرير لصحيفة المدن نقلت عن أحد المقاتلين العرب في صفوف البي كي كي، كشفه مساعي الأكراد لخيانة المقاتلين العرب في صفوفهم بعد أن أصبح لا حاجة للمليشيا بهم.
المصدر العربي في المليشيا قال للصحيفة، أن الإعلام الموالي للمليشيا الإرهابية، بدء في حملة تطالب بمحاسبة المسؤولين عن مجزرة الباغوز التي شنها مقاتلوا البي كي كي ضد إرهابيي داعش وذويهم.
وتسائل المصدر حول السبب في طلب مرتبطين بالمليشيا الكردية التحقيق في نتائج معركة ضد تنظيم داعش وهم من لم يذكروا ولو مرة أي ذكر حول الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين.
وأشار إلى أن تلك الدعوات لا تضمر إلا مساعي شيطنة الفصيل العربي في المليشيا الإرهابية من أجل الحصول على أدوات ابتزاز بحقهم وتهديدهم بها.
بدأت المليشيا الكردية حربها ضمن مشروعها بموالاة الثورة والثوار، قبل أن تتنصل من الثورة مؤكدة تمسكها بمشروعها الانفصالي وحده، قبل أن تعلن مهادنتها نظام الأسد وتطلب بدء مفاوضات معه على إمكانية الحصول على إدارة ذاتية، لكنها في خضم استخدامها ضمن المشروع الأمريكي في سوريا المرتبط بتركيا أيضا، أعلنت بشكل واضح موالاتها لنظام الأسد علانيةً وتفضيلها لسيطرة النظام على مناطق سيطرتها شمالي سوريا على أن تسيطر على تلك المناطق فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة.
ربما لم تنفذ الولايات المتحدة خيانتها للمليشيا الكردية بالانسحاب من سوريا بعد نهاية الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنها وبحسب مراقبين، ستخسر خسارة وجودية إذا لاقت أي من أفعالها الخائنة من قبل داعميها.
موضوعات تهمك:
هل مليشيات البي كي كي في سوريا ارهابية؟
بي كي كي تدعو لتحالف مع نظام الأسد ضد تركيا
فشل عملية إرهابية كبرى لـ”بي كي كي” على يد أحرار الشرقية في سوريا
اخيرا.. الـ”بي كي كي” الإرهابية تعترف علنا بتحالفها مع المافيا الحاكمة في سوريا
عذراً التعليقات مغلقة