من تيومين إلى شامبالا يحكي لنا عبد الرزاق طواهرية عن مخطوطة شيفا!
في البداية أريد أن أخبركم سر عن رواية ”شيفا”،سر خطير أنا لم أكن أعرفه، لكن بحثت عنه جيدا، ومع أنني عرفته سأخبركم به من تلقاء نفسي، لا تخافوا ليس فخا حتى تهربون منه وإنما هو تحدي لكم، السر يقول أن رواية شيفا من أصعب النصوص الأدبية كونها من أدب الخيال العلمي الصعب، أعرف أن العاجز في اللغة سيخاف أو سيحاول قراءة رواية أخرى سهلة جدا، هاربا من التعقيد والحبكة المبهمة والسير على الأقدام حاملا معه حروف الرواية حتى يتضح اللغز، أحب أن أطمئنك بخبر لم أخبر به أحد حتى تبقى معنا في أسرار مخطوطة شيفا، أنا شخصيا عندما أطلعت عليها نال مني الخوف لكنني لم استسلم، وأعلم أن أكثر العاجزين في اللغة سيتظاهرون باحترافية الحبكة، ومع هذا دعني أخبرك أيضا عنها ولو قليلا لأنني سافرت إلى مدينتها وقارتها أكثر من 3 مرات، مع بعض الملاحظات التي سجلتها وأنا مسافر مع إسحاق من مدينة تيومين إلى مملكة شامبالا : _ فهل أنت مستعد؟
اقرأ/ي أيضا: ذاكرة المكان و سيرورة الاستدلال في “مذكرات طبيب أسنان”
الكاتب صنع شخصية في إطار تكاملي أدبي بدون زوائد، شخصية إسحاق جميلي المدعو عند الروس بإسم ” اساك ” ،شخصية طموحة وخطيرة وذكية في نفس الوقت، لكن ما تركه لنا الكاتب في أول سؤال وهو يجول بنا من مدينة تيومين إلى مدينة بيلغورود الروسية، هو زمان الرواية لأننا تعودنا كثيرا على افتتاحية في الروايات البوليسية والاجتماعية وحتى الرومانسية على التاريخ مند بداية أول سطر، لكن لا تقلق مباشرة بعد الإقلاع من مطار دوموديدفو ستدرك وحدك زمان الرواية،مع أن أجمل شيء احترافي في الرواية هو التدقيق الهائل في وصف الأماكن ، إذا عرفت الزمان والمكان تعال نتعرف على الشخصيات، قبل ان أعرفك على عائلة اسحاق ، هل تعلم أن الكاتب قدم لنا شخصية نسوية أعتبرها مهمة جدا ، كون أنها حملت رسالة واقعية غير مباشرة ، دعني أعرفك على ”ريتا” السمراء التي يعتبرها اسحاق جميلي على أنها أهم شيء في حياته بعد عودته من الرحلة المشؤومة،الرسالة تؤكد أن الرجل الشرقي أو العربي أو الغربي مهما كانت صفاته دائما يحتاج تلك الصديقة التي ترتجف من أجل صديقها.
اقرأ/ي أيضا: نزهة الأبرار فى القول على ظهور البشرى
وها هي تحمل له من الانترنت المظلم بعد بحث كبير منها وتعب وجهد،كتاب كان بداية لفك الألغاز التي سجلها من الحلم المزعج له في بداية الرواية، لهذا أرى أن ريتا شخصية واقعية في الرواية بقدر ما نص يوحي مند بدايته أنه من الأدب الخيالي،لم تكن ريتا السمراء لوحدة لمسة واقعية في الرواية وإنما هناك لمسات واقعية كثيرة سنجدها في طريقنا إلى مملكة شمبالا،بداية من والده إسحاق رمزي و والدته أنيا إلى دخول رئيس البعثة العلمية ديفيد دالو فيتش،الذي سيجعلك تطرح سؤال : _ لماذا يوجد رئيس مثله في بيت اساك جميلي الباحث جيولوجي؟
– لماذا من بين الناس يركز ديفيد على اساك ؟
ستقول أن رمزي هو صديق مقرب من رئيس البعثة، يعني نفوذ عائلي له يد في بعثة علمية ترسلها دولة بحجم روسيا
: _ هل أنت مقتنع بهذا الجواب ؟
الغريب أن الكم الهائل الذي حمله اساك من معلومات واستفسارات وجد جوابها كليا وعمليا عند ديفيد دالو فيتش ،الذي ضرب له موعدا مع تحدي في تسلق الجبال من أجل كشف المهمة التي تسافر من أجلها البعثة العلمية ، هذا الفريق الذي بكل صراحة يعيد دوامة الأسئلة لك ، لأنه متكون من دوديتش سميرنوف عالم بيولوجيا 38 سنة،ثنيا ألكسندروفنا طبيبة البعثة السنة 30 ،جوزيف كرمزين عالم جيولوجيا،اساك جميلي باحث جيولوجي ، عالمان سافرا مرارا وتكرارا إلى أنتاركتيكا كرمزين و دوديتش مع طبيبة جديدة وباحث جديد، أظن أن كشف أسماء البعثة مع المهمة الرسمية هو بداية العد التنازلي لحبكة الرواية الأصلية ، مع أنِي أعتقد أن أول خيط سميك لبداية ظهور الحبكة هو لقاء إسحاق مع الأخصائي النفساني بعيادة الجامعة الحكومية في مدينة بيلغورود ، والخيوط الباقية ستبدأ في الظهور من محطة فوستوك الروسية إلى محطة الأبحاث الأمريكية امندسن سكوت التي يجرى فيها الاجتماع مع سفير أجارثا السير باشاما،الشخصية التي تعكس كل مجريات الرواية بك حذافيرها العلمية الخيالية ، وايضا لقاء اساك مع سفير أجارثا الذي اتصال به عن طريق التخاطر و زرع في رأسه كلمة ” ابحث عن مخطوطات شيفا” وأيضا السؤال المهم في الرواية كليا
: _ لماذا اختار ديفيد دالو فيتش تانيا واساك الاقل خبرة بدل من كرمزين و دوديتش الأكثر خبرة ؟
كلها أسئلة تجبرك أن تخوض في الرواية من البداية حتى النهاية، وقد قدمت لك أسئلة استفزازية حماسية عن رواية شيفا ، ولكن أريد أن أنهي هذه القراءة بمعلومات مفيدة جدا إن شيفا تحمل مستندات حقيقية،تخيل أن تحمل العديد من المستندات صعبة الوجود ومتعلقة بقضايا أمنية حساسة في العالم ، كما أنها تحمل معلومات جيولوجية و بيولوجية و أنثربولوجية وكل معلومات الدنيا ، وأظنها هبة من الكاتب للقارئ بأن يتعرف على معلومات لم تصله في حياته.
اقرأ/ي أيضا: مؤتمر الخطاب الثقافي بين الواقع والمأمول
Sorry Comments are closed